( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )
مؤتمر الشعب العراقي الذي عقده المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في مكة المكرمة وشاركت فيه كلا الطائفتين جاء ليؤكد مرة اخرى وحدة وتماسك الشعب العراقي امام قوى الارهاب الذي لا يفرق بين اتباع دين وآخر او بين طائفة واخرى او بين قومية وغيرها.
هذا المؤتمر الكبير دعا كل علماء المسلمين وائمة وخطباء الجوامع في العراق وفي شتى بقاع المعمورة بالكف عن التحريض الطائفي في العراق وامام حشد كبير من ممثلي الاحزاب والجهات السياسية والشخصيات الدينية وتنبيه خطباء مكة المكرمة والمدينة المنورة احترام مشاعر مئات الالاف من حجاج بيت الله الحرام الذين ينتمون لمختلف المذاهب.
الذين حضروا المؤتمر هم ممن وجهت لهم دعوات وخاصة ممثلي دول الجوار باستثناء تركيا احتجاجاً على استضافتها لمؤتمر اسطنبول استمعوا الى نداء ابناء الشعب العراقي بعدم التدخل في شؤونه الداخلية وسد منافذ الحدود التي يتسلل منها الارهابيون حيث ان امن المنطقة هو من امن العراق والعكس صحيح.ان دول الجوار التي وقعت الكثير من الوثائق التي تتعلق بالوضع الامني وتبادل المعلومات والمجرمين ملزمة بتنفيذ هذه العهود والمواثيق.
واستطاع المؤتمرون ان يوصلوا بيانهم الختامي الى السيد وزير الحج السعودي وأمير منطقة مكة المكرمة يدعون من خلاله السلطات السعودية الى توجيه الخطباء بان اوضاع الحج لا تتحمل الاحتقان وانما تستدعي الوئام والمحبة بين ابناء الدين الواحد والكتاب الواحد والقبلة الواحدة وان التحريض على الفتنة الطائفية لا يخدم الاسلام في شيء، هذا الدين الذي يدعو الى السلم والتعاون ونبذ الكراهية والانحراف والتطرف.العراقيون يريدون ان يبنوا بلدهم ويعيدوا اعماره بعرقهم ودمائهم وهم لا يسمحون لاحد كائن من كان ان يسلبهم هذا الحق ولا يرتضون املاء احد عليهم خلافاً لرغباتهم وخياراتهم فالعراق بحاجة ماسة الى تعاون الاشقاء والاخوان في دول الجوار وفي المحيطين العربي والاسلامي لوقف التدهور الامني وذلك من خلال مساندة ودعم الحكومة الوطنية المنتخبة والتقيد بسياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل هذه الدول.
ان عقد مثل هذه المؤتمرات التي تدعو للسلام والالفة والمحبة وخاصة مؤتمر الشعب العراقي الذي عقد في مكة وقبله اجتماع ممثلي المكونات الدينية والسياسية الذين وقعوا على وثيقة مكة هي الرد الحقيقي على المؤتمرات البائسة التي يدعو لها مثيري الفتن الطائفية وحري بحكومات وشعوب المنطقة ان تقاطع أي مؤتمر يحاول ان يفرق بين ابناء الوطن الواحد والدين الواحد خدمة لاجندات اجنبية لا يروق لها هذا التغيير الشامل في كل مفاصل الحكم الاستبدادي الدكتاتوري البغيض الذي حكم العراق عقوداً من الزمن تحت قبضة استلاب الهوية والقتل الجماعي وانتهاك الحرمات.
العراق اليوم اذا ما تعاونت وتعاضدت معه القوى والمحبة والسلام سوف يبقى شعلة وهاجة تضيء لمن يريد ان يسلك الطريق المستقيم ويحفظ الكرامة والعزة لشعبه والاستقلال والسيادة الكاملة لوطنه.
https://telegram.me/buratha