( بقلم : باسم العوادي )
كم هي عدد مجالس العزاء التي اقيمت على روح المقبور صدام حسين في كل انحاء العالم العربي 5 أو 10 أو 20 او 100 ماقيمة تلك المجالس بما انفقه صدام حسين من مليارات على اصحاب تلك المجالس وعلى غيرهم مما لاشك فيه ان هناك حسرة الآن تختلج نفوس الكثير من المقربيين لصدام حسين وهم يرون هذا الواقع المؤلم وقد عبر عدو الباري عطوان عن هذا الواقع لانه ليس عاطفي بل ذكي فقد اشار عدت مرات ولكن بطريقة التلميح ان الكل قد تخلو عن المقبور صدام وبالفعل فقد تخل الجميع عنه ولو طالعنا اسماء هؤلاء الذين اقاموا مجالس العزاء فكلهم نكرات لايوجد فيهم شخص واحد يمكن ان يعتبر شخصية فكرية او اكاديمية او سياسية محترمه.ان الذين اعدموا صدام وهم معرفون يعلمون على اي أمر اقدموا وبفعلهم اثبتوا على انهم اقوى واشجع واجرأ من صدام فمن يعدم الجريء أجرأ منه ومن يعلق صدام بجبروته على حبل المشنقة اشجع من مئة صدام هذه هي النقطة المهمة في ابجديات القصة التي اثارت حالات الهيجان الطائفي لكثير من وسائل الاعلام الطائفي الناطقة باللغة العربية و الذي أراد ان يوهم العراقيين بان هناك حملة تضامن عربية شعبية ضد اعدام صدام حسين وللوقوف على هذه الاسباب يجب ملاحظة الأمور التالية :1 ـ ان اغلب بيانات التنديد والاعتراض جاءت بعد عملية الاعدام وهذه قضية تحتاج الى التفات كبير من قبل كل متابع سياسي حصيف فلم يعترض احد على امر محكمة التمييز بالتصديق على حكم اعدام صدام حسين ولم يعترض احد على الحكومة العراقية قبل الاعدام باستثناء اعتراض يمني وحيد وهذا يدلل على ان الحكام العرب والمؤسسات الرسمية العربية كانت موافقة جملة وتفصيلا على اعدام صدام حسين وذهابه الى الجحيم حيث لم يتصل اي زعيم عربي بالرئيس المالكي او اي شخصية عراقية اخرى يطالبه فيها مثلا بتأجيل الحكم عدة ايام والكل كان يعلم ان الحكم سينفذ يوم السبت صباحا ، فلماذا صمتوا اذن ؟؟؟ 2 ـ ان البيانات والاعتراضات تلك لم تصدر عن جهات رسمية فمثلا اراد بعض اصحاب الكوبونات اقامة مجلس عزاء للمقبور صدام في مسجد كبير في القاهرة فرفضت الحكومة المصرية وسمحت لهم باقامة مجالس عزاء صغيره فردية لاقيمة لها وحتى كل بقية العواصم العربية عملت مثل هذا الاجراء وهنا يمكن تشخصيص الموقف الليبي والموقف اليمني كحاله شاذة عن هذه القاعدة وبالتالي فما عسى ان تفعل ليبيا او اليمن وهما اليوم على هافة الانحدار ليبيا سياسيا واليمن اقتصاديا.3 ـ الحملة الهستيرية ضد اعدام المقبور صدام حسين شنتها وسائل اعلام ناطقة باللغة العربية معروفة بعدائها للواقع العراقي الجديد وقضية الاعتراض على يوم التنفيذ ابتدأت من الجزيرة تحديدا حيث كنت اول المتحدثين في برنامج خاصة للجزيرة بعد صدام بدقائق معدودة والسؤال الأول للمذيع هو حول توقيت العيد وعلاقة بمشاعر العرب والمسلمين ، نعم تحولت تلك الحملة بعذ ذلك الى حملة شبه رسمية من خلال الكثير من وسائل الاعلام العربية وبالخصوص وسائل الاعلام المربوطة بالسعودية وذلك لايستغرب فكل من كان يقبض من صدام ايام عزه تحول بالنهاية الى وسائل الاعلام السعودية التي تشرف اليوم على 80% من وسائل الاعلام العربي علما ان اغلب المقالات التي كتبت كانت تحتوى او تعبر او تساير او تجامل نقاط الاعتراض التي جاءت بالبيان السعودي. 4 ـ قامت بعض وسائل الاعلام العربية بعملية استقراء للواقع العربي من خلال لقاءات في الشوارع في البلدان العربية وكانت النتيجة مذهله فاغلب من التقوا به ايدوا اعدامه باعتباره رجل ظالم فيما اعترض البعض الآخر وحتما ان الموافقون على اعدام صدام اكثر من الرافضون بدليل مجالس العزاء الهزيلة والقليلة والتي لم يتبناها اي شخصية عربية مرموقة او ذات شأن سياسي او فكري او اكاديمي في العالم العربي دليل على ان المعترضين على اعدامه هم قله في الشارع العربي وسعت وسائل الاعلام الناطقة باللغة العربية ومن خلال الضجيج الاعلامي و السعار الطائفي الى تثوير القضية وتحويلها وتصويرها على انها حملة شعبية عربية ضد اعدام المقبور . 5 ـ اغلب الاتهامات العربية على طريقة الاعدام جاءت ممزوجة بالحديث عن التوقيت في يوم العيد او اعتراضا على العبارات التي رددت من قبل بعض الحضور هناك والتي وصفت بالطائفية وهنا لو تمعن كل عاقل لادراك بانها اعتراضات اشبه ما تكون بالساذجة بالنسبة لاصحاب العقول و الواقع الشرعي والعقلي والمنطقي يقول انه لايوجد دليل شرعي ينفي انزال القصاص بيوم جمعة او يوم عيد وكذلك لايوجد نص دستور عراقي يمنع من اجراء الاعدام في ايام العطل والاعياد بل العكس صحيح فالحديث المتفق عليه بين السنة والشيعة يقول(( ان يوم مقتل الظالم عيد)) والمبدأ الفقهي المتفق عليه بين السنة والشيعة انه (( يجب التعجيل بالقصاص )) اضافة الى اعدامه كان قبل فجر العيد وقبل اذان صبح يوم العيد بمعنى انه لم يكن يوم العيد، لذلك امتنع الكثير من العقلاء العرب عن ادانة اعدام المقبور صدام وجاءت الاعتراضات من بعض الناس ممن لم يقروأ صفحة واحده من كتبهم الفقهية او العقائدية ومن يقرأ منهم فهو يعرف باي اتجاه يتحرك .وبعد استقراء الحقائق الماضية يكون السؤال ، لماذا اذن سكتت الحكومات العربية رسميا وحكوميا واتاحت لوسائل اعلامها المحركه مخابراتيا ان تقوم بالمهمة بالنيابة عنها ولو بمستويات محدودة ؟؟؟؟مما لاشك فيه ان عميلة اعدام صدام وانزال حبل المشنقة على رأسه كانت لها وقع كبير فصدام ليس بالشخص العادي لا في العراق ولا في خارج العراق وكانت لصدام خشية في نقوس الكثير من الزعماء العرب الذين لم يجروأ بعضهم حتى على حمله على الرحيل وترك السلطة قبل احتلال امريكا للعراق ولم يتقدم اي زعيم لدعم اي تحرك عراقي ضد حكومة صدام في اخطر واكبر لحظات عجزها وضعفها نهاية التسعينات بل كانت اغلب الزعامات العربية تحاول دائما الابتعاد عن دائرة صدام و النأي بنفسها عما يحدث في العراق خوفا وخشية من صدام وابتعادا عما يخلقه ذلك الكائن المقبور من مشاكل سياسية وعليه فكانت عملية وضع الحبل في رأسه والضغط على العتلة التي انزلته ميتا الى اسفل ذو وقع كبير ناهيك عن كونه اول زعيم او رئيس يحاكم رسميا ويعدم على جرائم بحق شعبه لاشك ان هذا القضيتان قد حركتا مشاعر البعض وهزتها ان العملية برمتها لاتعدوا ان تكون ضغطا نفسيا وسياسيا على حكومة الائتلاف العراقي الموحد ورئاسة المالكي لاخضاعها لكي لا تحقق اي نصر داخلي او خارجي من خلال عملية اعدام صدام حسين فالقياس يقول ان من يقدم على اعدام صدام حسين لابد ان يكون اقوى من صدام وان من يقدم على انزال القصاص على صدام حسين سينزل القصاص على من هو اكبر من صدام حسين وكذلك من يعدم صدام حسين فهو يمتلك مقومات الشجاعة الكافية للنهوض بالعراق وللوقوف بوجه اعداء العراق وبالخصوص من الدول المحيطة بالعراق التي هزها شجاعة الحكومة واقدامها واستعدادها لتحمل كافة النتائج المترتبة على ذلك ، ان الذي اخافهم وهزهم ان ائتلاف وحكومة ورئاسة بمثل هذا الضروف وتقوم بمثل هذا العمل حتما ستقوم باعمال اكبر واعظم لو توفر لها الامن الداخلي واستقر الواقع العراقي . وهذا بالضبط ما كان ينقص الواقع العراقي الداخلي وهو ان تفرض الدولة هيبتها داخليا وخارجيا وان تثبت للجميع انها قادرة ومقتدرة وهو ماحصل باعدام المقبور صدام الذي اعقبته الحكومة باغلاق محطة الشرقية البعثطائفية وهو انجاز آخر يضاف لها في نفس الوقت فالحكومة قادمة على مشروع المصالحة وترتيب علاقاتها مع الجيران. المطلوب من الحكومة ان تحافظ على توازنها وان لا تتراجع امام اي ضغط اعلامي غير رسمي وان تثبت للجميع انها اقوى من الواقع واقوى من الآلم وتقوم بتنفيذ حكم الاعدام بما تبقى من المتهمين لكي توصل رسالتها وانا متأكد على ان رسالة الحكومة قد وصلت لمن يعنيه الأمر وان الواقع العربي سينظر للواقع العراقي بصورة مختلفة بعد اعدام صدام واقع يحسب للائتلاف وللحكومة الف حساب وحساب . باسم العوادياشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha