( بقلم: احمد مهدي الياسري )
سؤال مهم يطرح نفسه بقوة والامر لايخلو من اهمية ان نوليه اهتمام استثنائي لانه سؤال يخص العراق حاضرا ومستقبلا ..كعراقي انتمي وكلي عز وزهو الى مذهب اهل البيت عليهم السلام لم اكن او يدر في خلدي يوما ان اكون حاقدا او مبغضا لاي انسان كان لانه ينتمي الى مذهب او عقيدة تخالفني ان لم يكن يعمل على تسقيطي او الغائي وهذا ماتعلمته من مدرسة اهل البيت عليهم السلام وبالطبع اجد ان من البديهي ان يكون هذا هو شعوري تجاه اخوتنا وانفسنا واهلنا السنة كما وصفهم سماحة الاب والذخر الذي نسال الله ان يحفظه للاسلام وللعراق الامام السيد علي السيستاني ادام الله عزه وبقائه..
الامر ليس بتسويق مزايدات او هو يخص خشية ما فنحن نتكلم ونحن الممسك بالحكم والارض وقد تعلمنا في مدرسة اهل البيت عليهم السلام ان نقول الحق ولانخشى الا الله ولذلك ُترانا لانهادن اي طاغية مهما ملك واكتنز من كنوز فالمؤمن الحقيقي لايبيع دينه ومبادئه بكل كنوز الدنيا ومغرياتها ولهذا ُبنينا في اعمدة قصور الطغاة بينما كان لعاق احذية السلطان ووعاظ الشيطان يكرعون من فضلات الملوك ويقولون هل من مزيد والثمن مزيدا من اعراس الشهادة ..
اذن هو الصدق الذي نقوله والامر ان نظرنا اليه من زاوية الاخلاق فلايمكن لنا ان نكون من احسن الناس خلقا وايمانا ان تحكم الحقد في نفوسنا تجاه امة بكاملها لان هناك جزء منها قد اساء ..
قد يقول لي احدهم مابالك اذن تكتب ماتكتب عن الاعراب وووووو وباقسى العبارات التي تنم عن حقد على الكثير منهم وهم يدعون الاسلام وهم من المذهب السني في غالبيتهم ؟؟
سؤال مشروع وجوابه بسيط جدا وهو انني حينما اصف من اصف باقسى الاوصاف انما اعني القتلة والمجرمين والغدرة والذين لايمتون الى اي صنف من صنوف الكائنات وحتى لو كان يدعي التشيع ذاته ولنا في شراذم الطغيان التي كانت تعمل تحت امرة الطاغية وهم من الشيعة اسما خير مثال حينما كنا ولازلنا لانفرق بينهم وبين اي مذهب فاسق اخر ونلعنهم في الغدو والآصال ولانميز بينهم وبين قاتل اخر وان كان يحمل زيفا اسم السنة ..
القاتل والمجرم هو المقصود في مانكتب ونصف وحتى لو كان مجموع من نقصد امة بكاملها او حتى لو كانو اغلب من يدعون الاسلام فالكثرة لاتبيح ان لانُجمع وصفنا عليها ونشحذ هممنا لحربها بكل الوسائل ان كانت امة تقتل وبينها من يدعم او يسكت وهو راض فلعن الله امة سمعت بذلك ورضيت به وهذه مدرسة الشهادة في كربلاء والتي اقرت مشروعية لعن اي امة تسمع بالظلم وترضى به ومنها تعلمنا ونتعلم ..
حينما اعد الاصدقاء حولي هنا في الغربة او في العراق اجد ان بينهم الكثير الكثير من احبتنا وانفسنا واهلنا السنة وهم يقرأون ما اكتب وهم من يطلب مني المزيد المزيد من القسوة بحق هؤلاء ادعياء التسنن بسنة هي ابعد ماتكون عن احلامهم في ان يصلو اول مليم في خطوات مسيرتها التي ارتكزت على مكارم الاخلاق والرحمة والخير والعطاء ..
سنة العراق لا ولن يكونوا ابدا مشروع بغض او حقد في قاموس اي شيعي موالي لسنة رسول الله صل الله عليه وعلى اله وسلم ولكن الامر يعني ان هناك زمر باغية استلذت بلعبة الفتنة فاشعلتها ولما تزل ترمي عليها وقودا سريع الاشتعال ولازلنا في مرحلة التمحيص ونرى ان هناك من انزلق في اتون الحقد والكراهية وكما اراد القتلة وكما خططوا ويكادوا ان ينجحوا ان لم تخرج الى الوجود قيادة حكيمة من علماء اهلنا وانفسنا السنة تنتشل المنزلقين وتعيدهم الى جادة الصواب وان يعودوا عراقيون اصلاء مسلمون كرماء لايشوب قلوبهم غل او حقد يشبه ماوصل اليه البعض من الملعونين في الدنيا والاخرة من امة الحقد والبغضاء والموت المريع تلك مدرسة السلف القاتل مدرسة السلف الذي انقلب على عقبيه ولما يزل ..
كعراقي وكمسلم لافرق عندي بين انسان انساني من غير الاسلام واخر يحمل قيم الاسلام ان كان يحمل خلق انساني في حركته وعمله واكاد انبهر بمن ليس من ديني حينما اجد فيه اخلاق وردت في كتاب الله وسنة رسوله وسيرة عترته الاطهار الابرار والصالحون والموفقون في مسيرتهم وجهدهم وفي ذات الوقت امقت مدعي بالاسلام ولاوجود لاي خطوة تشي بانهم منه او لديهم مايمت له في خطواتهم اومسيرتهم واخلاقهم وعملهم وسياستهم او حكمهم ..
تعايش سنة وشيعة العراق دهورا طويلة ولا ادعي ان هناك صفاء مطلق بينهم ولكنه الى وقت ليس بالبعيد لايبتعد عن نقاش ثر وجدل وحوار لاثبات الاحقية في الاعتقاد وهو اختلاف صحي اثرى الامة بالحيوية والعطاء الفقهي والعقدي والادبي واوصل لنا الكثير من الحقائق التي لولا تلك البحوث الخلافية ماكنا لنطلع عليها وكانت خلاصة جهود اجل العلماء والفقهاء والاساتذة ..
حينما سقط اللانظام الصدامي الباغي كان قد اعد قبل سقوطه لاحتمال ان يقع وزمرته تحت مايشابه ماوقع به بعد التاسع من نيسان وهو من تعهد بان لايكون هناك شئ اسمه العراق اذا ماحرموا من تلك السلطة التي وصلوا اليها على حساب انهار من دماء الابرياء سنة وشيعة ومن كل القوميات والاديان وتعهدوا ان يجعلوه بلقعا مقفرا مجدبا لاحياة فيه ولسان حالهم يقول علينا وعلى اعدائنا ولايكون احد ان لم نكن نحن الاسياد فيما هم زمرة عبيد جهلة مناكيد..
الذي حصل هو انهم اليوم اي زمرة البعث الاجرامية الصدامية وايتام القتلة من يغذي ويراهن على تلك الفتنة العمياء الحارقة وقد التقيت قبل ايام باحد الاخوة من اهلنا السنة قدم للتو من العراق الى اوربا وهو من احدى المناطق التي وقعت في اسر فلول الاجرام الصدامتكفيرية ويقسم انهم لايستطيعون التنفس بكلمة رفض واحدة وان اتت لاي عائلة وخصوصا الشباب منهم وهم من السنة ان ينظموا الى مايسمى المقاومة المجرمة ولم يلبوا الطلب فسيكون مصيرهم القتل وهذا الامر يجري على كل السنة دون استثناء ماعدى من هم يتواجدون بين اهليهم واخوتهم في الجنوب والوسط او في كردستان ولهذا نرى هناك تعايش طيب لايمكن نكرانه وخير مثال تلك الاصوات الطيبة لعلماء افذاذ يقولون كلمة الحق ولايخشون في الله لومة لائم ومنهم الشيخ الرائع خالد عبد الوهاب الملة امام جامع العبايجي في البصرة... والذي يقول في احدى خطبه ليست المشكلة ان نقتل لاننا قلنا الحق بل المشكلة اننا نبقى احياء ولانقول الحق ..
تلك الكلمات دخلت اعماق روحي وانستني حتى ظلم الظلمة ولكم هي تشفي من الجروح المتقيحة في ارواح الكثير الكثير ممن ارهقهم غدر الغدرة وتغطية الكثير ممن كنا لم نتوقع منهم كل هذا الموقف المميت والمؤدي الى ازدياد لا بل خلق فجوة كبيرة بين المسلمين كشيعة وسنة وايضا ادت الى ترسيخ ثقافة جديدة عند الكثير ممن لايمتلك ثقافة التمحيص والتروي من عامة الناس البسطاء الا وهي ثقافة الحقد والابتعاد والرد باقسى الردود على اي حراك مشبوه يصدر من الجانب الاخر وهناك لدي ايميل من شخصية سياسية معروفة وهي تعمل ضمن احدى القوائم المهمة والداخلة في العملية السياسية ارسل لي انه لايستطيع التكلم بغير مايقوله مجبرا والا سيكون مصيرهم القتل والابادة هو وعائلته جميعا ولهذا لا استطيع ذكر اسمه لعهد قطعته له ولانه اضعف من ان اجعله في حال يوصله الى القتل ..
ولنا في اخوتنا الكورد مثل وهم غالبية سنية ولم نشعر تجاههم باي حقد او بغضاء لا بل تجد اخينا الكوردي واساتذتنا يكتبون عن مظلومية الشيعة كما لو انها وقعت فيهم والعكس صحيح وهذا لوحده دليل صارخ على ان الامر لايعني السنة والشيعة كما يريد القتلة والمجرمين بل هي حرب بين الحق والباطل حرب بين الاخلاق وعدمها ..
اذن هي الصناعة الصدامية الاجرامية فرق تسد تلك التي تعلموها من مدارس الاجرام المخضرمة والتي اوصلت شعبنا الى هذا الحال من التقسيم ويشارك بقوة في هذا التمزيق والتشتيت هيئة الفتنة الاجرامية تلك الهيئة التي تغطي وتشرعن عمليات القتل تحت مسميات المقاومة وهي التي تبنت جيش القدس الصدامي وواصلت مسيرته الاجرامية والذي كان معدا لمثل هكذا ضروف لان الوقت الذي تاسس فيه هو ذروة الحركة الامريكية باتجاه اسقاط الطاغية ..
اتكلم هنا عنا كشيعة عراقيون نتبع مذهب اهل البيت عليهم السلام فلم اجد ان هناك مرجعا من مراجعنا العظام ولا حتى من الاخوة الذين هم في الصف الثاني او الثالث من مستويات القيادة الدينية او السياسية او تلك التيارات التي لها ثقلها في الشارع الشيعي من دعا او حرض على ايذاء اهلنا وانفسنا واخوتنا السنة ورغم مرور اتباع اهل البيت عليهم السلام بمراحل قاسية من التعدي والتجاوز لكل الخطوط الحمر وليس ببعيد عنا تدمير مرقد امامينا الطاهرين علي الهادي والحسن العسكري سلام الله عليهما وعلى تراب حوى جسديهما الطاهرين حينما امر مراجعنا جميعا بعدم الرد وضبط النفس وان لايكون اهلنا السنة هدفا لردود افعالنا لان فيهم اسرى ومكبلين وابرياء وقبل ذلك الكل يعلم ماصدر من ذات التوجيه تجاه اي حركة فتنة يثيرها الاوغاد القتلة ..
وجرت الكثير من الاستفزازات وكانت تحمل شعارات سنية واصر اوباش القتلة على اظهار خلفية عند ذبحهم لاي شيعي بسكين صدئة كانصار السنة اضافة الى تسميات كيانات كجبهة اهل السنة وهيئة علماء السنة وووغيرها من تقسيمات من هم يقودوها يقولون اننا نشجب الطائفية والتقسيمات المذهبية واسماء كياناتهم هي اقذر طائفية وتقوقع وتمزيق في حين بقيت اغلب احزابنا على مسمياتها القديمة والتي كانت اسماء تحارب البعث الصدامي الاجرامي الذي لم يفرق بين شهيد اسمه البدري وهو سني وبين شهيد باقر وهو شيعي وتلك المسميات اقدم من وجودهم هؤلاء الطارئين على عالم السياسة ان لم يكونوا هم الجلاد والسجان والقاتل والمعذب للسنة قبل الشيعة في زنازين الطغيان ..
الامر اذن هو نتاج ومحصلة مقتلة شَمَرَ الصداميون يعينهم اعراب ايقظ سقوط عرش سفياني اموي عباسي صدامي فيهم الشعور بالقلق على عروشهم فهبوا لشحذ حثالاتهم وسيوفهم السمومة للمساعدة في اشعال فتيل الفتنة التي يتطلبها الموقف ومعركتهم مع المرحبين بزوال رمز من رموز طغيانهم وان كان مجرما وحتى وان غدر بهم قبل سنوات واحتل احدى بلدانهم ولكم في اخر ماصدر من فتاوى زمرة من علماء السوء في ارض الرسالة مثل صارخ على منهجية تمزيق الامة وتخوين الشرفاء والغاء وجودهم وشحذ سيوف الغدر لحربهم وازالتهم من الوجود واليكم الدليل على ما اقول ..
http://www.burathanews.com/index.php?show=news&action=article&id=12523
اعتقد ان كنا وجهنا خطابنا الى القتلة وان نميز بينهم وبين شرفاء اهلنا السنة نكون قد قبرنا مشروعهم في الفتنة العمياء , اضافة الى ان نعين اسرى اهلنا السنة ونحررهم من براثن المجرمين وتهيئة مناطق آمنة لهم وكمثال نصرة اخوتنا عشائر النخوة في الانبار واعانتهم على التصدي لهذه الحثالات التي هي السبب الاول والاخير في مايجري عليهم وعلينا من قتل وتدمير اضافة الى تشجيع الاصوات الكريمة والنزيهة وهم موجودين مع انتخاب مرجعية ثقيلة تمثل شرفاء اهلنا السنة وتخلص العراق واهلنا السنة من هذه الانزلاقة المدمرة لهم قبل غيرهم لان تحرير اي انسان من هؤلاء الظلمة هو نصر لهذا الوطن الذي يكاد يمزقه ويقسمه دعاة المقاومة قبل اعدائهم والذين يتهموهم بانهم من يسعى لتمزيق العراق وتفتيته .
احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha