المقالات

أين الأعلام الشيعي من حرب الفضائيات

2203 01:23:00 2006-11-29

( بقلم : ناصر الفرطوسي )

ماأن سقط صنم بغداد حتى اكتسحت الفضائيات والصحف العراق وأصبح من الصعب احصائها .توالتعلى العراقيين وسائل الأعلام في عراق ديمقراطي بالظهور ولاسيما الفضائيات . التي لها الاثر الكبيرفي الأحداث التي دارت وتدور في هذا البلد المجروح . لاشك إنها أكثر تأثير من الصحافة المحلية.ولأن هذه الفضائيات تبث الى كافة أنحاء العالم . فهي تبقى أكثر إنتشارا ً وقوة من بقية الوسائل الاخـــرى.التي لاتقل أهمية من الاعلام المسموع والمقروء . وهنا تفائلنا واستبشرنا خيرا بكل هذا الكم الكبير من وسائلالأعلام وبالأخص فضائيات الأغلبية الشيعية . لقد حرمنا منها لعقود ونحن نتألم وبحرقة من عدم امتلاكنـــــالهذه الوسائل المهمة . حيث لايوجد شعب اخر من شعوب العالم محروم منها . عندما كنا لانعرف في العراقوسائل اعلامية غير وسائل نظام البعث .

لم نكن نعرف شيء عن هذه الوسائل وما الاهمية في امتلاكها ومايذاع من خلالها ويدور في المحيــــــــــــــطالخارجي من احداث وتطورات . بقينا ننتظر الأمل لنكون كغيرنا من بلدان العالم وهي تتمتع بهذه التكنولوجيا فاتت الفرصة لنا وانبثقت هذه الوسائل الاعلامية وهي حديثة الولادة . ومرت عليها سنين وهي لاتزال فــــــيطور الرضاعة وكطفل يحاول السير . وأمام هذا العجز اصبحت الاغلبية الشعية لاتهتم لها ولبثها الاعلامـــيبالتاكيد اقصد وسائل الاعلام الشيعية وبالتحديد (الفضائيات) .وايضا اصبحنا مجبرين ان نشاهد فضائيـــاتاخرى وعلى مضض والألم يعتصر الصدور فنراها تتعثر بطرح مظلوميتنا مع العلم نحن الاغلبية في العراق.كما ان اعلامنا يعلم علم اليقين ان الاعلام المضاد اقوى وأكثر تاثير على الاخر وهي ولدت في نفس الايـــامالذي خرج فيه اعلامنا الى النور .

ما نراه اليوم في فضائياتنا حشواٌ لبرامج ليس وقته ولايلبي حاجة الشيعــــي في ايصال صوته للخارج . وهنا نتسائل هل نحن لانملك الامكانيات المادية والبشرية لصناعة قنوات فضائية اوحتى قناة واحدة بمستوى الحدث في العراق وفي هذه الظروف الصعبة والتي لاريب ولاشك ان الفضائيات تلعب الدور الرئيسي لايصال الاحداث التي تدور في الساحة العراقية الى المحيط الخارجي . وهنا يكمــــــــن الخطر ولان أهل العراق يعيشون في خضم هذه الاحداث ولايحتاجون الى التركيز الكبير جدا اكثر مـــــــــــن التركيز على المحيط الدولي . كي يوصلوا لهم مايدور من حيف وظلم على الاغلبية الشيعيه في العراق .

اعتقد ان القائمين على هذه الفضائيات يدركون انهم في ساحة حرب للفضائيات , حيث انها لاتقل شراســــــةعن الحرب مع الارهاب الذي يعصف باهل العراق وشيعته . هنا نجد فضائياتنا الشيعية لاتملك القدرة للقيــــامبالدور الكبير والمهم لشرح مدى الظلم والقتل الذي يجري على اتباع اهل البيت (ع) في العراق بشكل خــاصوعلى الشيعة بشكل عام . فالتهجير المستمر للعوائل الشيعية والقتل على الهوية . فلا نراها تركز على هــــذهالاحداث اللهم الا القليل من نقل هذه الاحداث وبعد فترة قصيرة ينتهي هذا الخبر ويطوى ويصبح ارشيف لهذهالقناة الفضائية . وبالمقابل نرى الفضائيات المعادية تكذب وبدون تردد ,وتبالغ وبدون حياء , ولاتراعي أيـــةمهنية اعلامية .لاتعترف بالمفاهيم المعمول بها في وسائل الاعلام من الدقة والمصداقية والمهنية . كلهــــــاشعارات تطرحها هذه الفضائيات المنافقة علينا بين استراحات برامجها . الخبر عندها لابد ان يذاع وفـــــق مايناسب سياستها فتفسره على مقاس الثوب الذي ترتديه . فلا معنى لأي شيء اخر عندها مع ان الخبر هو نقلعن حدث . تخرج علينا بالتضخيم والتهويل لكل شيء يمس طائفتها حقا كان ام باطلاُ .

فعندما يرى المشاهد والمتابع لهذه القنوات الناعقة يتصور ان سنة العراق قد ابيدوا عن بكرة ابيهم . انهــــــــميجيدون اللعب في الاعلام كلعبهم في الساحة السياسية يجيرون اعلامهم خدمتا لما يؤمنون به . فلايراعــونلمفاهيم الاعلام وشعاراته البراقة . لااقول على اعلامنا ان تتبع نفس الطرح من الكذب والأفتراء وتبالـــــــــغوتضخم . بل لابد من الكيفيية في طرح الاحداث وايصال كل الذي يدور من ظلم واعتداء على شيعة العـــراقوتبيان قضيتهم الشريفة وابراز مدى الظلم في زمن الطاغية وفي هذا الزمن ولكن ليس بمفهوم اعلام معارضةاو اعلام اقلية لاصوت له ولامكانة له في الساحة العراقية . ان الذي يحدث على الاغلبية الشيعية من قبــــــلالتكفيريين والصداميين وقنواتهم المزيفة للحقائق في داخل العراق وخارجه من قنوات العربان .افلا يستحق الاهتمام من فضائياتنا ان تعمل بكل جهدها كي تطرح وتهتم بقضايانا والظلم الذي يقع علينــــــامن اعلامهم المضاد وفضائياتهم .

للاسف نرى اعلامنا مشتت في خطابه وضعيف بتقنياته والعاملين فيه ليسوا في المستوى المطلوب .لماذا وهنا من حقنا ان نتسائل أليس نحن الاغلبية في العراق ولانملك قناة فضائية واحدة تجمع الخطـــــــابالشيعي وبتقنية كبيرة ومتطورة وبطرح قوي وبكل حدية واسلوب يضاهي الاساليب لباقي القنوات العربيةالتي تصب الغضب والحقد على شيعة العراق .

لااشك ولو للحظة اننا لانملك الاموال والقدرات الاخرى على تاسيس مثل هذه القناة . ولكن بالتاكيد تنقصناالارادة الموحدة في اتخاذ القرار لتاسيسها . واذا بقي الحال على هذا الشكل فان اعلامنا سوف يبقى غيـــــرذي اهمية كبيرة . فقط اهميته تكمن في متابعة المتعاطفين معه والمتابعين له وهذا ليس هدف بحد ذاتـــــــــهبل المفروض الهدف الكبير هو ايصال رسائلنا الاعلامية والتي هي عبارة عن طرح المظلومية والافتراءالذي يصيبنا الى العالم الخارجي والتاثير على الراي العام ولاسيما المهتمين بالقضية العراقية .فهل من المعقول تبقى شعوب العالم تشاهد فضائياتهم الناعقة بالكذب والتزييف وقلب الحقائق ونحن لانملكسوى المتابعة مع شعوب العالم لهذه القنوات فيبنون اصحاب الراي العام ويقررون على مايشاهدونه من هذهالقنوات , وفضائياتنا لاتحرك ساكنا وهي لاتكاد تخرج من حدود العراق .

ان الحروب التي تدور الآن هي حروب اعلامية تدار بالاخص من خلال الفضائيات وعلى شاشات التلفــــــازالتي تدخل على البيوت وبدون استأذان .. تسائل مشروع ومبرر هو متى يرى الاغلبية الشيعية النور فــــــيسماء العراق لفضائية تجمع الشمل المشتت وتوحد الخطاب وتجعل العالم وهو مضظر ان يشاهدها ويهتـــــــمبها ويدرك انها لاتقل اهمية من غيرها من القنوات المعاكسة من امثال الحزيرة الخبيثة والعربية التي تعــــــجبكل سموم الطائفية . لاعذر لنا اذا بقينا بهذا الضعف الاعلامي , نعم نملك الفضائيات وهي كثيرة والحمد للهولكن مشاهديها متوزعين وحسب الولاء والحب لهذه القناة اوتلك القناة لكونها تابعة لهذه الجهة اوتلك . هـــــلهذه قنوات نستطيع ان نتصدى لاعلام خبيث بطرحه واسلوبه يملك كل مصادر القوة والقدرة للايصال كــــلرسائله للمحيط الخارجي . لاتملك قنواتنا اية مكاتب في خارج العراق ولامراسلين او مندوبين كونها انشــــأتللعراقيين فقط ولاحبابها . لانلمس منها الجهاد والتفاني كي تكون عمومية بطرحها وواسعة في آفاقها .اتصور ان رسائلها الاعلامية لاتتجاوز حدود الوطن فلا اهتمام عربي ودولي بها ولايخشى الاعلام المضـــادمن طرحها وفكرها واستراتيجيتها لانها تبقى ضعيفة ولاتقبل ان تخرج من طور الطفولة وتخشى مناطحــــتباقي الفضائيات .

 لااريد ان اكون متشائماُ بقولي فاننا لاشك نملك عدة قنوات تاثيرها افضل من غيرها مـــــــنشقيقاتها الشيعية . والمثال على ذلك قناة الفرات الفضائية ولكن لاتزال حدود تأثيرها ضعيف وليس بمستـــوىالمرحلة التي يمر بها العراق وبالاخص الشيعة فهي تبقى لاتملك المراسلين والمكاتب خارج حدود الوطــــــنوهذا مهم جدا كي تعلم القناة مالذي يفكر به الغير ومايقال عن الذي يدور في العراق وعلى الاغلبية الشيعيــــة.مهم جدا ان تعرف القناة كيف تبني سياستها للايصال المهم والذي يخدم قضيتنا ومن خلال مايقال خـــــــارجالوطن وتكون على علم ماهو المطلوب منها في رسم الخطوط المهمة كي تجعل الراي العام الدولي يتعاطـــفمع قضايانا في الوطن .

نتمنى ان نرى قناة تخرج علينا من قلب العراق تحمل هموم الشيعة في العراق وفي العالم ايضا ويكون خطابهاخطاب جميع الشيعة ,رسالتها الاعلامية موحدة , الطرح الذي تتبناه يكون اقليميا وعالميا وهذه امنية الاغلبيــةالشيعية في العراق وحتى في باقي دول العالم العربي والاسلامي . كلنا شوق وأمل ان يتحقق هذا .نحن لانشك ان قياداتنا السياسية والدينية وكل اصحاب القرار السديد يعلمون بذلك . نبقى ننتظر منكم تلبيــــــةهذه الامنية .... مع كل التقدير والحب . والله ولي التوفيق ..ناصر الفرطوسي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو محمد
2006-11-29
الاخ الفرطوسي المحترم الساحةالشيعية زاخرة بالامكانات الاعلامية لكن العيب في قيادات الشيعة انفسهم فهم لايدعمون ايةجهة اعلاميةولايقيمونها الاويريدون منها ان تكون مؤسسة عائليةلجمع شمل العائلة بغض النظر عن امكانيات هؤلاء هذا من جانب والجانب الاخر يسعى هذا القائد وذاك الى جعل هذا المنبر الاعلامي بوقا لتلميع صورته وجيش يقاتل في خندقه الشخصي اقول هذا وكلي الم وانا انظر الى الواقع الشيعي المؤسف الذي نعيشه
علي الظاهر
2006-11-29
الأخ ناصر الفرطوسي المحترم تحيه لك على هذا المقال وأنا أشد على أياديك في الأستمرار بطرق هذا الموضوع الحيوي. نحن لسنا بحاجة إلى فضائيات موجهه إلى أهلنا في الداخل فقط ، ورغم أهمية ذلك إلا أن الضرورة الملحة تقتضي باصرار التوسع في إطلاق فضائيات ناطقة باللغتين العربية والانجليزيةمعا وبمواصفات عالمية، علينا أيضا أن ندرك أن كوادرنا ما زالت غير مؤهله لمثل هذا المستوى ويجب الاستعانة بخبراء لهم باع لنخاطب العالم الخارجي بلغتهم ومفاهيمهم التي لسنا ببعيدين عنها إطلاقا وهذا ما يجب أن نركز عليه اليوم!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك