( بقلم : شوقي العيسى )
لا شك في أن العراق وبعد الصراع المستديم الذي دأبت عليه القوى المعادية والإرهابية للشعب العراقي برمته أصبح أشبه بعالم الغاب إن لم يكن كذلك وأصبح من الصعب الدفاع عن حقوق الإنسان فيه إذ أن هذا الكائن الحي ليس له أي قدسيه تذكر بل لم يكن له قيمة على الإطلاق ولهذا فنحن أمام تحديات كبيرة في هذه الغابة الكبرى التي يطوقها الإرهاب في كل مكان ولكن هناك ثمة مجموعة ليست بالصغيرة قد نئت بنفسها الدخول بتلك الصراعات المستديمة وأركنت حقوقها على أدراج التأريخ هم الثلة التي سجلّت معنى تأريخ العراق من معاناة وإضطهاد سواء كان فكري أو جسدي هم العراقيون المهجرون عنوة والذين تشهد لهم بلدان العالم بتواجدهم في كل بقاع الأرض....لقد خطفت حقوق المهجرين من العراقيين بحالات عديدة أولها حرمانهم من الأرض التي تولدوا فيها والوطن الذي ترعرعوا فيه وتربوا على تقاليده فهذه بحد ذاتها جريمة إرهابية قد ينسخها التأريخ المعاصر ولكن بدون تعليق لمن هو أساس ذلك حتى أن سلبت منهم الهوية العراقية مما إضطّر الكثير منهم تغيير حتى أسماؤهم خوفاً وهرباً من المخابرات التي كانت تلاحقهم آبان عصر الظلام والدكتاتورية .
لقد إنزلقت حقوق المهجرين عندما غادروا العراق رغماً عن أنوفهم فاقدين بذلك كل شيء من ممتلكات الى حتى المراكز العلمية من خلال هجرتهم من الجامعات للذين كانوا طلاباً وهذه الجريمة الإرهابية بحق العلم والمعرفة التي جعلت من العراق ساحة جرداء تفرّغ من طلبة العلم كما أفرغوا كذلك أساتذة الجامعات وغيرهم من الكوادر العلمية والمهنية الذين جرّدوا من كل شيء وكما أسلفنا حتى من الهوية العراقية ...
لهذا وبعد هذا الكم من التجريد والإستحواذ على الممتلكات فلم يكن أحداً من المهجرين أن يطالب أي حكومة بجزء من حقوقة وليس مجملها حتى عندما تم تشكيل الجمعية الوطنية العراقية بعد إجراء أول إنتخابات علماً أن الجمعية المذكورة أول مافكّرت بديمومة وضعهم المعاشي والإجتماعي والسياسي وكل شيء عندما جعلت لكل عضو في الجمعية الوطنية راتباً تقاعدياً لطول العمر إضافة الى توفير المسكن وواسطة النقل فهذا كله لايهم المهجرين من العراقيين طالما هؤولاء من يخدم البلد ويحافظ على مستقبل العراق!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .
الغريب!!!!!! أن يتم أهمال حقوق المهجرين ويتم تعويض البعثيين والضبّاط السابقين في الجيش العراقي الذين كلاهما تضرر المهجرين وهجروا على أيديهم ألم يكن البعثيين ممن قاموا بحملات أعتقالات واسعة مطلع الثمانينات بحجة الإستدعاء الى الفرق والشعب والمنظمات الحزبية وبعدها لم يعد ذكر للمستدعى ألم يكن البعثيين ممن لوعوا وضايقوا الكثير من المهجرين في سبيل القضاء عليهم مما أدى بذلك بهجرة الشرفاء ألم يكن ضبّاط الجيش العراقي ممن قاد حملات الإبادة على الشعب العراقي في أنتفاضة آذار 1991،،،،،،، لم يأتي الى العراق ضبّاط من خارج الحدود لقوموا بإبادة الإنتفاضة الشعبية واليوم وبعد ذلك كله يأتي السيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بدعوة الضباط السابقين في الجيش العراقي المنحل بالعودة الى صفوف الجيش العراقي الجديد وبرواتب مغرية وممن لايرغبون فإحالتهم على التقاعد وإحتساب رواتب لهم من أحداث 9 من نيسان 2003 حتى يومنا الحاضر} أنتهى.
هذه الدعوة الغريبة من رئيس وزراء العراق ومن حكومة أنتخبها الشعب العراقي بدماء الأبرياء وتحت وطأت الإرهاب ودمرات الإحتلال لينسف بذلك كل الآمال المتعلقة بنجاة الشعب العراقي من براثن هؤولاء يأتي المالكي بيوم وليلة ليسلمها لهم ناسين متناسين المهجرين من العراقيين الذين قضوا في خارج العراق جلّ حياتهم مع سلب حقوقهم المسروقة والتي تأملوا خيراً عندما جاءت حكومة الإئتلاف أن تسترجع حقوقهم بعد هذا الغياب فأين حقوق المهجرين العراقيين ياحكومة العراق؟؟؟؟؟ والذين كانوا قاعدة جماهيرية عريضة لقادة العراق عندما كانوا كذلك من المهجرين والذين نسوا أصولهم.
أين أنصاف الهجرين يارئاسة الجمهورية.
أين ممتلكات المهجرين المغيبة يا مجلس النواب العراقي.
أين حقوق المهجرين من رواتب ووظائف يا رئاسة الوزراء.
أين حضور وتواجد وذكر المهجرين العراقيين يا حكومتنا حكومة الوحدة الوطنية ؟
أليس من الأولى إستقطاب المهجرين وإعطائهم حقوقهم بدلاً من الضّباط من الجيش العراقي المنحل والذين يشكلون خطر مزدوج .
شوقي العيسى
https://telegram.me/buratha