( بقلم : شوقي العيسى )
شئنا أم أبينا أن أحداث مايجري في العراق هي بسبب الإحتلال ومهما تكن تسميات هذا النوع من الإحتلال أو السيطرة وبداديء ذي بديء أود أن أقطع الطريق على الذين يتصيدون في هكذا مخاضات وخصوصاً عندما ترد هناك عبارات كالإحتلال الأمريكي للعراق فأقول لهم (( أنا لست مع إحتلال العراق ولست مع الصداميين والبعثيين والمتمردين من القاعدة وممن مدعومون من المناطق السنية في العراق)).......لقد كان خطأ أمريكا فادحاً عندما بدأت بالتلاعب بمجريات الحقائق والتغافل عنها وهي أن العراق كان تحت حكم السنة لسنوات عديدة وهذه الحقيقة من الصعب التغافل عنها مهما تغيرت الأحداث وبما أن العرب السنة بالعراق كانوا ولازالوا دعاة سلطة وهذا ماتبيّن واضحاً وجلياً من خلال التشّبث الأمريكي الأول عندما أرادوا أن تستقر الموازنة في العراق بإشراك السنة بالعملية السياسية رغم أنهم ( السنة ) كانوا من الدعاة الى عدم المشاركة في وجود الإحتلال ورغم ذلك إستطاعت أمريكا بخطوتها الأولى إشراك السنة في العملية السياسية .
وبما أن الهدف الأمريكي الإعلامي كان يتجه نحو عراق ديمقراطي فلزم ذلك إجراء أنتخابات يشارك بها الجميع وكذلك كتابة وصياغة دستور للبلاد وكل هذه المراحل كانت هناك العراقيل توضع من قبل القادة السنة وبما أن التشبث الأمريكي بالعراق موجود وطرق الضغط على القيادات الشيعية والكردية للموافقة على الوضع الراهن الذي يقضي بمشاركة ممن لم يؤمن بالعملية السياسية برمتها وممن وقف موقف المعادي للحظة ضدها ولكن رغم ذلك أبدى القادة من الشيعة والأكراد ممن حققوا الكثير من مراحل العملية السياسية رغم عناد وغضاضة الآخرين فأصبح لدى القوة السنية مراكز السلطة من خلال دخولهم بعملية صياغة الدستور والعملية الإنتخابية التي لم يوفقوا في خوضها ولكن وكما قلنا أن التشّبث الأمريكي الذي جعل منهم يدخلون في الدولة العراقية من خلال (( حكومة الوحدة الوطنية)) هذا المصطلح الذي يضرب الديمقراطية الحرة من خلال إجراء إنتخابات بعرض الحائط ويأتي بهؤلاء الى مركز القرار وعلى حساب الملايين من العراقيين وكل ذلك والأطراف الأخرى موافقة عل القادة السنة يحسّوا بمجمل المسؤولية التي على عاتقهم ويشاركوا بجدية وإبعاد شبح الحرب الأهلية التي تسعى أطراف بعثية وصدامية الى تأجيجها ..
لم يستمر المشهد السياسي الذي بدأ بالتشّبث الأمريكي وعدم معرفة الحقائق والمكونات العراقية على حقيقتها بدأت ظاهرة الخطف وتهجير والقتل الجماعي على الهوية ومنذ الأيام الأولى للإحتلال والذي طال الشيعة بالذات والهجوم على المناطق التي يسكنها شيعة إستمر هذا الحال ثلاث سنوات من القتل والتهجير ولم يرى الشيعة من الإحتلال أي حماية لهم خصوصاً وأن الذي يتبنون العمليات الإجرامية من العرب السنة ولاحتى القيادات السنية بدأت بفعل مغاير للسياسة التي تنتهجها بشكل عام وبقى الوضع كما هو عليه مما أثار حفيظة الشيعة في العراق حيث لاناصر لهم ولامعين لامن الحكومة العراقية التي هي أساساً من الشيعة ولامن خلال قوات الأحتلال التي بسببها وصل الوضع على ماهو عليه مما أدى بالشيعة بالدفاع عن نفسها في كثير من المناطق الشيعية من الخطر القادم إليهم مما حصل القتل المتبادل وخصوصاً عندما تم الإعتداء الآثم وتفجير مرقدي الأمام علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام في مدينة سامراء التي هي أساساً من المناطق السنية وهنا بدأت ثورة الشيعة تنطلق ضد هذا السيل الجارف وطالما هناك الأتهامات مستمرة بتكوين فرق الموت ،،، فلم يكن أمام التشّبث الأمريكي إلا بخروج أطروحة ثانية وهي
(( مبادرة المصالحة الوطنية)) وهي أن تبدأ الحكومة العراقية بعمليات مصالحة مع المجاميع المسلحة السنية التي هي خارج العملية السياسية لغرض إلقاء السلاح والإنخراط بالعملية السياسية ورغم ذلك والعمليات المسلحة مستمرة وعمليات القتل الجماعي والعنف مستمرة ورغم الزيارات التي يقوم بها المسؤولون الأمريكيون للعراق لحث الحكومة العراقية على الحد من العنف ولكن لم تثمر تلك الجهود والسبب هو أن وجود الهرم الشيعي على رأس السلطة وهذا مالايقتنع به السنة ولا الدول العربية هو أن الشيعة تحكم العراق وهذا مابدأ واضحاً من خلال تصريحات المسؤولين السعوديون أنه في حال إنسحاب أمريكا من العراق فسيكون هناك دخول قوات عسكرية للعراق لمساعدة العرب السنة أي أن يتم القضاء على الشيعة قضاءاً مبرماً كما يتصورون ويحاولون تحشيد الإعلام العربي والعالمي بأن إيران هي من تقف مع عمليات القتل التي تحصل للسنة في العراق .
من المفروض على الإدارة الأمريكية أن توقف تشبثها في العراق وتتخذ طريق واحد لاغير وهو طريق الديمقراطية الحرة من خلال من شارك في العملية السياسية في العراق فهو شريك مع أخوانه الآخرين وإما من لم يشارك فهذا لايعني شيء ويجب أن يرضخ للأمر الواقع وعليه أحترام القوانين وإلا مصيره القتل أو العقاب لأنه خارج عن إرادة القانون ويقف حائل بين إستقرار حريات الآخرين .
أعتقد أن الإدارة الأمريكية سوف تبدأ بسحب يدها عن حماية العرب السنة وعدم الدخول معهم في مشاركات لأنهم قد كشفوا جميع مخططاتهم والدليل الواضح هو حارث الضاري الذي بدأ إرهابه واضحاً ودعمه للقاعدة في العراق والنفر الآخر وهو عدنان الدليمي والذي تم إلقاء القبض على عصابته وهم أفراد الحماية الخاصة به وقد أعترفوا بعملياتهم الإجرامية والكثيرون ممن يعرفونهم حق المعرفة ونحن لانعرفهم فهذا مايجعل أمريكا تفكر ملياً في خطواتها القادمة ورغم ذلك أعتقد أن أمريكا ستبقى تتشبث بالعراق مازال أصدقاؤها من العرب السنة من رؤساء الدول العربية.
شوقي العيسى
https://telegram.me/buratha