( بقلم :عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )
عادة ما تقترن الافعال - اية افعال- بنتائجها ولاشك ان فعلاً كالذي شهدته مدينة الصدر ليلة الجمعة الفائتة كان ينطوي على ابعاد هامة وخطيرة اقلها ان تكون تلك العملية الخرقاء مفتاحاً لحرب اهلية طائفية يراد لها ان تمتد لتجعل من العراق والمنطقة هشيماً لنار لا تنطفئ.
لكن الذي انطفأ قبل ان تنطفئ حرائقهم ومفخخاتهم في تلك العملية الغادرة ذلك الرهان الاجوف لتبدأ بعده حرائق حقدهم وهم يرون ويشاهدون العالم كله وهو يصطف الى جانب ضحايانا وقوانا السياسية وعمليتنا السياسية التي ترفعّت فوق جراحاتها وخلافاتها وبدت وكأنها كتلة واحدة متراصة عبرت بلسان عربي مبين عن رفضها وشجبها واستنكارها ورفضها المطلق لاعمال كهذه. انهم يريدون ان يجرونا الى حرب اهلية والى تصادم اجتماعي ونحن لا نريد ذلك بل اننا لا نرى في قتل الابرياء غير الاجرام والارهاب بعينه.
صحيح ان للارهاب في العراق اسباب داخلية واخرى خارجية لذلك فنحن نؤكد دائماً وابداً بحتمية ان يكون هناك تحرك داخلي وآخر اقليمي ودولي لتعضيد حركة الدولة العراقية في مواجهتها المحتدمة ضد الارهاب.نحن متفائلون جداً ونحن نرى قواعدنا وامتداداتنا الجماهيرية وهي تزداد تفاعلاً مع قياداتها كلما ازداد الارهاب شراسة وهمجية وبالتأكيد ان من ينظر الى هذه القاعدة المليونية الجماهيرية سوف لن تزيده المواجهات الغادرة الا قوة واصراراً في المضي قدماً نحو انجاز واتمام وتحقيق ما تبقى من الاهداف المصيرية التي قطعنا على طريقها شوطاً طويلاً.
بالتأكيد ان خصومنا من البعثيين والتكفيريين سوف لن يكتفوا بجرائمهم التي كان اخرها المجزرة الرهيبة التي شهدتها مدينة الصدر البطلة خصوصاً بعد ان فشلت رهاناتهم ازاء هذه العملية وبعد ان شاهدوا العالم بمختلف اتجاهاته قد اظهر تضامناً انسانياً وجدانياً اخلاقياً فريداً مع ضحايا المجزرة ومع العراقيين عموماً لذلك يجب ان نكون اكثر يقظة واكبر جهوزية لمواجهة القادم من مثل هكذا جرائم عدوانية لئيمة وهذا ما يزيد من مسؤولية الحكومة والسلطة التشريعية في آن معاً في الحفاظ على امن البلد ، وربما اثبتت هذه الاحداث ضرورة وصحة وحتمية وجود اللجان الشعبية القادرة على حماية مناطقها من كل وافدٍ ودخيل ينتمي للعصابات الاجرامية التي تريد ان تشعل نار الفتنة في كل البلاد.
ان ما افرزته تلك العملية الاجرامية من مآسي وكوارث بشرية ونفسية ومادية فأنها افرزت ايضاً معانٍ وطنية رفيعة وضعت الفاعلين في دائرة الهزيمة ووضعتنا نحن في ميدان الانتصار.
https://telegram.me/buratha