( بقلم : علي حسين علي )
تعاني مناطق عديدة في بغداد أشد المعاناة من تسلط التكفيريين والارهابيين، ويطالب أهل تلك المناطق الحكومة بانقاذهم من العناصر الارهابية التي تتحكم في حياتهم وتسومهم سوء العذاب. فالتكفيريون، والصداميون قد أقاموا إدارات في الغزالية والخضراء والعدل والجامعة والمنصور واليرموك والجهاد ومنطقة الدورة والسيدية وأبو غريب، وعطلت العصابات التكفيرية القوانين واعملت(قوانينها) بل وفرضتها على ابناء تلك المناطق قسراً، وتوقفت معظم المدارس عن عملها واغلقت المستشفيات والمراكز الصحية واستبعدت نهائياً مراكز الشرطة والدوائر العدلية وقطعت الطرق على الناس من الدخول الى تلك المناطق والاحياء ومنع ابناء الاحياء المجاورة من الدخول لمنطقة الغزالية مثلاً إذا لم يكن يرتدي(الملابس القصيرة) وإذا لم يكن قد أطلق لحيته حسب مواصفاتهم.
الناس في المناطق المحتلة من قبل عصابات الارهابية، تكفيرية كانت أم صدامية، يعانون من تدخل الارهابيين في حياتهم اليومية، فالرجل لا يحب أن يجلس مع المرأة في سيارة واحدة، والمرأة ممنوعة من قيادة سيارتها، ووصل الأمر الى ترحيل كل أصحاب دكاكين الحلاقة ومنع باعة الصحف واجبار باعة الخضروات على فصل (الخيار) عن (الطماطة) لمنع الاغواء!!.
في بغداد المتحضرة والمتمدنة، وفي احيائها الغربية، يمنع الناس من ممارسة حياتهم اليومية التي اعتادوا عليها، فلا تزاور بين العوائل (خشية جلوس الرجال والنساء في غرفة واحدة) اتقاءً للفتنة!! واصبح كل رجل يسكن في تلك المناطق في محل شك حينما يسير مع امراة حتى وان كانت زوجته، فادعياء الامر بالمعروف سيجلدونه في وسط الشارع اذا تبيّن ان المرأة التي ترافقه ابنة عمه او ابنة خاله ولم تكن زوجته مع انها ترتدي ملابس محتشمة ولا يظهر من جسمها غير العينين، ومن وراء الحجاب طبعاً، ومنع اصحاب بيع الثلج ومشتقاته واستعمال اجهزة التكييف وافران الغاز والملابس المستوردة!.
لقد ملَّ اهالي المناطق المنكوبة بوجود التكفيريين والصداميين الذين ظهر عليهم (الايمان) فجأة، فعمد الناس الى ترك منازلهم وبيوتهم والهجرة الى مناطق اخرى، وهؤلاء المهاجرين طوعاً، ليسوا من اتباع اهل البيت (ع) الذين هجروا منذ وقت طويل قسراً ونهبت بيوتهم واستولى (المجاهدون)!! على ممتلكاتهم.. المهجرون الجدد من ابناء السنة الذين ضاقوا ذرعاً بطلبات (المجاهدين)! فالذي يملك سيارتين عليه ان يدفع بواحدة منهما الى (المجاهدين) لتنفيذ عملية انتحارية بها.. والذي يملك مالاً عليه ان يعطي ثلاثة ارباعه لجيش عمر والا يصادر بيته ويفصل عنه ابناؤه ويلحقون قسراً بجيش عمر رغم رفض آبائهم.. والذي يمتنع عن مشاركة التكفيريين والصداميين في (الحراسات) يحكم عليه بقيادة سيارة مفخخة ليفجرها وسط العراقيين في مناطق اخرى!! ليكفر عن تقاعسه وعدم التزامه بـ(الجهاد).
عالم غريب وحياة كالجحيم يعيش فيها اخوتنا في بعض مناطق غرب بغداد، وكل اهل تلك المناطق ينتظرون ساعة الفرج عندما تحرر القوات الامنية العراقية مناطقهم واحياءهم من رجس الوحوش المسعورة والتي وصلت الوقاحة ببعض فقهاء الارهاب في تلك المناطق من حولوا المساجد الى منابر للتكفير وبث الكراهية، وصل الامر الى اردأ ما يمكن ان يصل اليه عندما صار فقهاء الارهاب هؤلاء يفتون بتزويج العراقيات الحرائر قسراً من شذاذ الآفاق من الاحباش والافغان وسحالي الصحراء!. الناس، العراقيون المظلومون، يناشدون الحكومة الالتفات اليهم وتخليصهم من الجحيم الذي يعيشون فيه.. ويتمنون ان يكون يوم الخلاص قريباً.
https://telegram.me/buratha