( بقلم : نعيم العكيلي )
لم يعد تدهور الوضع الامني لغزا على المراقب كمالم يعد هذا التحول في الهجمات الارهابية التي تستهدف المواطنين صباحا مساءً بحاجة الى فذلكات محليين وتنظيران خبراء امنيين , التحول بل التطور في السلوك الارهابي لمجاميع القاعدة يلحظه المواطن البسيط المستهدف بالقتل العشوائي وهو تلك التفجيرات التي يطلق عليها الاعلاميون العمليات المزدوجة وهي تفجير اكثر من سيارة مفخخة في وقت واحد ضد هدف واحد وقد يصحب هذه التفجيرات اطلاق نار على الضحايا من مجموعة مسلحة اخذت موقعا قريبا من مكان التتفجير.
العمليات الارهابية المزدوجة انطلقت بشكل نوعي في مدينة الصدر فحصدت اكثر من مئتي شهيد ومثل هذا العدد من الجرحى ورافقها اطلاق قذائف الهاون وهجوم مسلح على وزارة الصحة ومدينة الطب !!. ومن هذه العمليات ايضا العملية الارهابية التي استهدفت اسواق ومحلات منطقة الصدرية في قلب بغداد حيث القت ثلاث سيارات مفخخة بحممها وحمولتها فحصدت ارواح اكثر من ستين شهيدا وتسعين جريحا!!. ومن العمليات المزدوجة تفجير سيارة مفخخة ضد باص يستقله موظفون في الوقف الشيعي في منطقة الوزيرية ببغداد صباح الخامس من هذا الشهر ورافق ذلك اطلاق النار من اسلحة اوتوماتيكية من قبل مجموعة ارهابية كانت اخذت مكانها في المكان - بدلا من مفرزة الشرطة التي يفترض وجودها هناك - فاستشهد جميع ركاب الباص وهم خمسة عشر موظفا!!.
ومنها هذا القتل الاعمى بمايسمونه التفجير المزدوج استهداف طابور من النساء والصبية في منطقة البياع ببغداد ينتظر ( اكرامية ) وزارة النفط بصفيحة من نفطها الابيض ليدفع به برد الشتاء , ثلاث سيارات مفخخة استهدفت محطة تعبئة الوقود هناك فكان ماحصده منجل الموت عشرات الشهداء ومثلهم من الجرحى !!. اتذكر اني سمعت , بل قرأت ان السيد رئيس الوزراء على ابواب تغيير وزاري في حكومته واختلف (اهل العلم) في حجم هذا التغيير بعضهم قال محدودا واخرون قالوا واسعا يشمل تسع حقائب ان لم يكن اكثر وما اريد قوله هنا هل يشمل هذا التغيير واسعا كان ام محدودا وزراء الحقائب الامنية ؟ اليس تطور العمل الارهابي من تفجير منفرد الى تفجير مزدوج مايدعوا الى التغيير بما في ذلك تغيير الاستراتيجيات والخطط ؟ اليس هذا التطور يعني فشل خطة امن بغداد وفشل الحملة الاعلامية التي رافقتها؟اعتقد بيقين ان الجميع يطلب التعديل مواطنين وساسة لكن من يجرؤ والحكومة قائمة على توازن المصالح الفئوية والطائفية ؟ اليس في قاموس ساستنا اليوم مصلحةالكتلة فوق مصلحة المواطن خصوصا اذا كان هذا المواطن ممن يحمل صفيحته فجرا في محطات تعبئة الوقود عسى ان يملأها بعدد من اللترات ليدفع عنه وعن عائلته برد شتائنا المعروف بقسوته ؟ معالي السيد وزير النفط الم تعد المواطن ببرميل نفط يوزع حسب البطاقة التموينية منذ اول الشتاء ؟ لماذا يامعالي الوزير صدقت المثل القائل ( دخانك عمانه وطبيخك ما جانه ) ؟ هل تحتاج الى اكثر من تفجير مزدوج يستهدف محطات تعبئة الوقود حتى يطلع فجرك الصادق ؟ .
اتفاقية مكة , وبنود المصالحةالوطنية , مواثيق الشرف الموقعة من هذاالتجمع وذاك كلهاتراجعت وهي في طريقهاالى التلاشي بينماالارهاب ينوع في اساليبه في القتل وينوع في خططه في استهداف التجمعات والاسواق . هل ينظر ذوو الشأن في هذا الواقع ام مازالو مخدرين بمواثيق لم يعترف الارهاب بها يوما ؟
https://telegram.me/buratha