( بقلم : طالب الوحيلي )
حين يرفض قادة العملية السياسية ورؤساء اهم الكتل فكرة انعقاد اي مؤتمر دولي حول العراق خارج حدوده ،فانهم ينطلقون من قاعدة اساسية ترتكز على مبدأ السيادة الوطنية والثوابت الديمقراطية التي حققها الشعب العراقي بالصبر على الكوارث الارهابية والجلد في مواجهة اقسى التحديات التي واجهها اثر سقوط النظام البائد كنظام سياسي مع بقاء كافة عناصره وقياداته الحزبية والقمعية ـ دون ان تعلن توبتها او براءتها من كافة الجرائم البشعة التي ارتكبت في عهد النظام الصدامي البائد ـ وخير مثال على هذه الثوابت ،الانتخابات العامة التي اشترك بها مالايقل عن اثني عشر مليون ناخب يشكلون نسبة تزيد على الثمانين بالمائة من الشعب العراقي ،وهي تجربة تعد متطورة جدا قياسا لارقى الديمقراطيات في العالم ،وقد اقرت واحترمتها كافة الامم المتحضرة وكذلك الامم المتحدة التي لم تغفل مراقبة ماجرى من انتخابات واستفتاء عام على الدستور ،ولم يخالجها اي شك او طعن بتلك التجربة التي عدة ثورة بنفسجية اثارت اعجاب العالم باسرة ،فضلا عن دهشة الدول العربية ومباركة بعضها بنتائج هذه التجارب ،لذا يحق للسيد عبد العزيز الحكيم ان يعتبر الحكومة العراقية الحالية هي من اقوى الحكومات في المنطقة لكونها تمتلك اكبر قاعدة شعبية وجائت بعد صبر طويل على اساس من التوافق الوطني وعلى حساب كم كبير من الاستحقاق الانتخابي للكتلة الفائزة بالاغلبية والتي كان لها ان تنفرد بتشكيل حكومتها لولا الرغبة في تجنب فكرة تهميش الاخرين واشراكهم جميعا انسجاما ومتطلبات المرحلة المعقدة في بناء كل ماتهدم من بنى فوقية وتحتية ،واغلاق الثغرات التي خلفتها السياسات المغلوطة لسلطات الاحتلال ،وقد تلاقحت بعض الرؤى الوطنية في خلق تفاهم مناسب لتشكيل حكومة وحدة وطنية لولا النظرة الضيقة للكتل الطائفية التي وجدة في النوايا الحميدة للقوى الفائزة في الانتخابات محلا للمزايدات الرخيصة لدفع البلاد شيئا فشيئا الى منزلق الحرب الطائفية بدل من توحيد النوايا واخلاصها لخدمة الشعب العراقي بكافة فصائله ،وتبنت موقفا لا رجعة فيه يتمثل باعلان معارضة غير دستورية ولا شعبية بل هي تبني صريح للخطاب الارهابي لتتحول بكل دقة الى الجناح السياسيى لقوى الارهاب وبكافة اشكاله سواء كان صداميا او تكفيريا ،واعتبرت كل فعل يضر بمصالح الشعب العراقي هو فتح لها والعكس هو الصحيح ،اي اعترضت على كل موقف او اجراء يحاول وقف نزيف الدم العراقي بل تمردت على كل مشروع وطني طرح في البرلمان او نفذ على الارض،لتعلن من نفسها خصما للشعب وللحكومة تقتضي المصالحة معها بالرغم من كونها شريك في هذه الحكومة ،والصلح خير كما يقال ولكن كيف السبيل لذلك وقد وضع بعضهم كل العصي والعراقيل امام عجلته ولتتحول الى راع للارهاب .
واذا كان لابد من المؤتمرات الدولية فان جدواها يجب ان لايخرج عن تقديم الدعم الدولي للحكومة العراقية وبرعايتها وترصينا لسيادتها لاجل تدعيم شرعيتها اولا وابعاد فكرة الوصاية عليها من اي طرف حتى ولو كانت الامم المتحدة ثانيا ،واذا كنا نتأمل في وصايا بيكر وهاملتون فأننا نجدها تركز على الحملة الدبلوماسية لدعم العراق والاشارات المتكررة على البعد الدولي الذي يعرقل استقرار البلاد امنيا ،من ذلك اعتبار الطرفين الجارين سوريا وايران عنصرين لا بد من فتح الاحوار الدولي معهما .( إن سياسات وتصرفات الدول المجاورة للعراق تؤثر كثيراً على استقراره وازدهاره. ولن يعود وجود عراق تعمه الفوضى بالفائدة على أي دولة في المنطقة في المدى الطويل. ولكن الدول المجاورة للعراق لا تقوم رغم ذلك بما يكفي لمساعدة العراق على تحقيق الاستقرار. وبعضها يقوض الاستقرار. وينبغي أن تطلق الولايات المتحدة فوراً حملة دبلوماسية جديدةً لإقامة إجماع دولي على الاستقرار في العراق وفي المنطقة. وينبغي أن يشمل هذا الجهد الدبلوماسي كل دولة لديها مصلحة في تجنب وجود عراق تعمه الفوضى، بما في ذلك جميع الدول المجاورة للعراق. وينبغي أن تشكل الدول المجاورة للعراق والدول الأساسية في المنطقة وخارج المنطقة مجموعة دعم لتعزيز الأمن والمصالحة الوطنية داخل العراق، وهما أمران لا يستطيع العراق تحقيق أي منهما بمفرده دون مساعدة).
قراءة جديدة للتحركات الاقليمية ومغازلتها للارهاب ومايسمى بقوى المعارضة للحكومة العراقية وعلى اساس طائفي تدل على بعد الهوة بين الطرح الامريكي للقضية العراقية وبين مواقف دول الجوار التي لم يشير اليها التقرير مباشرة كالسعودية وتركيا وما يمكن ان يتغازل معهما من دول الجوار تحت مسمى الخوف من الهلال الشيعي الساذج لان العراق الشيعة في العراق لم تحلم سوى بالخلاص من ظلم الطغاة الذي واكبته منذ عشرات القرون. فتباين المواقف الرسمية والدينية للسعودية تثير الكثير من علائم اليأس من حسن نوايا هذه الدولة ،من ذلك استقالة السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، الأمير تركي الفيصل من منصبه وغادر الأراضي الأمريكية وتأتي استقالة الفيصل، التي بررها بالتقاعد، عقب إعلانه في برنامج "Late Edition" على CNN منذ أكثر من أسبوع، تسريح أحد مستشاريه، نواف عبيد، لكتابته مقالا في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تحث السعوديين، على المبادرة بتقديم المساعدة إلى الأقلية السنية في العراق عقب مغادرة الأمريكيين.فيما حذر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، من أن حكومة الرياض قد تدعم سنة العراق في حال انسحاب القوات الأمريكية من هناك، وفق مصدر أمريكي الأربعاء.وكشف مصدر أمريكي رفيع لشبكة CNN، أن عبد الله تلا على تشيني، أثناء لقائهما في الرياض قبل أسبوعين، ما سماه بـ "مرسوم الشغب" وأنه كان حاداً للغاية
وأوضح العاهل السعودي لتشيني أن بلاده قد تضطر لأن تخطو وتقدم الدعم إلى السنة العرب، في حال تفتت العراق، وتعرض أمن الأقلية السنية إلى الخطر، نقلاً عن المصدر.وبحسب المصدر، قال الملك عبدالله إن الرياض "ستتدخل بعنف" لصالح جانب واحد، عند غياب الوجود الأمريكي عن العراق. ونقلت الصحيفة أن السعودية حذرت الإدارة الأمريكية من أنها قد تلجأ إلى تقديم الدعم المالي إلى سنة العراق عند اندلاع أي مواجهات مع الشيعة، في حال انسحاب القوات الأمريكية من هناك، بحسب الأسوشتيد برس.وجاء في التقرير، الذي استند إلى مصادر أمريكية ودبلوماسية عربية، أن الرياض وعدت واشنطن عدم التدخل لمساعدة المسلحين السنة، إلا أنها لن تلتزم بالوعد في حال انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
اذن من الراغب في بقاء قوات الاحتلال في العراق والمطالب بذلك جهرا ؟! اليست الاطراف السنية والدول التي اتخذتها تلك القوات مثابات لانطلاقها لاحتلال العراق ؟! اوليست دعوة خادم الحرمين الشريفين استمرار احتلال العراق وعدم اتمام استعادة السيادة الوطنية بحجة حماية الاقلية السنية هي تناقض فاضح مع شرعنتهم الجرائم الارهابية ضد الابرياء من ابناء شعبنا تحت ذرائع واوصاف ظالمة لايمكن ان تنطبق على عمال البناء الاجراء او النساء او الاطفال ولا تمت باي صلة لمشروع القاعدة السعودي الجذور لافغنة العراق بالرغم من اعتراف عاهل السعودية بكون السنة العرب في العراق هم اقلية ،وبالرغم من محاولات تبرير ماقيل او التنصل عنه فيما بعد ،فقد طلع علينا شيوخ الافتاء من جوار البيت الحرام الذي شهد على انبثاق وثيقة مكة التي تحرم تكفير اتباع اهل البيت في العراق او التنابز بالالقاب وتدعو الى الوحدة الاسلامية بين المذاهب باشراف وحضور امين عام المؤتمر الاسلامي ،طلع علينا 38 شيخ وفقيه بتبرير اقتتال العراقيين فيما بينهم وقتل اتباع اهل البيت على وجه التحديد،فيما نص بيانهم على امور تستوجب انتباه المنظمات العالمية كافة لانه يدعو الى حرب عنصرية طائفية قد حرمتها قواعد حقوق الانسان وعدتها من حروب الابادة الجماعية من ذلك نص البيان على (بعد قرابة أربع سنوات مرت على احتلال العراق؛ ظهر جليًّا أن الهدف هو الاستيلاء على العراق شراكة بين الصليبيين والرافضة الصفويين؛ تمكينًا لمطامعهم في المنطقة، وحماية لليهود المحتلِّين، وإقصاءً للنفوذ السني فيها، ومحاصرة للسنة في المنطقة كلها؛ لتشكيل هلال شيعي لاتخفى أطماعه ومخططاته، وأصبح العراق بإسلامه وعروبته، وبجغرافيته وتاريخه وثرواته؛ يراد له أن يتبدد وينهب، وأصبح إعلان التقسيم رسميًّا يتوقع في أية لحظة، فللرافضة الجنوب وأهم محافظات الوسط، وللأكراد الشمال، وللسنة مابقي من أرض الوسط). وبعد استرسال بالتهديد والتحريض والحث على التوجه لقتل وهتك حرمات الشعب العراقي يخرج البيان بوصايا شيطانية هذا نص بعضها1) العمل على توعية عموم المسلمين بخطر الرافضة، وعلى وسائل الإعلام أن تقوم بواجبها تجاه ذلك، فإن الرافضة لايستحون أن يصفونا بكل نقيصة، وما وصف حسن نصر الله ـ وهو معروف بحيطته في الكلام ـ أهل السنة بأنهم وهابية لاصلة لهم بالإسلام عنا ببعيد، ومثله تحريض الصدر في خطبة عيد الفطر على قتل المسلمين الذين لمزهم بالنواصب، وتصريحات الحكيم الأخيرة كلها تصب في حوض التحريض على أهل السنة وإقصائهم.2) على أهل العلم والفكر، ألا يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه ما يجري على إخوانهم أهل السنة في العراق، بل الواجب فضح ممارسات الرافضة على كل المستويات، واستخدام كافة المنابر والمحافل والمناسبات، بل وإقامة لقاءات خاصة بهذه القضية، ومحاصرة العابثين بالعراق وشعبه إعلاميًّا وقانونيًّا، واستنهاض همم الشعوب الإسلامية لتقوم بواجباتها تجاههم.3) الوقوف المباشر مع إخواننا أهل السنة في العراق، ودعمهم بكل أساليب الدعم المدروسة المناسبة، حتى تنجلي عنهم هذه المحنة، ولنحذر كل الحذر أن يؤتى إخواننا من قبلنا وبسبب تقصيرنا، في حين أن الرافضة المعتدين غدت سيوف الأمريكان معهم، وأموال العراق بأيديهم، وإيران من ورائهم، فلا يكن هؤلاء في باطلهم أجرأ منا على نصرة أهلنا المستضعفين المقهورين ظلمًا وعدوانا .بعد هذا التحريض الفاضح والدعوة لاشعال الحرب الاهلية في العراق جاء مؤتمر نصرة العراق في اسطنبول ليكون محفلا لتصعيد الفتنة وكأنه امتداد وتطبيق لفتاوى شيوخ السعودية على مرأى ومسامع دول العالم الاسلامي وراعي مؤتمر وثيقة مكة والحضارة الاوربية التي تسعى تركيا الى الانتماء اليها بما لديها من نزعة عنصرية وطائفية وقد اشترك في المؤتمر شركاء رئيسيين في الحكومة العراقية (الصفوية )فحلى لهم التغريد والعويل والوعيد، ولنا في قادم الايام عجائب اخرى!!
https://telegram.me/buratha