المقالات

تقرير منظمة العفو الدولية والحالة العراقية

708 15:40:00 2011-05-17

عبد الكريم ابراهيم

اثار تقرير منظمة العفو الدولية حول العراق الكثير من ردود الافعال المتباينة ، بين مؤيد لكل ما ذهب اليه ، ومعارض يحاول التشكيك بالنوايا الحقيقية من وراء هذا التقرير .لو نظرنا للامور بنوع من الحيادية ، نجد ان منظمة العفو الدولية وهي هيئة دولية مستقلة تنطلق بتشخيصها من زاوية المصداقية التي تؤطر اغلب تقاريرها ،مع مبالغة في بعض الاحيان بسبب ضعف المصادر الاستقصائية المعتمدة في مناطق معينة.اشار التقرير الى جوانب مهمة كحقوق الانسان ، البطالة ، الفساد الاداري ، الخدمات ، المرأة وعقوبة الاعدام .و لو اخذنا كل هذه المفردات وناقشناها من كون العراقيون اهل المصيبة "واهل مكة اعراف بشعابها " .اولا مسألة حقوق الانسان في العراق قضية ذات ابعاد متشعبة وتحمل دلالات مختلفة ،وهناك بعض الضبابية التي تسود عمل بعض الاجهزة الامنية ،ولكن لاترتقي من اجل اثارتها بهذه الحدية العالية ؛لان الظرف العراقي معقد ومتداخل ، نجد معه من الصعوبة الوصول الى الحقائق بدقة متناهية ، ومع كل هذه الضبابية واحيانا يحب ان يطلق عليها المعارضون بالسوداوية ،يمكن القول ان وضع العراق في مجال حقوق الانسان افضل بكثير من بعض الدول المستقرة ولاسيما بعض دول الجوار . اما موضوعة البطالة ،فكانت النسبة التي اطلقها التقرير وهي 50 % مبالغ فيها ، فلايعقل ان يكون نصف سكان العراق تحت وطأة البطالة اذما اضفنا اليها البطالة المقنعة ،وحسب بعض الخبراء الحياديين ان النسبة الحقيقية تتراوح مابين 20 - 30 % وهي نسبة معقولة ومنطقية ورغم الاعتراضات الحكومية عليها .ربما يقول الفساد الاداري هو اخطر ما يواجه العراق اليوم ، لاسيما انه غدا سرطان استعصى على مؤسسات ذات العلاقة محاربته في ظل ظروف مشجعة تساهم من تفشيه في الكثير من مفاصل الدولة واتهام بعض المسؤولين بالكثير من قضايا من هذا النوع ،لم يستطع القضاء العراقي حسمها ،بسبب سياسة المجاملة وتسويف الحقائق ، ولعل ضعف الخدمات لا احد من العراقيين يختلف عليها ، حيث مازالت المؤسسات الخدمية غير جدية في معالجة الاوضاع واصبحت لازمة وماركة عراقية بامتياز ،لاسيما الكهرباء وماء الشرب والسكن والمجاري .المرأة العراقية هي الاخرى كانت حاضرة بقوة في هذا التقرير ، حيث المعاناة وانتهاك لحقوقها رغم قوانين "الكوتا " التي تحاول وضع بعض الضمانات الدستورية لها ،مع كل عانت المرأة العراقية من امتهان لحقوقها من قبل الجماعات المسلحة وزادت اعداد الارامل بسبب التركة الماضي الثقلية والعمليات الارهابية والتهجير القسري ،كل هذه الامور مجتمعة ولدت جيشا من الثكلى يئن بمشكلاته امام المؤسسات الحكومية التي وجدت نفسها عاجزة عن تحمل هذه الاعباء لانتشار الفساد الاداري في مفاصل شبكات الحماية الاجتماعية ورعاية الاسرة .اخطر ما في التقرير اثارته لموضوع عقوبة الاعدام التي تسعى بعض المنظمات الدولية الى الغاءها ،ولكن وضع كالعراق يجعل تطبيق عقوبة الاعدام ،امرا ضروريا لحماية حقوق الانسان من شرور من هو محسوب على صنف الانسانية ،وتأخير انزال هذه العقوبة ساهم في تدهور اوضاع العراق الامنية وبالتالي انعكس سلبا على جميع الاوضاع الاخرى .يمكن ان نعد تقرير منظمة العفو الدولية شحنة ضمير قد يقدر لها ان تذكي بعض النائمين في العسل وتغيير الامور السلبية وتحولها الى امور ملموسة تناغم هموم المواطن العراقي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك