يشكل الشيعة والاكراد نسبة 80% من سكان العراق , حيث عاش الاكراد منذ زمن بعيد في شمال العراق ومناطقه الجبلية ويتصف الشعب الكردي بالكرم والشجاعة والاخلاص للوطن ولغتهم وازيائهم الكردية اضفت على التنوع العراقي الثقافي جمالا خاصا. اما الشيعة العرب فتاريخهم يرجع الى تاريخ الحضارة التي اقيمت على ارض الرافدين وتاثروا بالمد الاسلامي منذ بداياته وتركز وجودهم في مناطق الوسط والجنوب وبرز خيرة مثقفي العراق وادبائها وعلمائها من هذه الشريحة من المجتمع العراقي . وتشترك هاتان الفئتان بقواسم كثيرة بينهما رغم الاختلاف القومي والمذهبي ومنها الظلم والطغيان الذي شمل العقيدة والفكر والتراث والارض لكليهما, وجعل ابنائهما وقودا للحروب التي خاضها الطاغية خلال فترة حكمه حيث توجب عليهم دفع البلاء في المحن, والاقصاء والابعاد في حال استقرار الامور. وصلت خسة صدام ورئيسه السابق البكر ان دفعوا الشيعه لقتل الاكراد ليتم ضرب بعضهم بعضا بما يعرف بحرب الشمال حيث كانت خططها تدرس في الكلية العسكرية (حسب مصادر )الا ان وقوف مرجعية الامام الحكيم رحمة الله قد افشل هذا المخطط عندما حرم قتال الاخوة الاكراد بفتوى . وعلى مدى عقود عان كلاهما من عنصرية مذهبية وقومية , وتناغم الاكراد والشيعة في الصبر والشجاعة ولم يستسلموا للاجرام والقتل الذي لحق بهم من ممارسات النظام البائد واستمروا في نضالهم من اجل العدل والحرية. فقد ساعد الاخوه الكورد المناضلين من الشيعه واهاليهم بالتواجد بمناطقهم او تسهيل خروج بعضهم. لآننسى ان الاخوة الكرود كانوا متسامحين مع مراتب الجيش العراقي من الشيعه والذين زج بهم النظام البعثي لقتال اخوتهم الكورد عند وقوعهم بالاسر. هذا دليل على ان المظلوم لايحس به الا المظلوم مثله فظلم الشيعه العرب لم يحس به اخوتهم العرب السنه وانما احس به الاخوة الكورد بالرغم من الاختلاف القومي والمذهبي. بنفس الشيء نرى ان الاخوة المهجرين من الكورد الى مناطق الوسط والجنوب كانوا بين اهلهم بالرغم من عدم وجود اللغه الواحده للتواصل مع البعض منهم اللهم الا الاحساس بمظلوميه المهجرين من قبل ابناء المدن والقرى. هذا الترابط والتكاتف ضد الظلم تجلي واضحا في الانتفاضة الشعبانية المباركة وبنفس التوقيت مما جعلهم شركاء في رد الظلم واسترداد الحق ورد الاعتبار . هذه الحركة الثورية زعزعت اركان نظام الطاغيه لذلك قوبلت بوحشيه لم يعرف لها مثيلا في التاريخ من قبل مجرمي البعث الفاسد وبعد اعطاء امريكا الضوء الاخضر لقوات المجرم صدام ووصول الامداد له لانقاذه من السقوط المحتوم . ونتيجه هذا الفعل المشين كانت مقابر جماعية وتدمير للبيئة وتجفيف الاهوار, وقصف المدن الامنة وضرب المزارات في كربلاء والنجف, وشبح الموت والدمار خيم على تلك المناطق. ولم تتوقف جريمة صدام اللعين عند هذا الحد بل استمر بترك اهل العراق الاصلاء في حال من الاهمال في كل مناحي الحياة كعقوبة لهم .وشئ طبيعي ان تتفق الفئتان التي تمثلان الاغلبية فيما بينهما لتحصيل حقوقهما بالعدل ولتعويض ما فات , بعد هروب الطاغية ونظامه عند ضياع دبابتين ودخولها بطريق الخطا بدل المطار عبرت على جسر الجمهورية في بغداد. والتوافق بين الشيعه والاكراد ليس معناه اقصاء وظلم الاخرين , فمن ظلم طويلا لا يمكنه ان يظلم الاخرين بقدر ما هو الحرص على عدم اعادة عقارب الساعة الى الوراء لتكرار ما مروا به من مأسي . وهكذا عمل الطرفان ومن موقع القوة على التنازل عن الكثيير من المواقف لصالح الاخرين . فعند كتابة الدستور لم يتزمت اي طرف منهم على فرض مطالب معينة على حساب الاطراف الاخرى واتفاقهم على بعض نقاط الخلاف التي كانت تقف عقبة امام صياغة الدستور قبل صدور المسودة كاتفاقهم على اسم الدولة بــ ( جمهورية العراق الاتحادية ) واعتبار دين الدولة الرسمي الاسلام وكذلك بالنسبة لوضع مدينة كركوك الغنية بالنفط وهكذا تم تقديم تنازلات متبادلة . دعم الاكراد لاقامة اقليم الوسط والجنوب على غرار اقليم كردستان من المواقف التي تعزز العلاقة بين الطرفين .فبعد هذا النضال المشترك للشيعة والاكراد عليهم ان يتعاملوا بمرونه اكثر ليحافظوا على الانجازات التي تحققت بتعاون الطرفين واتفاقهم , من اجل رفاه وسعادة الجميع وبرغم الاختلاف الذي حصل بين الاكراد وبعض الاطراف الشيعية حول مسئلة كركوك التي حددت بالدستور حيث ستخضع لاستفتاء ان كانت ستلحق بكردستان ام تبقى فيدرالية لوحدها .فعلى القادة الشيعة والاكراد تجاوز هذه العقبة للوصول الى نتيجة ترضي جميع الاطراف في الوقت الذي سيتم فيه الاتفاق على تعديل الدستور في بعض فقراته قريبا . و لتسهيل الطريق امام باقي القضايا من اجل مصلحة العراق وشعبه . واخير نرى نتيجة الصبر والنضال لهتان الفئتان تقطفان ثمار ذلك, من خلال الانجازات الكبيرة والثابتة التي تضمن حقوقهم والتي تحققت على مدى ما يقارب الاربع سنوات من العمل والتضحيات الكبيرة والتي تمثلث بمبدا الديمقراطية والحرية للجميع بعيدا عن اعتبارات النظام السابق التي حاول البعض اعادتها وفرضها من جديد باستخدام القوة ومن خلال الاعمال الاجرامية التي قاموا ويقومون بها , وهؤلاء هم بقايا ازلام وايتام صدام الذين سوف تقر اعيننا واعيين الملايين من الثكالى والارامل والايتام والمهجريين والمؤنفليين وجميع الشرفاء وكل المتضررين برؤية الحبل حول رقبته حبل المذلة والعار الذي سيلحق به الى الابد , الحبل الذي علقه الطاغية برقاب عشرات الالاف من الابرياء والشرفاء ومناضليين العراق وعلمائهم و والبسطاء منهم . وستطوى صفحة سوداء من تاريخ العراق, وسيرمى الطاغية صدام ونظامه ومؤيدية والمتعاطفين معه من الاعاربة الذين انتفخت بطونهم وجيوبهم من خيرات العراق التي حرم اهلها منها مزبلة التاريخ وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون ... عراقيــــة