( بقلم : الدكتور محمد علي مجيد )
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الفكر الأمامية وزندقة الإرهاب
الدكتور محمد علي مجيد
منذ أن أراد الله سبحانه وتعالى أن يرحم البشرية ويدلها على طريق الصواب بعد متا هات في العقيدة اقر لها الإسلام دينا بصورة واضحة لا تقبل التأويل في كتابه العزيز بقوله تعالى:
" ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه " 85: آل عمران".....
وقد هيئ الله جلت قدرته نبينا الأكرم محمد(ص) لنشر هذا الدين القويم وكان القرآن دستوره فيه خير الدنيا والآخرة كما انه فيه تبيان كل شيء كما تشير الآية الكريمة:
" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء "89: النحل"
وكان على الرسول(ص) كغيره من الرسل في الهدف العام أن يتخذ له وزيرا أو بطانة صالحة وهذا من بديهيات حمل الرسالة وكما أشار القرآن لاتخاذ نبينا موسى عليه السلام أخيه هارون وزيرا ومساعدا كما ذكر القرآن ذلك:
"و اجعل لي وزيرا من أهلي هرون أخي " 30: طه...."
لذلك أكد الرسول إرادة السماء كما تشير الروايات ذات السند الصحيح عنه باتخاذ الإمام علي(ع) وصيا وقد سلك الإمام علي(ع) سلوك الرسول(ص) خطوة بخطوة ولم يعرف عنه بإجماع المذاهب والفرق الإسلامية ألا كل خير ولم ينتقده احد إلا من اتبع هواه وغرته الحياة الدنيا وهم نزر يسير لا يعتد بأقواله.
ويدلنا تسلسل الأحداث بعد انتقال الرسول إلى بارئه الأعلى أن الإمام علي(ع) حافظ على الخط الإلهي وسيرة الرسول لأن الأمر أصبح من الخطورة على الحفاظ على روح الإسلام بعد أن تنادت قوى الشر وعصبية الجاهلية وقد تناسى ا لبعض أو أراد أن يتجاهل هذا الدين ووصايا الرسول وتأكيداته بوصاية الإمام علي(ع):
"من كنت مولاه فهذا علي مولاه"
ولسنا هنا بصدد أقوال الرسول(ص) في حياته وسيرته في حق تلك الشخصية العظيمة وهي شخصية الإمام علي(ع) لأنها ا كثر ممن يحصى واكبر ممن يخشى وهي ثابتة الصحة بأدلة العقل والنقل، ولكن الكلام يقودنا إلى أولئك الذين تركوا خط الإمام واتجهوا إلى طرق شتى يقولون ويؤولون حتى وصلت بهم الجرأة إلى تحريف الأحاديث النبوية ونسبتها إلى أناس هم بعيدين عنها لأنه ليسوا أهلا لرواية الحديث وصياغته.
وهكذا نشأ خطان احدهما مستقيم يتبع خط الإمام علي وآخر خط منكسر يستقيم مرحلة وينكسر في الأخرى ويتخبط تخبط الأعمى حيث ترى أفكارا جوفاء وأقوالا جرداء تنقصها الحجة ويضعفها الدليل.
فالذين اتبعوا خط الإمام علي(ع) الذين سموا "بالشيعة" وهذا مصطلح ذكره القرآن الكريم في قوله تعالى:
" وان من شيعته لإبراهيم اذ جاء ربه بقلب سليم" 83: الصافات
وتدل هذه الآية عن مدى صلاح إبراهيم ونقاء سريرته بأتباع الحق ومولاته، كما أن الاصطلاح ألآخر الذي ينبغي التأكيد عليه هو مذهب آهل البيت أو الامامية لأن سلسلة آل البيت ممتدة من النبي(ص) إلى علي(ع) ثم إلى الأئمة الهداة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بقيام دولة المهدي (عجل الله فرجه) بقوله تعالى:
" أن الأرض يرثها عبادي الصالحون "105 الأنبياء....
وقد حافظ الامامية على الخط المستقيم بعقيدة صافية وبروح متفائلة لأنهم عرفوا بفطرتهم وبتعليم من أئمتهم أن هذه الحياة ما هي إلا مقدمة لحياة أخرى دائمة لانصب فيها ولا لغوب ولذلك لابد من إشاعة الخير والسير على الصراط المستقيم وان لا تأخذهم في الحق لومة لائم لذلك كانت تتصادم أفكارهم الخيرة مع أفكار الفجرة ممن استهويتهم الدنيا وشهواتها حتى نسوا ذكر الله وتعرض محبوا آل البيت إلى صنوف العذاب والقتل والتشريد وذلك من اجل إبعادهم عن استلام أي سلطة أو حكومة وذلك خشية إسعاد الناس بأفكارهم وسيرتهم العطرة مما ينكد على أولئك الظلمة من الخلفاء والسلاطين الذين تسلطوا على رقاب الناس بالمكر والدهاء كما تسلط معاوية ويزيد وصدام.
لقد اثبت رجال الأمامية وحتى قدر كبير من نساءهم بأنهم دعاة حقق وحافظوا كما اشرنا على ثبات عقيدتهم الإسلامية الصحيحة حتى أوصلوا لنا هذه الأمانة ومن مصداقيتها حفاظهم على مسيرة الحسين(ع) السلام وذكرى نهضته على الكفر والإلحاد هذه الثورة التي ايقضت عامة الناس عن مدى جرأة بنو أمية وظلمهم حتى على ابن بنت نبيهم وبدأت ثمار هذه الثورة تؤتي آكلها كل حين مما يثبت أن الحق يعلو ولا يعلى عليه مهما كانت التغطية وارتكاب الإثم.
وبعد أن من الله على العراقيين من تخلصهم من آفة أطبقت على صدورهم وتنفس محبي آل البيت الصعداء نظرا للحيف الذي أصابهم وسعت الغالبية إلى خطى ثابتة رغم المخططات والتفجيرات إلى الانتخابات التي أسفرت عن نتائج ايجابية معبرة عن الإرادة الشعبية ولكن هؤلاء المنتخبون وخاصة في حكومة المالكي آثروا على أنفسهم أن يشركوا غيرهم في العملية السياسية كما هو معلوم وكان بعض هؤلاء المشتركين يحملون عقدة دفينة كما حملها أبو سفيان فهم يتأرجحون بين هؤلاء وهؤلاء كما عبر القرآن في أكثر من موضع ومنه قوله تعالى:
"متذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء "143: النساء"....
ولعل المواقف التي ترجمها كل من طارق الهاشمي وعدنان الدليمي وخلف العليان شاهدة على تذبذب هؤلاء رغم مراكزهم الحساسة حيث كانت المفخخات والأحزمة والعبوات الناسفة ردا حاضرا ولايهم قتل العديد من محبي آل البيت على الهوية من قبل فئات ضالة لا يهمها إلا تنفيذ الأوامر الشيطانية وأصبح الإرهاب كمعتقد لهؤلاء يقابله فكر متسامح يريد للعراق خيرا ويريد تحريرا لا استعبادا .
إني اعتقد جازما وغيري ممن يريدون الخير للعراق انه لو ترك الأمر لخط الأمامي في إدارة الشؤون دون تدخل لنعمنا بالخير والبناء دون ظلم لأحد مهما كان معتقده بل تعيش الناس سواسية دون تمييز لأن هذا الخط يؤمن بالآخرة ويوم الحساب وهو يترجم سيرة أئمة أطهار جدهم الرسول وأمهم البتول وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين
https://telegram.me/buratha