( بقلم : المهندسة بغداد )
الى من اهديته قلبا فرماه بسهم الى من اهديته شبابي فرام عقابي الى من عشت في احضانه حزينة الى من لم يمسح دموعي يوما الى من لم يعوضي حرمان الاعزاءالى والدي العراق ... العراق ... العراق
ارسل لك هذه الرسالة التي كثيرا ما رددت كلماتها وانا في احضانك وكنت اصم لا تسمع ندائي الخفي حياءا مني ان يجرحك ندائي والذي تحول الى عتاب باعلى الصوت في الايام الاخيرة وانا على ارضك دون جدوى لم يصلني منك سوى صدى صوتي فاين انت؟
كنت وحدي على ارضك بين ابناءك الاجانب الذين يتكلمون لغة لم اكن افقهها يوما !!! شاردة الذهن ابحث عن اخوتي الحقيقين وكنت اجدهم هنا وهناك كم تمنيت ان اجدهم بحال افضل مني لكني طالما وجدت همومي مقارنة بهمومهم متواضعة حد اني اخجل من بوحها لهم فاكتفي بسماع مأساتهم مرددة لهم كلمات التصبر ورفع العزيمة والتي تمسني وتواسيني قبلهم فاين انت يا والدي واولادك يتباكون ما معنى غيابك عن ابناءك اين انت ؟
اين كنت حينما رمى ابنك العاق اخوه الطيب بلا ذنب باطراف الحدود وصادر املاكه ومتعلقاته وحتى اخوته وقفت صامتا وابناءك الطيبون يرمون في محارق الحروب باسمك ولاجلك ايها الصامت ابد الدهر الم يهزك دم الشباب المنساب على ارضك وكيف يهزك يا من استطعت شرب دم ابن بنت رسول الله ص الامام الحسين ع وخيره اهله ومحبيه !!
اعذرني ياوالدي لربما لا يجدر لابنتك ان توجه قاسي الكلمات لوالدها وببلدها الا انك لم تشعر بي يوما فطعنتي والبسمة في شفاهي وشاب راسي وانا في شبابي فلتتجرع مني هذه الكلمات من قلب ينزف من جرح قطعه والده يا ابا دجلة والفرات يا عراق يا والدي خدعك ابنك العاق وقضى على اخوته الطيبين وليلتفت نحوك بشره وليجرف بساتينك ويحرق نخيلك الباسقات ويلوث ماءك وانت بصمتك ولينشىء جيل جديد يحوي اخيار ولدوا وفي رقابهم حبال الاعدام لفت من قبل ابنك العاق الذي لم يكتفي بما فعل فشيطانه امره بان يقضي على جمالك بكل معانيه لقد قتلهم بالحرمان الحرمان من كل شيء من قول الحق من السلام عاشوا في ظلام والعالم نوروتحملوا الصعاب املين بنظرة حنان من والدهم الذي احنى ظهره ابناءه العصاة ملممين لك الاعذار في صمتك الرهيب وكنا لك عكاز تستند عليه لتظل تفاخر بنا وان كانت ملابسك قد مزقها العاصي ولدك وغيّب الفرحة عن عيونك التي ذبلت جراء شيخوخة مبكرة دون اقرانك من البلدان فلقد كنا جوارك محبين .
كنت تواسينا وتصبرنا عندما ياخذ ابنك العاق منا حقوقنا وكنت تغض البصر وانت تراه ياكل ما يشاء ونحن نسد رمقنا بالبسيط حامدين الله تعالى نسيتنا ونسيت انين المساجين لسنين ظلما عند ولدك الضال.
طالما انتظرت منك لحظة انفجار لتفتح ابواب ارضك وتخنقهم بترابك الا ان هذه الابواب فتحت لتحتضن ابناءنا الخيرين ابناء المقابر الجماعية ولتتركنا ليس رحمة منك بل لتسمع انيننا عليهم ودموعنا التي نزلت على خدنا وقلوبنا تتهامس بامنية لا تصل الى السنتنا وهي ان نكون معهم وان لا نراك في لحظات اضعف من هذهصعب علينا يا والدي ان نراك وانت ضعيف مستكين لا نعلم ان كنت ظالم او مظلوم؟ وهل ما انت فيه بلاء ام امتحان ؟ هل تحب ابناءك حد انك تحتضنهم في ثنايا ثراك ام انك تحاول حمايتهم من ابنك الضال الذي لاتجرء ان تكلمه كلمة واحدة ولم اراك تغضب منه لتنصرنا عجيب امرك يا والدي
واليوم وبعد ان ارد الله ان يخلصك من ابنك العاق الذي طالما اذاك واذانا وان كان على يد من لم نرد منهم المساعدة يوما الا انها ارداة الله فوق كل شيء توقعت ان الدماء ستجري في عروقك وستبرق عيناك من جديد وانك ستاخذ العبرة من حياتك السابقة نعم حياتك السابقة فلقد بعثت من جديد بروح جديدة واستبشرت خيرا الا انك وبعد اربع سنوات من التدهور الذي الم بك ونحن نراقبك ونسندك املين ان ترجع شمعة البيت لتنير وان يرد نظر ك بحضور ابنائك الذين هاجروا منذ سنوات بعيدة فهم لم ينسوك كما لم ينسى يوسف يعقوب عليهما السلام وهو في خير حال جاءوا اليك وارتموافي احضانك معرضين حياتهم للخطر على يد صغار العاقين من اولادك الباقين
واليوم نحصد ثمار صبرنا عليك بقرارك رصاصة الرحمة لابناءك الطيبين الا وهو المصالحة الوطنية فبعد ان وجدت في نفسك القدرة على الوقوف والنهوض واستعديت انا للارتماء في حضنك وجدت تبحث عن ابنك العاق لتصالحه وتسترضيه مؤجلا حقوقي الى اشعار اخر فشكرا لك الف شكر!!!!
حزني عليك كبير لانك اخطأءت وحزني اكبر لانك ستعاود الخطا ذاته يا غالي ولاني احبك حبا جما لم اعد استطيع ان اراك في هذه الحالة من الاستكانة والضعف والخضوع لمن هو يحتاج اليك اكثر مما تحتاج اليه.
حزمت حقائبي وغادرتك ولا اعلم ان احسست بذلك ام لا؟ وانا في طريقي لحدودك كنت اتمنى ان اسمع صوتا من خلفي يقول لي ارجع با بني فانا احبك لكني لم اسمع شيئا وخشيت ان ادير راسي لارى راس العاق على صدرك الدافيء الطيب الحنون ويداك ذات العروق الطيبة تمسح راسه اللعين المتعفن بافكار القتل والتعذيب.والدي الطيب اتمنى ان تصلك رسالتي هذه وان تقراها وارجو ان تكون مهتم باخباري كما انا مهتمة بسماع اخبارك عن بعد يا والدي العراق لقد وجدت ابا اخر حنون وطيب حتى في قسوته لانه ليس ابانا الحقيقي يا ابتي لقد فتح الاباء اذرعتهم لاحتضان اولادك الهاربين من صمتك المرير وان كان بعضهم قد فتحها ليخنق ابناءنا مستقبلا والبعض فتحها محبة والبعض رأفة بايتامك نعم يا والدي فلقد ايتمتنا وانت على وجه الارض فليغفر الله لك هذا الذنب وليجزينا على مصيبتنا بك وفيك لكننا نشعر براحة باحضان الغرباء اكثر من حضنك وان واجهنا صعوبات يا ابتاه اسال الباري ان يهديك لما فيه الصالح وان ترى النور الذي تحسبه ظلاما .
وفقط واذا فقط قررت يوما ان تفتح احضانك لنا فسنركض اليك ونسكب دموعا على صدرك الطيب فنحن نحبك ونحب ائمة دفنوا على ارضك حبا يجعلنا نسامحك على كل شيء لنكون قربهم فان اضعت كل شيءياوالدي فحافظ على هذه الائمة ولا تغفو عنها كما حصل في سامراء واخيرا وليس اخرا سلامي لكل طيب بقى على ارضك صابرا اكثر مني املا مؤمنا بان الشمس ستشرق يوما وسلامي الى الفرات وحبيبتي دجلة
ابنتك المحبة بغدادhttps://telegram.me/buratha