( بقلم : امير جابر )
سوف لن اتحث عن تاريخ العرب في العصور الغابرة ولكن ساذكر الشواهد التي راها او سمع بها او عاصرها جيلنا الحالي ومنذ استعمار منطقتنا العربية في بدايات القرن الماضي فقد رفع المستعمر وخاصة البريطاني شعار تحرير العرب من الاتراك والدولة العثمانية وتحالف معهم وصدقهم الشريف حسين الذي وعدوه انهم عندما يخرجون العثمانيين من المنطقة العربية فانهم سيتوجونه ملكا على العرب واخذ انصار الشريف حسين يهجمون على خطوط امداد القوات التركية بقيادة الثعلب لورنس العرب وتحالف ال سعود مع الانكليز ضد والي العثمانيين ابن رشيد ومنعوه من ارسال قوات لنجدة حامية الاتراك في البصرة فماذا حصل العرب من التحالف او الجحر البريطاني: حصلوا على معاهدة سايس بيكو التي قسمت بلاد العرب الى دويلات متصارعة ومتحاربة وزرعوا في وسطهم السرطان الاسرائيلي من خلال وعد بلفور المشؤوم وجعلوا اسرائيل مهيمنة على العرب العاربة اما الشريف حسين فمات حسرة بعد ان اعطوه امارة العطش في شرق الاردن ونهبوا خيرات العرب البترولية نهبا لم يشهد له التاريخ مثيلا وسلطوا على الشعوب العربية حكاما جبابرة وسلحوها بالجيوش التي تستاسد على الشعوب وفي الحروب نعامة واصبحت المنطقة العربية التي يتدفق اكسير حياة البشرية ورفاها البترول الى بلدان طاردة لمواطنيها تشكو الجوع والخوف معا، واصبحت مثارا للتندر والاشفاق والاهمال من قبل البشرية جمعاء وعندما اطاح الخميني بشاه ايران عميل امريكا واسرائيل الاول في المنطقة جمع الامريكان ورثة البريطانيين العرب جمعا فريدا ووجهوهم لحرب ايران وصوروها انها هي الخطر وليس اسرائيل والغرب رغم ان الله اخبرنا في دستورنا المحفوظ القران الكريم حيث قال لنا بكلام لايقبل التأويل انهم لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم ولن تفيد التابيد،
وعندما افلت القومية العربية وجائت الصحوة الاسلامية دقوا بين العرب اسفين الطائفية واخافوهم بالعدو الجديد والبعبع الحالي وهو البعبع الشيعي ولم يعلنوا عن هذا البعبع عندما كانت ايران تسير في الفلك الامريكي الاسرائيلي، واخذت السعودية التي لن تتعض ابدا ترفع شعار حماية سنة العراق وحركت عجلتها الاعلامية لتمزيق الامة الاسلامية ونسيت السعودية سنة فلسطين واولى القبلتين وهي ترى راي العين ما يتعرض له الفلسطنيين من قتل وتشريد، والان يراد للجمل العربي ان يلتف تحت رايات الطائفية ويحارب الشيعة بالمذهبية بعد ان حارب الاتراك بالقومية وتسبب في انهيار الاتحاد السوفيتي عندما حارب باسم محاربة الشيوعية علما بان اكثر من90%من سلاح العرب كان سلاحا روسيا واخذت الاخبار والتقارير تتوالى علينا عن اجتماعت سرية وعلنية بين الاسرائيليين وغيرهم من المسؤلين العرب وبتوجيهات امريكية لانشاء محور المعتدلين مقابل المتطرفين ويعنون بالمتطرفين هم كل من يرفض الخضوع للصهانية والامريكان ويقفون حجر عثرة في صياغة الشرق الاوسط الجديد كما قلت بذلك علنا الابلة كوندليزا رايس في عمان وهؤلاء المتطرفين او محور الشر كما يحلو للسيد بوض تسميته تحديدا حماس وحزب الله وسوريا وايران وحتى لاتنكشف حقيقتهم سيما وان الشعوب العربية لم يعد يخفى عليها مكر الماكرين رفعوا شعار الحلف السني مقابل الحلف الشيعي لان الوهابية والتكفيريين من الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا قد مهدوا الارضية لمثل هذا الاحتراب من خلال ماصرفوه ومنذ اسقاط الخميني لشاه ايران على تلك الكتب الصفراء والمرتزقة الذين شحنوا الارض والسماء بشيطنة الشيعة وجعلهم الخطر الذي يجب محاربته قبل محاربة اي عدو اخر والدليل مانراه اليوم حيث يتدفق الالاف من انصارهم لابادة اطفال ونساء شيعة العراق ولم نرى واحدا منهم اتجه لنصرة الفلسطينين الماسورين، وبما ان الحرب اولها كلام لهذا نسمع ملايين الكلمات التي تشحن الصدور وتهيئ الاجواء للمعركة القادمة والحلف الثلاثي الجديد والمؤلف هذه المرة من الصهاينة والصلبيين وعملائهم من حكام العرب الذين يقودهم ال سعود والذين تعجب من موقفهم المساند لاسرائيل المرت ودعاهم لهذا الحلف بعد هزيمة الصهاينة النكراء في حرب لبنان حيث قال بالحرف تعالوا نحارب عدونا المشترك وهم الشيعة الذين يمثلون خطرا عليكم اكثر من خطورتهم علينا لان لهم جاليات كبيرة في بلدانكم؟
هل عرف حكام مثل حكام العرب يحاربون من اجل مصالح اعدائهم ولايتلقون سوى الغدر والاحتقار ورغم ذلك فهم مستمرين بمثل هذا النوع من العبودية المختارة هل وجدت امة تحارب من ينصرها وتنصر من يعاديها، لقد حولوا الامةالتركية الى عدوة لاتثق بالعرب ابدا وشاركوا في اسقاط الاتحاد السوفيتي الذي كان الله يدفع به جبروت الغرب والامريكان وتفردهم ثم عندما تحول الامة الايرانية من الحلف الامريكي الى نصير للعرب والمسلمين جعلوها العدو الاول والاخير ، هلا تذكروا غدر البريطانيين ثم غدر الامريكان عندما ارسلوا مغفليهم لمقاتلة السوفيت في افغانستان ماذا اعطاهم الامريكان الذين كانوايسمونهم بالمجاهدين من اجل الحرية فبمجرد ان سقط الاتحاد السوفيتي حتى سماهم الامريكان بالارهابيين الافغان ولاحقتهم السي اي ايه التي كنت تسلحهم وتنفق عليهم عندما كانوا يحاربون بالنيابة عنهم واليوم تفتح القوات الامريكية حدود العراق لهم على مصراعيها كي يبيدوا الشيعة ولم يسال انفسهم هؤلاء المطايا كيف تستطيع الدول العربية اقفال حدود فلسطين القريبة منهم بالكامل وتعجز عن حماية حدود العراق الصحراوية والبعيدة عنهم؟
هل وجدت امة يعرفها ربها بعدوها ويصف بالتفاصيل مكر هذا العدو حيث قال عز من قائل ان مكر هذا العدو تكاد تزول من الجبال وبالتفاصيل التي يعرفها الجميع ورغم ذلك توالي هذا العدو الذي من تولاه خرج عن ربقة الاسلام ورغم ذلك لاتتعض بقول ربها ولانبيها ولا بالتجارب ولاتراعي حتى مصالحها مثل امة عربان هذا الزمان؟ لكني على يقين تام وبعد هذه الشواهد التي لاينكرها الاجاحد ولايعمى عنها الا من عمي قلبه لانها تصل الناس جميعا بالصورة والصوة وتدخل البيوت من غير استاذان من خلال هذه الوسيلة التكنلوجية التي لاتقبل التكذيب فان الله الذي لايخلف الميعاد لابد ان يحق وعده (وهو القائل يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولايخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ) واتمنى على من يقرا مقالتي هذه ان يراجع تفسير الكشاف للزمخشري فقد حددهم وعينهم باسمائهم ومناطقهم منقولا عن من قوله وحي يوحي ولاينطق عن الهوى. والله غالب على امره ولكن اكثرهم لايعلمون.
https://telegram.me/buratha