المقالات

من يدير السياسة في العراق ؟

650 19:48:00 2011-05-23

صلاح السامرائي

جرت العادة في دول العالم إن سياسة أي بلد تدار من قبل الحكومة وتكون أمام الشعب مسؤولة عن أي إخفاق يحصل في تحقيق ما يصبوا إليه الشعب ولكن وقبل هذا الأمر على الحكومة أن تقدم لشعبها برنامج عمل يتسم بالعملية والواقعية وضمن حدود الممكن ومحدد بسقف زمني لتحقيق أي خطوة في هذا البرنامج ولهذا على الحكومة أن تبحث عن الكفاءات والخبرات التي تحقق هذه النتيجة بعيدا عن أي اعتبارات ومهما كانت طبيعتها يمكن أن تكون حجر عثرة أمام المخطط المرسوم وفي حالة إخفاق الحكومة هنالك من يحاسبها قانونيا إلى أن تصل الحال إلى سحب الثقة منها وعزلها وتشكيل حكومة جديدة تلبي الطموح 0أما في عراقنا اليوم لا تعرف التوجه الحقيقي للسياسة العراقية فمن المعلوم لدى الجميع هنالك دستور يحكم الصلاحيات ويوزع الأدوار فخصص صلاحيات الحكومة وصلاحيات البرلمان وصلاحيات المؤسسات الأخرى التي لها الأثر في توجيه الأمور بالوجهة الصحيحة والحقيقة إن خلط الأوراق والتضاربات الحاصلة فيما بين أصحاب الصلاحيات أضاع العمل الجاد والملتزم بالضوابط إضافة إلى تدخلات الكتل البرلمانية والعمل على إفشال كل طرف للطرف الأخر من اجل إسقاطه مما انعكس على تردي الأداء الحكومي وزعزع الثقة بين الجميع وكما اعتمد أسلوب المقايضات والتنازلات بمقابل بعض المكاسب الضيقة وركن الضابطة القانونية والخروج على الدستور وفقراته وعدم الإيفاء بهذه المقايضات والتنازلات ولد حالة من التشنج والوصول إلى التصعيد الإعلامي والسجالات الكلامية التي أثرت على الشارع وخلقت حالة من الشتات والفرقة والنتيجة واحدة بدون انجازات تذكر 0إن تقسيم الحكومة إلى أجزاء غير مترابطة في العمل والتنسيق اثر على مفهوم وحدة الهدف وذلك من خلال المحاصصة الحزبية والطائفية والفئوية التي شملت الوزارات مضافا لذلك اعتماد شخصيات غير الكفوءة في إدارة هذه الوزارات لمجرد إن الوزارة تمثل احد التوجهات الحزبية كما إن الكيانات والقوائم لا تعمل فيما بينها على المشتركات التي يمكن أن تكون كحل وسط يخدم وحدة الهدف بل ساعدت التنافرات على اتساع الفجوة فيما بينهما 0 ونلاحظ الخلل واضح في سياسة الدولة الداخلية بل وحتى الخارجية في التعامل مع معطيات المرحلة الراهنة فنرى الفساد الإداري والمالي قد اتسع حتى أصبح علاجه صعب المنال والخروقات الأمنية التي هدرت أرواح العراقيين وعطلت كثير من القطاعات والأعمار والبناء والتشغيل وغيرها من القطاعات التي يمكن إن تساعد العراقيين في الشعور بأفضل الأحوال بل بالعكس الصراعات الموجودة على الساحة السياسية العراقية منح بعض الخروقات والتجاوزات على حقوق العراق خارجيا كما يحصل في ميناء المبارك في الكويت 0لابد لسياسة الدولة من مرحله انتقالية جذرية تسير بعكس الاتجاه الذي تخطوا عليه اليوم يجب تفعيل كل الضوابط والقوانين ابتداء من الدستور نزولا إلى اصغر تشريع 0وفق السياسة الحالية التي تعمل بها الدولة العراقية ستضعف العراق وتهدر الإمكانيات وتسرف في الوقت والشعب هو السواد الأعظم لم يجني أي فائدة تذكر والمستفيد شريحة قليلة ومحدودة تتمتع بشتى أنواع الفائدة على حساب الآخرين إضافة إلى المكاسب التي تحققها بعض الأجندات الخارجية ابتداء من الاحتلال الأمريكي ودول الجوار التي تريد عراق ضعيف غير مستقر تلازمه الأزمات وتكثر به المعضلات وكل هذا وذاك استنزاف العراق بمقدراته وإمكانياته وطاقاته من اجل فائدة الآخرين 0يبدوا إن الوطنية قد ضاعت في بلدنا وأصبحنا نعمل وفق المنفعة الضيقة سواء كانت شخصية أو فئوية وهذا التوجه في الحقيقة يؤدي إلى أن العراق سيبقى ساحة مفتوحة للآخرين والمتصارعين والذين يبغون تصفية حساباتهم والمتضرر أبناء الشعب المغلوب على أمره 0ويبقى السؤال من يدير السياسة في العراق ؟ وكيف تدار؟ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك