( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفين )
عادةً ما تقترن زيارات السيد الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد الى أي من دول العالم بمواقف مبدأية جريئة وواضحة وتتسم بالثقة المفرطة بالعمق الجماهيري والسياسي لهذه الشخصية السياسية الوطنية.وخلال السنوات الثلاث الماضية شكلت حركة السيد الحكيم في مجمل الخارطة السياسية العراقية مفاصل اساسية بالتأريخ العراقي المعاصر وهنالك من وصف تحرك سماحته بانه يمثل مفتاح التغيير في المعادلة السياسية القديمة نحو ما هو قائم حالياً.
فسماحته كان صمام الامان في مسألة الاصرار على عدم تجاوز الاستحقاقات الدستورية وهو دون غيره ممن رفض أي محاولة تأجيلية للانتخابات العراقية الاولى. وقد شخص سماحته افرازات التأجيل آنذاك ومخاطرها على انها خطوة تمهيدية لاعادة انتاج الظاهرة الصدامية من جديد، وقد اعتبر العديد من المتابعين للشأن العراقي آنذاك بان التأجيل الانتخابي فيما لو قدر له ان يتحقق فانه من المستحيل ان يصل العراق الى ما وصل اليه حالياً.
ذلك المفصل السياسي يذكرنا بحالة الرفض الصريح والفوري الذي اعلنه زعيم الائتلاف من كان وواشنطن لمقترح الامين العام للامم المتحدة الذي يتجه لتدويل القضية العراقية عندما اختصر عملية الرفض بعنوانيين اساسيين هما: ان مثل هذا التدويل هو غير واقعي وغير شرعي مشدداً على ان العراق لا يحتاج الى مبادرات من هذا النوع ومضيفاً بان ليس في العراق ما يستوجب ان تعالج قضاياه بهذه الطريقة التي اشار اليها السيد كوفي عنان.
سماحته ذكّر العالم اجمع بان الذي جرى في العراق خلال الفترة المنصرمة انما هو حالة دستورية فريدة من نوعها في المنطقة وان العراق الحالي يمتلك حكومة هي الاقوى من بين قريناتها في المنطقة استناداً الى عمقها الجماهيري المليوني الذي قدم التضحيات الجسام من اجل الوصول الى هذا المنجز.
الرؤية الواضحة للمشهد العراقي لدى السيد الحكيم وثقته بالتجربة العراقية الحديثة هي التي املت على سماحته ان يرفض كل الرفض مقترح السيد كوفي عنان حتى من داخل البيت الابيض الامريكي وامام مسامع رئيس اقوى واكبر دولة كونية، بل ان الحكيم زاد على ذلك بالقول: ان أي حل لاي ازمة عراقية لا يمكن ان يكتسب شرعيته ما لم تكن بغداد حاضنته الاساسية معتبراً ان أي مسعى اقليمي او دولي يحاول ان يتجاوز المعطيات التي افرزتها العملية السياسية بانه مسعى قاصراً ستكون نتائجه تدميرية وكارثية ليست على العراق فحسب وانما على عموم المنطقة والعالم.
بالتأكيد ان مواقفاً كهذه سوف تشكل منعطفات تأريخية في مسيرة رموزنا الوطنية والسياسية وقد تكون هي الحالة الاكثر خطورة عندما يراد تفحص المسيرة التأريخية لتلك الرموز.نعتقد ان زيارة زعيم اكبر كتلة برلمانية عراقية لواشنطن تعد من الاحداث المهمة خصوصاً فيما اذا جاءت الزيارة في ظروف كالظرف الذي وصل اليه العراق حالياً عبر تخطيه لاصعب الاستحقاقات السياسية والدستورية، وما يزيد من اهمية هذه الزيارة انها جاءت بعد انجازات عظيمة نجح الشعب العراقي وقواه السياسية من تجاوزها كصياغة الدستور الدائم للبلاد وبناء السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية وتوجه العراق بكل ثقله باتجاه تخليص جغرافيته من كل مواقع الارهاب والاجرام.
ولعل ما قاله بوش في مؤتمره الصحفي من ان الولايات المتحدة الامريكية تدعم بقوة النشاط السياسي الذي يقوده الحكيم ورئيس الحكومة العراقية الاستاذ نوري المالكي يعد شهادة دولية كبيرة وهامة ستدفع بالعاملين الاقليمي والدولي على التمسك بالخيار دعم ومساندة التجربة العراقية الجديدة خدمة للعراق والمنطقة والعالم.
https://telegram.me/buratha