المقالات

ماذا يريد ساسة السنة من شيعة العراق؟

1917 17:28:00 2006-12-29

بقلم: هيثم السهلاني

(الأنا) التي لازمتْ السياسين السنةْ منذُ نشوء الجمهورية العراقية الحديثة الى 2003 كانت تنحصر في ان يجعلوا الغالبيةَ العظمى من الشعبِ العراقي عبيداً لهم وان يكونوا في كل الوزارت الخدمية والبنى التحتية للبلاد ، وتكون الارض وماعليها للنخبة السياسية السنية ،فهم الذين يخططون ويرسمون السياسة الخارجية والداخلية ويديرون شؤونَ البلادِ ويتحكمون بالعبادِ في الحربِ والسلمِ وهم جهةُ الاختصاصِ في كلِ مايعني العراق من تمثيلهِ داخلياً وخارجياً وهم العقلُ المفكرُ للسياسةِ والحكمِ والاقتصادِ والجيشِ والمخابراتِ والثروةِ الباطنيةِ والظاهريةِ ، فهو لهم وليس لغيرهم ولايشاركوا احداً فيهِ، فهم اعرفُ في أي البنوكِ يضعونَ اموالَ العراقِ ولمن يمنحون هذهِ الاموالِ ومن يحرمون منها ، ومن يحاربون بها ، ومن يسالمون بها ، هذا كل مايريده الساسة السنة من الغالبيةِ الشيعيةِ في العراق ؟ .لكنَ التغيرَ المفاجئ الذي حلّ بهذه المعادلةِ وغيرَها جذرياً ولم يكنْ في الحسبانِ هذا التغيرُ السريعُ والذي لم يُخَططْ له سابقاً ، فقد مرت ُ 2003 على السياسين السنة بالصدمة ، ومرت على السياسين الشيعة بالفرحِ وعدمِ المبالاةِ من ردة الفعل فاعتقدوا ان المعادلةَ التي سادتْ العراقَ قد تغيرتْ وقد فهمَ الساسةُ السنةْ هذا التغيير وما عليهم الا المشاركةُ في العمليةِ السياسيةِ والا سوف لن يحققوا أيَ مكاسبَ سياسيةَ في العراق الجديد ، فأخذ بعضُ ساسةِ الشيعةِ التوسلَ بالساسةِ السنةِ من ضرورة المشاركة بالحصة السياسية قبلَ فواتِ الاوانِ ، واخذَ فريقٌ اخر بالمطالبة بتأسيس مرجعيةٍ سنيةٍ لخوضِ العمليةِ السياسةِ الجديدةِ ، وهذا غباء من اصحاب الدعوة ان كانوا يظنون هذه الصدمة قد غيرتْ الفكرَ السياسي السني ، ونسي هؤلاءِ الساسةِ البسطاء ان الفكرَ الاستيلائي للسلطةِ ليس جديداً وانما هو من صدر الاسلام والتاريخُ يذكرُ كيفَ سُلبتَ السلطةُ السياسيةُ بعدَ رسولِ الله (ص) وكيفَ زُجَ باصحابِ الرسولِ (ص) بحروبِ الردةِ أو بالفتوحات العسكرية ، فكانت سبباً للتخلصِ من أكثرِ الصحابةِ وإبعاداً للاخرين من الصحابة من العملية السياسية التي استولى عليها ثلةُ من السياسيين لإدارةِ شؤونِ الدولةِ الإسلاميةِ الحديثةِ آنذاك .واستمرَ الصراعُ من أجلِ الحفاظِ على تلك المكاسب السياسية وسالت الدماءُ تلو الدماءِ وما حُفظتْ للدماء حرمةٌ حتى نالت دماءَ أهلِ بيتِ النبوِة (ع) ،وماذلك التاريخُ الا انعكاساً على ما نعيشهُ من مأساةٍ يوميةٍ يُستنزفُ بها الدم العراقي من اجل تلك المكاسب السياسية التي فقدت من اولئك الثلة وهم يقاتلون اليومَ لاسترجاعها بقوةِِ الإرهاب وقتلِ الأبرياء وإفهامِ الغالبيةِ العظمى أنَ دورَكم في البنى التحتية فلا تفكروا بغير ذلك واذا لم ترضخوا سوفَ يستمرُ القتلُ فيكم حتى تضحوا نادمين ، وان كانت لكم بالامس مقابرُ جماعية فاليومُ مقابرِكم في العراءِ .هذا ما كان بعد صدمة 2003 فقد أفقنا نحن ولم يفيقوا هم ، لان عيونهم لم تنم ، بل كنا نحن النيام ،فلم يشفع لنا عفى الله عما سلف ، ولم تشفع دعوة المشاركة وان العراق لجميع العراقيين ،ولم تشفع لنا الانتخابات ، ولم تشفع لنا الديمقراطية ، ولم يشفع لنا عندهم إسلامنا .فما هو الحل ؟ حتى يرضى علينا الشيخ حارث الضاري والدكتور عدنان الدليمي وغيرهم من ساسة السنة ؟؟؟هيثم السهلاني 30/12/06
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك