بقلم: قاسم محمد
قدّر لي أن اوفق لحضور مجلس الفاتحة الذي أقيم على روح المرحومة والدة سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في جامع براثا يوم امس، وقد لاحظت بأم عيني أعداداً كبيرة من أهل السنة قد حضروا معزّين وفيهم من شيوخ العشائر عدداً لا بأس به، قلت لمن كان إلى جنبي: هذه الفاتحة نموذج رائع عن المجتمع العراقي، فرغم كل ما قيل وينشر عن جامع براثا وسماحة الشيخ الصغير في المواقع الارهابية كمفكرة الاسلام وقناة الزوراء والبصرة نت وامثال هذه المواقع إلا إن علاقة السنة وسماحة الشيخ تبدو هنا رائعة جداً، كم فاجئني من كان إلى جنبي حين قال: يا أخي أنا سني ومن أهل العطيفية التي يسكن فيها سماحة الشيخ وانا من الكبيسات، أحضر لليوم الثالث في مجلس الفاتحة ولعلي اقطع إن قلت لك بأن غالبية أهل السنة في المنطقة قد حضروا إلى الفاتحة بل إني رأيت الكثير من الموظفين الكبار والقيادات الأمنية السنية قد حضرت، وذكر لي أحد أمراء الألوية وأشار إليه، وأحد العمداء وهو من عانه، والثالث سامرائي وهؤلاء ليسوا من أهل المنطقة ولكن نعرف إن سماحة الشيخ كان له دور في تعيينهم!!، وجدتها فرصة مناسبة لفتح الموضوع لاسيما وأن موضوع المقال قد اختمر ببالي وانا الذي سمعت الكثير من قصص حي العدل حين نزل بهم جار السوء عدنان الدليمي، قلت له: هل لاحظتم من الشيخ أي مبادرة لترحيلكم او أذية أهل السنة في المنطقة، قال لي وقد فتح عينيه: منطقتنا لعلها المنطقة الوحيدة التي يشعر بها أهل السنة باستقرار هي منطقتنا، ومساجدنا مفتوحة ونؤدي بها مراسمنا بشكل طبيعي جداً، وحين تكون أزمات كما حصل بعد أزمة سامراء لاحظنا إن حماية الشيخ هم الذين يكثفون الحماية على هذه المساجد، والكثير من فقراء المنطقة حين تأتي مساعدات إلى جامع براثا تشمل بعدالة سنة وشيعة دون محاباة لأحد، وارقام تلفونات جهاز الحماية الخاص به موزعة على غالبيتنا لكي نتصل بهم مع كل طارئ قد يحصل، قلت له: وماذا عن الذي يكتب عن وجود سجون وتعذيب في جامع براثا؟
قال: انا أحد الذين اتصل بهم الأمريكيون واعرف انهم اتصلوا بالعديدين وطلبوا مني التعاون لمعرفة ما يجري في جامع براثا في هذا المجال، فسخرت منهم وقلت لهم: انا مطمئن أن كل ما تسمعونه هراء لأننا نعرف أكاذيب الاعلام ونعرف ماذا عمل لنا سماحة الشيخ، وانا اروي لك قصة خاصة بي: كان لدي معمل في أحد مناطق الرصافة وكانت تقع تحت سيطرة (كذا) ولم استطع الوصول إليه، واستنجدت بالشيخ قبل أي شخص آخر، فاتصل في وقتها بأحد الضباط في الحرس الوطني وكان آمر لواء المنطقة التي فيها المعمل، وطلب منه تأمين حماية لي فذهبت إلى المعمل بحماية من الحرس الوطني ونقلته إلى منطقة آمنة وبقيت سرية كاملة من الحرس الوطني معي إلى أن انهينا تفكيك المعمل ونقله.
اما عن الترحيل فلم يرحل أحد من المنطقة، تحصل بعض الأحيان ازعاجات متبادلة وهي طبيعية ما بين الجيران ولكنها لم ترق إلى ما يحصل في مناطق عديدة، ولو تعقّدت الأمور فإنها تنتهي بمجرد وصول حماية الشيخ.
واتذكر مرة في بداية السقوط كان فيها أحد الأشخاص قد دخل جامع المعز مهدداً بتحويل الجامع إلى جامع شيعي، وكان الحل صارماً من قبل الشيخ بحيث إنه منع هذا الشخص ولمدة كبيرة من دخول جامع براثا.
ثم اردف قائلاً: اتصلت بنا جبهة التوافق والحزب الإسلامي أكثر من مرة، خاصة مكتب الدكتور علاء مكي وهم يستفسرون عن اوضاع المنطقة ونقلت لهم ما ذكرته لك بكل أمانة!
هذا نمط من جيرة أتباع أهل البيت ع وسرحت معها مع كل القصص المرعبة التي رواها لي أخواننا من سكنة حي العدل حين نزل جار السوء الطائفي عدنان الدليمي بين ظهرانيهم مغتصباً البيوت الواحد تلو الآخر ومقتلا أبنائها ومنتهكا حرمة نسائها ومهجراً لأكثر من 300 عائلة.
https://telegram.me/buratha