المقالات

لا تدينوا ولا تشجبوا بل فعّلوا قانون مكافحة الارهاب

1699 23:50:00 2006-11-28

( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

لا تكاد تنتهي صدمة أو ينتهي حزن والم ومعاناة حتى يصاب العراقيون بصدمة أخرى وآلاماً اشد وأقسى من سابقاتها، فهذا المسلسل الدامي سوف لا ينتهي ولا يتوقف عند حد ابداً طالما أن ابواق المحرضين على الارهاب وعلى الحرب الطائفية لا زالت تنعق بشرورها صباحاً ومساء وجهاراً على مسمع ومرأى من الحكومة العراقية وتحت قبة البرلمان وفي بعض الفضائيات المحلية وتحت سمع وبصر قوات الاحتلال التي ترفض الى الآن تسليم الملف الامني للعراقيين لمواجهة ما عجزت عنه هذه القوات او لنقول تساهلت مع مرتكبي هذه الجرائم الشنيعة طالما أنها لا تستهدفهم.

إن عبارات الاستنكار والشجب والادانة سوف لا تعيد الارواح الى الاجساد الطاهرةالتي سقطت في هذه التفجيرات الحاقدة على كل ما هو عراقي بغض النظر عن الانتماء المذهبي أو العرقي، ذلك لان هناك من لا يمكن ردعه بهذه الادانات بل يمكن ردعه بالقوة لانه لا يفهم غير هذا المنطق.

فمنطق القوة هو الذي يستطيع وقف الارهاب عند حده، واذا ما فعّلت الحكومة العراقية قانون مكافحة الارهاب وتوسيع دائرته ليشمل الجميع بدون أستثناء أو مجاملة أو محاباة لان القانون فوق الجميع فسوف نرى أن العمليات الارهابية هذه ان لم نقل ستنتهي بالكامل سوف تتراجع معدلاتها بشكل كبير.

الداعون الى تأجيج الفتنة والحاضون على الارهاب هم ليسوا بخافين على احد حتى أبسط المواطنين يستطيع ان يؤشر إليهم فهم معروفون ومشخصون وإن تصريحاتهم العدوانية ضد اغلبية الشعب العراقي وأتهامهم بـ(الصفوية)مرة وبـ(الروافض) مرة اخرى وعملاء ودعاة التقسيم الى غيرها من الاتهامات الجاهزة التي يراد بها سحق هذه الاغلبية وتخريب العملية السياسية والاطاحة بالديمقراطية تمهيداً لعودة المعادلة الظالمة التي كانت السبب الرئيسي في ارتكاب هذه الجرائم المروعة فهم بلا شك شركاء في هذه الاعمال ولا بد لقانون مكافحة الارهاب أن يطالهم وعلى الفور وكشف مؤامراتهم ومخططاتهم الشيطانية، وبعكسه سوف تظهر الحكومة على انها ضعيفة لا تستطيع توفير الامن والاستقرار وعاجزة عن حماية ارواح المواطنين وهذا ما يريده دعاة الحرب الاهلية ودعاة الشر والظلام.

العراقيون يعلمون أن التحديات التي تواجهها اجهزة الدولة كبيرة وكثيرة ومتنوعة وتخضع لتقاطعات وتشابكات دولية وأقليمية وأجندات يغذيها الخارج بشكل عام والتقاطعات السياسية المحلية بشكل خاص، وهذا لا يعطي المبرر للحكومة العراقية أن تسكت عن هؤلاء ولو الى حين اذ لا بد من المكاشفة والمصارحة امام الرأي العام المحلي والاقليمي والدولي ليقف الجميع على ما يقع في العراق من كوارث ومآسي في الملف الامني والفساد الاداري والمالي ونقص الخدمات.

الكل يعلم أن الارهاب ليس له دين ولا وطن ولا اخلاق ولا عقائد وهذا ليس بجديد على أحد، لكن هذا-الكل-يريد أن يعرف حقيقة ما يقوم به القضاء العراقي في محاسبة هؤلاء المجرمين وهل يعقل مثلاً ان يحكم مجرم قتل عشرات الابرياء بالسجن لمدة اعوام هل هذا هو الحكم العادل الذي ينصف المظلومين ويأخذ بحقوق اولياء الدم من الجاني، اليست هذه الاحكام غير النزيهة تشجع اولياء الدم لاحقاً بأخذ ثأرهم من الجناة؟! اوليس ذلك شكلاً من اشكال التصعيد والتشنج الواقعي؟.

العراقيون يطالبون المسؤولين في هذه الدولة من اعلى السلطة الى اصغر موظف إن لم يستطع النهوض بمهماته وما املاه عليه ابناء الشعب العراقي في الحفاظ على الارواح والاعراض والممتلكات فليترك مقعده لمن هو أجدر منه وليرحل غير مأسوف عليه، لكي لا تتكرر جرائم القتل العشوائي سواء في مدينة الصدر الباسلة او في الحرية او تلعفر او في باقي مناطق العراق التي يتساقط ابناؤها يومياً سواء من السلك العسكري او المدني او من عموم المواطنين الابرياء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك