( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )
ايام معدودة تفصلنا زمنياً عن موعد انعقاد مؤتمر القوى السياسية الذي دعا اليه السيد رئيس الوزراء نوري المالكي للمصالحة والحوار الوطني والذي ستشارك فيه العديد من الاحزاب والمنظمات المشاركة في الحكومة العراقية كما ستشارك العديد من الشخصيات السياسية المستقلة وبعض القوى الاخرى التي هي خارج تشكيل حكومة الوحدة الوطنية او خارج قبة البرلمان.
العراقيون يتطلعون الى انعقاد هذا المؤتمر في اقرب فرصة والتي حددت بيوم16/12/2006 يأملون من المؤتمرين ان يخرجوا بقرارات شجاعة لوقف نزيف الدم ووقف التدهور الامني الذي حملهم مآسي اكثر مما يحتملون والعمل على بناء جسور للاستمرار بالحوار الوطني لمعالجة الملفات المعقدة التي سيساهم حلها باعادة الامن والاستقرار للوطن وسيؤمن المشاركة الفعالة لكل الطيف العراقي دون اقصاء او تهميش لاحد سوى الزمر الضالة من التكفيريين والصداميين وممن تلوثت ايديهم بدماء ابناء الشعب العراقي، فهؤلاء هم الاعداء الحقيقيون للعراق والعراقيين ولا يمكن بأي حال من الاحوال التفاوض معهم او الالتقاء بهم، وهذا ما اكدته كل القيادات السياسية والكتل المشاركة في الحكومة الوطنية.
من المؤسف حقاً وخاصة إننا نمر بمرحلة حساسة جداً وبظروف صعبة اكثر من ذي قبل ان تعلن هيئة علماء المسلمين رفضها المشاركة في هذا المؤتمر الذي يسعى بكل قوة لحقن دماء العراقيين وابعاد شبح الفتنة الطائفية البغيضة وهي تضم العديد من رجال الدين والعلماء الذين طالما اعلنوا حرصهم على الدم العراقي وحرمة هذا الدم الغالي واكدت ذلك من خلال توقيعها على وثيقة مكة، الا ان العراقيين قد فوجئوا بهذا الرفض على لسان الشيخ محمد بشار الفيضي الناطق باسم الهيئة تحت ذريعة ان الدعوة للمشاركة لم تصلهم بعد.المراقبون السياسيون عدوا هذا الرفض هو محاولة لاجهاض المؤتمر فيما عده اخرون ان الهيئة بقرارها هذا الذي لا يخدم مصلحة العراقيين سوف يصب بخدمة الارهابيين، فبدلاً من ان تشارك في مؤتمر يسعى لوقف نزيف الدم العراقي فانها تساهم بشكل او اخر على استمرارية سفك الدماء والقتل على الهوية والتهجير القسري وبذلك ستكون هذه الهيئة مسؤولة مستقبلاً عن اية جريمة تستهدف المدنيين الابرياء خاصة وان وثيقة مكة تحمل تواقيعها والموقف الشرعي والاخلاقي والانساني يحتم عليها الوفاء بهذا التعهد (المؤمنون عند عهودهم) فأي خروج على هذا المبدأ الشرعي سيكون خروجاً على اجماع المسلمين في لم الشمل والمحافظة على الوحدة الوطنية ووحدة المسلمين ووقف التدهور الامني.
المؤتمر سوف يكتب له النجاح-ان شاء الله- وان المؤشرات المستقبلية تؤكد على ان السيد رئيس الوزراء نوري المالكي سوف يطلق من خلال هذا المؤتمر مبادرات جديدة وربما سيعلن عن تغيير وزاري كبير في حكومته خاصة وان العديد من القرارات الشجاعة الصعبة قد اتخذت لتلبية المطالبات التي طرحتها العديد من الجماعات المسلحة التي تريد الانخراط في العملية السياسية والقاء السلاح وان اغلب هذه المطاليب اصبحت في حكم المستوعبة.
ان دعم حكومة الوحدة الوطنية التي تسعى لاشراك الجميع في العملية السياسية هو الاساس الذي يجب ان تنطلق منه القوى التي ادعت وتدعي الحرص على وحدة العراق ارضاً وشعباً وانها الفرصة الذهبية والخيار الاول للم الشمل والعض على الجراح وتخطي السلبيات التي رافقت الوضع العراقي المتأزم والذي ساهمت في تصعيده العديد من القوى سواء بقصد او بدون قصد.
https://telegram.me/buratha