( بقلم : حامد جعفر )
اجتثاث البعث كان ينبغي ان يكون من جذوره وليس من ثماره ..ان قطع الثمار لايميت النباتات الضارة ابدا..في احدى زياراتي لبغداد استاجرت تاكسي لينقلني الى حيث اريد ..فلما انطلق التاكسي وضع السائق شريطا في مسجله وكنت اظن اني سأسمع ام كلثوم او اغنية شبابية..., ولكن يالدهشتي !!اذ اخذت اسمع رجلا يندب صدام باسلوب بدوي مع موسيقى حزينة ويقول اننا اصبحنا ايتام بعدك ياابا عدي....فمن لنا في هذه الدنيا الغادرة بعدك..فأمتلات غيظا ولم انبس ببنت شفة حتى اني طلبت من السائق ان انزل قبل بلوغ المكان الذي اريده هربا منه ومن سماع ذلك الشريط اللعين.
وذات يوم من ايام وجودي في بغداد وكان قرص الشمس الاحمر يكاد يختفي خلف البيوت وفي هذا الوقت تعود العراقيون ان يخرجوا من بيوتهم للتبضع او للتمشي والترفيه ..كنت اتمشى على الرصيف في حي الجهاد وكان الرصيف يعج بالباعة والناس وكنت انظر الى العراقيين بحب ورأفة واتمنى لهم الخير والغنى .. فأذا بي باحد باعة اشرطة التسجيل .. ولكن من نوع خاص . لم يكن هذا البائع يمتلك دكانا بل انه نصب مايسمونه في العراق(جمبر) ووضع فيه اجهزة تسجيله واشرطته على شيء شبيه بالمنضدة .. ودب الكهرباء الى اجهزته الكهربائية لاادري من اين !! كما دب في الملسوع سم العقارب ...!! و كل هذا لم يكن مدعاة لدهشتي لكثرة باعة الرصيف ولكن الذي ادهشني ان الاصوات المزعجة المنطلقة من اجهزته كانت تمجد حزب البعث وتنعى صدام... وتسب وتلعن الحكومة الحالية.. وتدعو لها بالويل والثبور .. فاخذت اتساءل هل هذا ايضا ديمقراطية!!؟ هل من الديمقراطية تمجيد المجرمين وحزبهم المتوحش وايذاء كل القلوب المكلومة من ماسي حزب البعث على رؤوس الاشهاد والدعوة الى التمرد....؟ وتساءلت اين الرقابة؟؟ وتلفت يمينا وشمالا لعلي اجد شرطيا او رجل امن او سيارة نجدة فلم ار الا الناس لايحرسهم الا الله تعالى....!!
وعندها تيقنت ان الايام القادمة ستكون عصيبة .. وان حكومة بهذا الضعف لابد ان تشجع الصداميين من ان يلموا شملهم من جديد وينقضوا على الناس انقضاض الذئب على الفريسة الضعيفة ,,, وهذا ماحصل بعد ذلك ويحصل اليوم ....!!!
فهذا حي الجهاد اليوم يأن من وطأة البعثيين الابالسة وقد كشفوا عن وجوههم القبيحة واخذوا يلقون المنشورات مهددين الشيعة باشد الانتقام ويسمونهم الصفويين انتقاما لصدام ومحاكمته وهم يعلنون ذلك جهارا ....!!!!
ويروى عن ثقاة ان ابو السدارة المجرم عدنان الدليمي قد اقسم يمينا غليظة ان يفرغ احياء العدل والجامعة والغزالية والعامرية من سكانها الشيعة....!!!! ولذلك فالشيعة اليوم هناك بين مهدد او مقتول ممثل به تسيل دماؤه ..ولايجرؤ احد على رفع جثمانه .. بالضبط كما كان يفعل البعثيون ايام حكمهم الدموي بمعارضيهم حامد جعفرصوت الحرية
https://telegram.me/buratha