( بقلم : علي عبد الهادي الأسدي )
منذ فجر السبت يوم إعدام طاغية العراق صدام حسين والمحتجون على إعدامه – رغم شرعيته وقانونيته – ما زالوا يوالون احتجاجهم وصخبهم المقرف والمضحك في آن واحد انك حين تستمع إلى مبرراتهم تستغرب وتتساءل ا يمكن أن يكون الإنسان مصابا بالغباء والسفه وفقدان البصيرة إلى هذه الدرجة العالية ، لكن حين تعرف أن هؤلاء المحتجون هم من بني العم يعرب ترفع عنك الاستغراب أو الاستهجان ، لان بني يعرب قد تعودوا على مثل هذه المراسيم في مثل هذه المناسبات ، وانك حين تحاول أن تصنف هؤلاء المحتجين ستجد إنهم فرق شتى وطوائف عديدة لان لكل فريق مبرراته الخاصة في الاحتجاج .
أول الفرق المحتجة يتزعمه زعيم ليبيا المعتوه القذافي إذ أعلن الحداد لثلاثة أيام متوالية وكان فاجعة وطنية قد ألمت بليبيا الأفريقية وإذ يسمع الغريب بالأمر أمر الحداد فانه يتصور أن زلزالا قد ضرب طرابلس الغرب ودمرها أو أن طاعون قد اجتاح اللبيين أو أمثال هذه النكبات والكوارث ، ومهما حاولت ات تلتمس المبررات لمعتوه ليبيا فلن تجد ما يعقل منها إلا مبررا واحد ممكن الحصول ذلك هو أن المعتوه الليبي قد شاهد فلم الإعدام فأوجس في نفسه خيفة وتححسس رقبته حين شاهد حبل المشنقة الجميل يلتف حول عنق ارعن العران لقد أصيب معتوه ليبيا بالذعر ولان ليبيا قد اندك وجودها بوجوده فكان على ليبيا أن تشعر بذات الذعر وذات الخوف الذي أحس به معتوها وهذا بحد ذاته نكبة وطنية تستحق الحداد .
و إلا بربك متى كان الحب والاحترام متبادلا بين معتوه ليبيا ابن اليهودية حسب تعبير الإعلام البعثي طيلة ثمانيات القرن الماضي وبين ارعن العراق المقبور صدام . ومتى كان اللقاء على مستوى الدفاع القومي فهذا المعتوه يدعو إلى إقامة دولة اسراطين وارعن العراق كان قد دعا إلى منحه قطعة ارض محاددة ليقاتل العراقيون منها إسرائيل لأجل إزالتها من الوجود . أنهما متناقضان بكل شيء . وإذن لم الحداد ثلاثة أيام انه الخوف والذعر من التفاف حبا المشنقة في يوم ما حول عنق معتوه ليبيا .
وثاني الفرق أو الطوائف الجامعة العربية بشخص رئيسها وبعض أنظمة بني يعرب عدنانيون وقحطانيون حيث اعترضوا على إعدام الطاغية في يوم عيد الأضحى ، وهؤلاء لم يستطيعوا إخفاء رفضهم من الإعدام إلا بهذه الصيغة الدبلوماسية إذ يظهر للمتأمل بأسباب رفضهم إنها تنطوي على رفضهم لعملية الإعدام بالمرة إذ أن إعدام الأرعن كان في يوم العيد أو في أي يوم آخر سواه إذ أن قواعد العدل والإنصاف يجب تطبيقها بأسرع وقت ممكن ولم يأمر الله سبحانه وتعالى أن تتعطل الحدود والقصاص والديات في أي يوم أمكن تطبيقها سواء كان يوم عيد أو يوم حزن .
ثم ما هذه الرقة والحساسية الزائدة على الحدود التي نزلت فجاءة على بني عمنا من آل يعرب عدنانيهم وقحطانيهم ، ومتى أصبحوا يقيموا وزنا للمشاعر الدينية والروحية ولو كانوا كذلك إذن لاعربوا عن المهم وبالغ حزهم للضحايا الذين سقطوا في الكوفة وفي يوم العيد أيضا ولنددوا بالارهابيين من بني يعرب – ليتني اعلم هل كان الإرهابي الذي فجر السيارة المفخخة عاناني أم قحطاني - .
لقد شكلت محاكمة ارعن العراق سابقة لا مثيل لها في تاريخ بني العم يعرب وهذا بحد ذاته يكفي أن يثير فيهم الرعب والهلع . وهل سيشهد المستقبل محاكمات مثيلة لها من يدري ربما - فالليالي حبالى يلدن كل عجيب - . أما رابع الفرق أو الطوائف : فهم هؤلاء الحمقى من بني العم يعرب - أما الهنود والباكستانيين وهم ملة واحدة في الثقافة والحضارة فأمرهم يثير الضحك حد البكاء إذ ما علاقتهم بصدام لكن عذرهم أنهم هنود وهذا يكفي - . ارجع إلى بني العم يعرب من الذين اخذوا يذرفون الدمع ويظهرون اللوعة على فقدانهم ارعنا كان محبوبا لديهم لرعونته وحمقه وسفاهته فأعلنوا مظاهر الحزن واللوعة بشتى طرق التعبير فكانوا طرائق قددا في ذلك لأنهم أصلا هم طرائق قددا في مشاربهم وتوجهاتهم ففيهم الإسلامي الجافي الجلف وفيهم البعثي القذر البغيض وفيهم العلماني الغبي وفيهم الانتهازي التافه وفيهم وفيهم وكل هم يحق له العزاء ولا سلوان له إلا المذلة ومزيدا من الهوان ، إن الجامع الذي جمعهم عبارة أطلقها الإسلامي الجلف الجافي ليث شبيلات حينما قال : (( لقد كان صدام يحسب أن ثروات العراق هي ثروات العرب )) ولقد صدق شبيلات وكذب الأرعن صدق شيبلات لأنه وجد في العراق المال المجاني يمنح منحا له ولأمثاله من الإسلاميين الأجلاف ولو قيل له ها إن في العراق أو بعض بلاد بني يعرب مجاعة لما تبرع بدرهم ولا دينار لهم وان دهتهم الدواهي وأذن لا يعجب بشخص يمنح المال بلا حساب وبلا مجاعة أو داهية أصابت بني يعرب ثم وقد فقد طاغوته وليس في بني يعرب طاغوت يمنح المال مثله وإذن على مثله فلتبكي البواكي انه - أبو العيشة – .
أما المتباكون من أصحاب الأقلام المأجورة والأصوات القبيحة النشاز فلم تعدوا مبررات موقفهم موقف شبيلات هم ثلة من البعثيين والانتهازيين وباعة الضمير في سوق النخاسة والعبودية ومثل هؤلاء لا تعدم أن تجد فيهم من يقول لك أو يكتب مقالا ويعنونه لقد اعدم العراق قبل إعدام صدام فهل كان يرجو أن يرى صدام حيا في دست الحكم والسلطان ليمنع من إعدام العراق أنها الوطنية العوراء التي لا ترى إلا بعين هي ترضى عنها فقط . وأما خامس الفرق . فهم أهل بيته وأقرباءه وقريته العوجه ولأمر ما سميت بالعوجة الاعوجاع أخلاق أهلها وفطرتهم أم لاعوجاج عقولهم وتخلفها أم للأمرين معا وقد قالت رغد العار إن أهل قريتها قبل صدام كان طموح احدهم أن يصير معلما أو موظفا بسيطا مع احترامي وتبجيلي لمهنة التعليم . وأذن يحق لهم البكاء والعويل والصراخ فقد ذهب ولي النعمة ولا أمل برجوع طاغية من قريتهم يوليهم العناية والرعاية كما كان يفعل بهم هباهم ومعبودهم طاغية العراق .
علي عبد الهادي الاسدي
https://telegram.me/buratha