( بقلم : علي حسين علي )
حوالي اسبوع قضى زعيم الائتلاف العراقي الموحد سماحة السيد عبد العزيز زيارته للولايات المتحدة الامريكية بدعوة من رئيسها جورج بوش. لم تكن زيارة عادية، ولا كان الزائر ضيفاً مثل الكثير ممن يزورون واشنطن ويلتقون برئيسها او بعض معاونيه.. السيد الحكيم ذهب الى هنالك حاملاً الهم العراقي على كتفيه وفي قلبه وضميره.. ولم تنقض ايام زيارته كباقي ضيوف امريكا بين البيت الابيض او البنتاغون او الخارجية الامريكية فحسب.. فقد كان سماحته يريد من ايامه التي يقضيها هناك ان تكون مثمرة، ولهذا امتد جدول اعماله ليزور فضلاً عن مؤسسات الدولة الامريكية المهمة؛ مركز السلام العالمي والجامعة الكاثوليكية ويلتقي بكتاب ومفكرين ويجتمع الى ابرز صحفيي الواشنطن بوست الصحيفة.
اراد السيد الحكيم ان يشترك معظم رموز الدولة الامريكية واصحاب الرأي والفكر ورجال المال والاعمال ويختم بهم زيارته التاريخية التي لم تشبهها اية زيارة لقائد او رئيس دولة او حكومة الى امريكا من حيث الاستعداد والاعداد والتنظيم المذهل التي اتسمت به تلك الزيارة المثمرة والناجحة بكل المقاييس.في اول لقاء للحكيم وبالرئيس الامريكي بواشنطن وهو في اول يوم لزيارة سماحته؛ تباحث مع بوش وقد اتسمت تلك المباحثات التي اخذت وقتا طويلا بالصراحة والجدية.. وفي نهايتها اكد سماحته قائلاً: "لقائي بالرئيس بوش يأتي انطلاقاً من حرصنا على التشاور المستمر في ما بيننا، وانطلاقاً من قناعاتنا بأن الشأن العراقي بات مصلحة مشتركة، الامر الذي يستلزم توافقاً ثنائياً بما يخدم الجانبين سياسياً واقتصادياً وامنياً.. وعلى هذا الاساس تركز حديثنا على سبل دفع الوضع العراقي الى الامام ودعم الحكومة العراقية المنتخبة وتأمين مستلزمات تقدم القوات المسلحة واستلام الملف الامني".
واضاف سماحته في حديث صحفي بعد انتهاء لقائه بالرئيس بوش: "اننا قادرون على حل كل ازماتنا وقد قطعنا شوطاً بعيداً باتجاه اقامة النظام الديمقراطي".
وعن مقترح انان بعقد مؤتمر دولي بشأن العراق قال سماحته السيد الحكيم: "الموضوع العراقي يجب ان يحل عراقياً وبمساعدة من الاصدقاء والاشقاء، والا فنحن نرفض أي مسعى اقليمي او دولي يتجاوز نتائج العملية السياسية.. ونرحب بأي مسعى يساهم في تعزيز الواقع العراقي ويدعم الحكومة المنتخبة".
بعد لقاء سماحته التقى بوزير الدفاع الامريكي رامسفيلد وقادة القوات المسلحة واكد على: "ضرورة تغيير الواقع الامني في البلاد (العراق) من خلال تقوية الاجهزة الامنية العراقية وتسليمها زمام المسؤولية" مشدداً سماحته على: "انها الوحيدة القادرة على حفظ الامن"، مشيراً الى ان:"المرجعيات الدينية في العراق هي الحصن القوي والاخير الذي يلوذ به العراقيون من اخطار الحرب الاهلية".
والتقى الحكيم ايضاً بنائب الرئيس الامريكي (ديك تشيني) وركز سماحته بلقائه على استعراض الوضع السياسي والامني في العراق ودراسة آليات النهوض بالمستوى الامني واحلال السلام والامن في ربوع العراق. واشار الى:"اهمية التعاون مع دول الجوار العراقي العربية والاقليمية في السيطرة على الوضع الامني في العراق".
ثم التقى زعيم الائتلاف العراقي الموحد بعدد من اعضاء الكونغرس الامريكي وبرئيس لجنة العلاقات الخارجية (جون كيري) المرشح الديمقراطي السابق لرئاسة الولايات المتحدة، واجتمع لوقت طويل بصحفيي (الواشنطن بوست) بعد ذلك التقى بكبار الكتاب والمفكرين الامريكيين وفي كل تلك اللقاءات واصل الحكيم تحشيد الرأي العام الامريكي والزعماء هناك باتجاه معاونة العراق وحكومته المنتخبة على اعادة الامن والسلام ومحاربة الارهاب الذي اشار اليه اكثر من مرة بأنه آفة العصر ولن يقف عند حدود معينة وان خطره لم ولن يكون محصوراً في العراق بل ان الدول المتقدمة والعالم المتحضر لن يكونا بعيدين عن شرور الارهاب ودعا الى التعاون للقضاء عليه.
محطة اخرى التقى فيها سماحته مع رجال الاعمال الامريكيين وشرح لهم آفاق العراق الاقتصادية وما يتوفر عليه من ثروات هائلة وكفاءات ابنائه العالية. ودعا سماحته رجال الاعمال الامريكيين الى مساعدة العراقيين لاعمار بلادهم.. وقد قوبلت دعوته وقبلها طروحات سماحته بالاستحسان والاستجابة.
واذا ما كان قد التقى سماحته بمعظم ممثلي فعاليات المجتمع الامريكي وقادته فانه اتجه الى معهد السلام الدولي، ومن هناك قال السيد الحكيم: "ان ابعاد شبح الحرب الاهلية في العراق لا يتم الا من خلال توجيه ضربات قاصمة للارهابيين من البعثيين الصداميين والتكفيريين، وبغير ذلك سوف نشهد مجازر اخرى يروح ضحيتها العراقيون الابرياء"، وطرح سماحته تصوراته بشأن التجربة العراقية الوليدة ولكي تتغلب على المصاعب التي تعيق تقدم العراق واستقراره التي قال عنها بأنها تحتاج الى الامور التالية والتي في مقدمتها:
1-عقد اتفاقيات امنية مشتركة مع دول الجوار والمنطقة لمحاربة الارهاب وتسليم المجرمين.2-ضبط الحدود ومنع التسلل.3-تعزيز قدرات الاجهزة الامنية العراقية من حيث التجهيز والامكانات وحرية التحركات في اطار القانون.4-تطبيق قانون مكافحة الارهاب الذي اقره مجلس النواب العراقي.5-يجب ان يكون السلاح بيد القوات الحكومية فقط فهي المسؤولة الوحيدة عن حماية افراد الشعب وقيام دولة القانون.6-تقديم الدعم الدولي للحكومة العراقية ومساعدتها على محاربة الارهاب الذي يتجمع من كل العالم للقتال في العراق واصبح العراق نيابة عن العالم يدفع ثمن الارهاب الذي تجمع فيه.7-علاقات دبلوماسية مع جميع دول الجوار.8-التبادل التجاري لاعادة بناء العراق.9-مصالحة وطنية في العراق.
ثم زار سماحته الكلية الكاثوليكية وهناك القى محاضرة قيمة ركز فيها سماحته على ان الاسلام دين سلام ومحبة وتسامح، وان الظواهر الطارئة ليست من فكر الاسلام او عقيدة المسلمين، فالارهاب الذي ينسب للاسلام جزافاً يضر بالاسلام والمسلمين ربما اكثر من ضرره بالاخرين. ودعا سماحته الى وحدة الصف بين شعوب الارض لمواجهة آفة الارهاب والدفاع عن القيم السامية التي تسير على هداها الشعوب.وكان المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم امس الاول في واشنطن واحداً من اوسع مجالات الاتصال بالرأي العام الدولي فضلاً عن ان سماحته قد اغنى الحاضرين بالرأي والفكر السديد والاطلاع على الستراتيجية التي يعمل بها السيد الحكيم واخوانه على تثبيت قوائمها في العراق.. قال سماحته: "العراقيون لاول مرة يمتلكون الحرية.. هذه الهبة الالهية العظيمة، فثلاثين فضائية وعشرات الاذاعات ومئة وعشرين صحيفة تمثل كل اتجاهات الشعب العراقي واطيافه.. هذه هي الحرية التي عملنا من اجلها وقدمنا انهاراً من الدماء في سبيلها.. ولن نفرط بها ابداً". وقال سماحته رداً على سؤال لصحفي امريكي:"هناك 12 محافظة عراقية آمنة او شبه آمنة، ونحن نعمل على احتواء العنف في بغداد وبعض المحافظات الاخرى".
وجواباً على سؤال هو.. هل ان العراقيين راضون عن اوضاعهم الآن؟.. قال سماحته: "لو خيرنا العراقيين بين ما يشبه وضع صدام وبين الوضع الحالي لاختاروا الوضع الحالي مع تطويره لضبط الامن في البلد"، واضاف سماحته:"النظام السابق هو الذي كان يمارس القتل في استعماله للاسلحة الكيمياوية والمقابر الجماعية.. حقاً كانت زيارة تاريخية مثمرة ومنتجة.. والخير آتٍ ان شاء الله تعالى.
https://telegram.me/buratha