المقالات

من جولة الحكيم نؤكد أية حلول تأتي من خارج بغداد غير شرعية

1542 05:05:00 2006-12-07

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفين )

عادةً ما تقترن زيارات السيد الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد الى أي من دول العالم بمواقف مبدأية جريئة وواضحة وتتسم بالثقة المفرطة بالعمق الجماهيري والسياسي لهذه الشخصية السياسية الوطنية.وخلال السنوات الثلاث الماضية شكلت حركة السيد الحكيم في مجمل الخارطة السياسية العراقية مفاصل اساسية بالتأريخ العراقي المعاصر وهنالك من وصف تحرك سماحته بانه يمثل مفتاح التغيير في المعادلة السياسية القديمة نحو ما هو قائم حالياً.

فسماحته كان صمام الامان في مسألة الاصرار على عدم تجاوز الاستحقاقات الدستورية وهو دون غيره ممن رفض أي محاولة تأجيلية للانتخابات العراقية الاولى. وقد شخص سماحته افرازات التأجيل آنذاك ومخاطرها على انها خطوة تمهيدية لاعادة انتاج الظاهرة الصدامية من جديد، وقد اعتبر العديد من المتابعين للشأن العراقي آنذاك بان التأجيل الانتخابي فيما لو قدر له ان يتحقق فانه من المستحيل ان يصل العراق الى ما وصل اليه حالياً.

ذلك المفصل السياسي يذكرنا بحالة الرفض الصريح والفوري الذي اعلنه زعيم الائتلاف من كان وواشنطن لمقترح الامين العام للامم المتحدة الذي يتجه لتدويل القضية العراقية عندما اختصر عملية الرفض بعنوانيين اساسيين هما: ان مثل هذا التدويل هو غير واقعي وغير شرعي مشدداً على ان العراق لا يحتاج الى مبادرات من هذا النوع ومضيفاً بان ليس في العراق ما يستوجب ان تعالج قضاياه بهذه الطريقة التي اشار اليها السيد كوفي عنان.

سماحته ذكّر العالم اجمع بان الذي جرى في العراق خلال الفترة المنصرمة انما هو حالة دستورية فريدة من نوعها في المنطقة وان العراق الحالي يمتلك حكومة هي الاقوى من بين قريناتها في المنطقة استناداً الى عمقها الجماهيري المليوني الذي قدم التضحيات الجسام من اجل الوصول الى هذا المنجز.

الرؤية الواضحة للمشهد العراقي لدى السيد الحكيم وثقته بالتجربة العراقية الحديثة هي التي املت على سماحته ان يرفض كل الرفض مقترح السيد كوفي عنان حتى من داخل البيت الابيض الامريكي وامام مسامع رئيس اقوى واكبر دولة كونية، بل ان الحكيم زاد على ذلك بالقول: ان أي حل لاي ازمة عراقية لا يمكن ان يكتسب شرعيته ما لم تكن بغداد حاضنته الاساسية معتبراً ان أي مسعى اقليمي او دولي يحاول ان يتجاوز المعطيات التي افرزتها العملية السياسية بانه مسعى قاصراً ستكون نتائجه تدميرية وكارثية ليست على العراق فحسب وانما على عموم المنطقة والعالم.

بالتأكيد ان مواقفاً كهذه سوف تشكل منعطفات تأريخية في مسيرة رموزنا الوطنية والسياسية وقد تكون هي الحالة الاكثر خطورة عندما يراد تفحص المسيرة التأريخية لتلك الرموز.نعتقد ان زيارة زعيم اكبر كتلة برلمانية عراقية لواشنطن تعد من الاحداث المهمة خصوصاً فيما اذا جاءت الزيارة في ظروف كالظرف الذي وصل اليه العراق حالياً عبر تخطيه لاصعب الاستحقاقات السياسية والدستورية، وما يزيد من اهمية هذه الزيارة انها جاءت بعد انجازات عظيمة نجح الشعب العراقي وقواه السياسية من تجاوزها كصياغة الدستور الدائم للبلاد وبناء السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية وتوجه العراق بكل ثقله باتجاه تخليص جغرافيته من كل مواقع الارهاب والاجرام.

ولعل ما قاله بوش في مؤتمره الصحفي من ان الولايات المتحدة الامريكية تدعم بقوة النشاط السياسي الذي يقوده الحكيم ورئيس الحكومة العراقية الاستاذ نوري المالكي يعد شهادة دولية كبيرة وهامة ستدفع بالعاملين الاقليمي والدولي على التمسك بالخيار دعم ومساندة التجربة العراقية الجديدة خدمة للعراق والمنطقة والعالم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك