( بقلم : علي حسين علي )
تتداول بعض وسائل الاعلام ذات الغرض السيء اطروحة أسمتها(مظلومية السنة)في العراق، وثم تحديد ما بعد سقوط النظام الصدامي زمناً لتلك المظلومية..وراجت هذه الاطروحة في خارج العراق لأن هناك من ينفخ فيها و(يعظمها) لغرض سياسي أو طائفي..وذهب بعض (الدعاة) الى أن المظلومية السنة تستدعي نصرة الأخرين لرفعها، ولا يبدوا أن من الصعوبة فهم مثل هكذا اطروحات شريرة إذا ما عرف السبب وهو تحريض غير العراقيين للتدخل في الشأن العراقي لقلب المعادلة السياسية الحالية والعودة بها الى ما قبل سقوط الصنم.إن الذين يدافعون عن مظلومية السنة في العراق إنما يسيئون إليهم والى الشعب العراقي باجمعه، لأن السنة-كما صارت مثل هذه التسمية متداولة- لم يكونوا اطرافاً في حكم الطاغية صدام ومن الظلم حقاً عدهم على العهد البائد، فصدام ظلمهم كما ظلم العراقيين في كل أرض العراق وبمختلف قومياتهم ودياناتهم وطوائفهم.ولهذا، فان اعتبار السنة قد تعرضوا للظلم بعد زوال حكم صدام يعني أنهم كانوا ظالمين في عهده! وهم ما لم يكن حقيقياً، فصدام لم يكن سنياً أو شيعياً أو عربياً أو كردياً!! صدام كان طاغية مستبد لم يسلم منه حتى أبناء عمومته وأسرته..فكيف يجوز للمفترين أن يطرحوا فكرة: ان مظلومية السنة في العراق الحديث قد حدثت بعد زوال حكم صدام؟! إن في ذلك ظلماً-كما قلنا-كبيراً للسنة، الذين لم يكونوا مع صدام بل كان جلهم من ضحاياه.إذن..فان ما يطرح اليوم من اكاذيب لا يعد كونه محاولات يائسة لتحويل الأكاذيب الى حقائق، وتلك عملية عقيمة لا يرتضى بها العراقيون ولن يقبلوا أياً كانت انتماءاتهم وأفكارهم وعقائدهم.ورداً على مثل هكذا اطروحات ظالمة قال السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في لقائه التلفازي مع فضائية الفرات بالنسبة لموضوع السنة-وما يشاع عن مظلوميتهم فقد قال سماحة السيد الحكيم: هذا شيء خطير جداً وهذا ما كان يريده الزرقاوي وجماعته الذين أعلنوا بعد أن ارتكبوا مذبحة النجف الدامية التي راح ضحيتها شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم(قدس) وعدد كبير من الابرياء بعد ذلك نشر الزرقاوي رؤيته عن عملهم في العراق وهم يجدون أن لا طريق لهم بالاستمرار في عملهم غير أيجاد الفتنة في العراق وأيجاد التصادم الطائفي وهم سعوا ويسعون لتحقيقه، وهناك خطوط عملت من اجل تحقيق هذا الشيء.
أما بعض مظاهر ما يصطلح عليه العنف الطائفي والتي لا يوجد أي مبرر أخلاقي أو دستوري أو تأريخي أو شرعي، فمن غير المعقول نحن العراقيين أن يصور أن تكون حالة من التدافع بين السنة والشيعة، بل العكس نرى في كثير من المناطق التي يقع فيها تهجير يعطي المهجرون السنة مفاتيح بيوتهم لجيرانهم الشيعة وبالعكس وذلك لوجود حالة التصاهر والتزاوج والشراكة، هناك أرادة لان تكون حالة من الواقعية ثم يعقد مؤتمر يتوج هذه الاعمال وكأن المظلومين هم السنة فقد في حين المظلوم هم كل الشعب، الشيعة مظلوميتهم واضحة حرب الابادة الجماعية التي شنت عليهم والنتظير لها في المواقع المختلفة في الانترنيت أصبحت من أوضح الوضوحات حيث كفروا وهدرت دماءهم في نفس الوقت هذه المجاميع كفروا السنة الذين اشتركوا في العملية السياسية واعتبروهم مرتدين والكرد خونه، هؤلاء الارهابيين موقفهم من المكونات والطائف العراقية كلها موقف واحد وليس من المعقول أن نقيم مؤتمر لنصرة طائفة معينة وكأن بقية الطوائف غير متضررة، نحن مع نصرة الشعب العراقي كله.
الفرات/ هذا المؤتمر تزامن مع مؤتمر القوى السياسية للمصالحة الوطنية في بغداد، هل انتهى الى شيء وهل تم تفعيل شيء؟ الشيعة كانوا مظلومين وما يزالون كذلك، وباقي اطياف الشعب العراقي يقع عليهم الكثير من ظلم الارهابيين التكفيريين والبعثيين اليوم بعد زوال التكتاتوري الاستبدادي..ونحن-كما لا تقبل أن نظلم-نرفض تماماً أن تتعرض أية شرعية أو مكون من مكونات الشعب العراقي الى الظلم، لأننا أخوة وشركاء في هذا البلد..ثم اننا عانينا قسوة الظلم وجور الظالمين طوال سنين لا حصر لها، ولهذا ترى أكثر الناس حرصاً على العدل، والعدل والظلم لا يجتمعان بالتأكيد.
وعليه، نعتقد أن الطروحات المغرضة في تصنيف الشعب العراقي بظالم ومظلوم انما هي من نتاج فكر عدواني تحريضي، ولن يكون فكر الزرقاوي وتوأمه صدام إلا صورته على الأرض العراقية.
https://telegram.me/buratha