( بقلم :عبد الكريم الجيزاني )
الاحداث الساخنة التي مرت بها البلاد خلال الاسبوعين الماضيين وخاصة الجريمة النكراء التي تعرضت لها مدينة الصدر الباسلة والتي خلفت وراءها اكثر من مائتين شهيداً ومأتين وخمسين جريحاً من المدنيين الابرياء ادت الى اعادة النظر في كثير من المواقف وخاصة على صعيد الخطط اللازمة لمواجهة زمر الإرهاب الاسود والجرائم المروعة التي ارتكبها التكفيريون الضالون وبقايا النظام البائد بحق الابرياء من ابناء الشعب العراقي.
ولعل ابرز هذه المواقف هو توسيع دائرة صلاحيات الأجهزة الامنية(الجيش والشرطة) واطلاق يدها في ملاحقة ومتابعة وتصفية الإرهابيين ومن يتعاون معهم ايا كان والضرب على ايديهم بكل حزم وقوة الى جانب متابعة وسائل الاعلام وخاصة الفضائيات التي تبث إخبارا كاذبة تشجع على اثارة الفتنة بين المواطنين وتشجيع مباشر او غير مباشر العمليات الاجرامية التي تطال الابرياء لخلق جو من الرعب والخوف في اوساط الشعب العراقي في محاولة يائسة لاجهاض العملية السياسية والاجهاز على الانجازات التي حققتها حكومة الوحدة الوطنية.ان التشخيص الدقيق الذي اكده المجلس السياسي للأمن الوطني في بيانه الأخير من ان اعداء الشعب العراقي هم الزمر التكفيرية والصدامية المجرمين والتأكيد على ملاحقتهم والوقوف بوجه عملياتهم الاجرامية اعطى الحل الامثل للوصول الى استتباب الامن بشكل نهائي من خلال التعاون المثمر بين كافة الكتل المشاركة في العملية السياسية وبث روح الاخوة والمحبة وتغليب المصلحة العامة على المصالح الفئوية والحزبية وقطع الطريق على مثيري الفتن وخاصة اصحاب التصريحات النارية من عشاق الفضائيات المسمومة ودعم الحكومة الوطنية ومساعدة اجهزتها الامنية في التصدي الجاد والجازم لكل المخربين والمجرمين القتلة.وفي خطوة اخرى تصب بنفس الاتجاه لمجلس النواب العراقي الذي قرر تشكيل لجنة برلمانية للتآخي الوطني لاجراء حوارات هادفة مع مكونات المجتمع العراقي لترسيخ الوحدة الوطنية وتجذير التلاحم بين ابناء الشعب الواحد والوطن الواحد للوقوف بوجه مثيري الفتن الطائفية والعرقية والتفرقة وصولاً الى الاهداف المركزية للعملية التغييرية الجارية في العراق الجديد.
هذه الخطوات لا بد ان تتبعها خطوات اخرى لمعالجة ملفات ساخنة لا تقبل التأجيل وخاصة ما يتعلق بحياة المواطن سواء على صعيد الخدمات العامة كالكهرباء والماء ومعالجة البطالة والوقود والصحة وغيرها مما يتعلق بالحياة اليومية للفرد العراقي.
ان الايام القادمة سوف تأتي ببشائر الانفراج الكامل والخروج من هذه المعاناة التي طالت رغم صبر العراقيين الكبير لتبدأ مرحلة البناء والتطور على كافة الصعد واعادة اعمار البنى التحتية ومؤسسات الدولة التي تضررت وتعطلت بسبب الاعمال التخريبية التي ينفذها الإرهاب والتي ادت الى الحاق الاذى بالشعب العراقي فضلا عن مخلفات النظام البائد وتركته الثقيلة.
الكل يأمل من قادة الكتل السياسة ان يعضوا على الجراح وهم كذلك0 ويساهموا بشكل فاعل في اتجاح مبادر ة المصالحة الوطنية واخماد نار الفتنة التي يريد اعداء العراق ابقائها تحت الرماد.
https://telegram.me/buratha