المقالات

جريمة الخميس الاسود وابعاد المؤامرة

1846 03:42:00 2006-11-27

( بقلم : نعيم العكيلي )

العمل الارهابي الذي تعرضت له مدينة الصدر في الخميس الاسود الموافق للثالث والعشرين من تشرين الثاني ينبغي ان يكون حدا فاصلا بين مرحلتين من عمر العملية السياسية الجارية في العراق , هذا ما نتصوره لان القتل العشوائي على الهوية والذي تدور رحاه في المناطق المتوترة في البلاد بلغ ذروته في جريمة الخميس الاسود بعد ان بلغ الارهابيون في تحديهم لمقدسات المسلمين عموما وشيعة اهل البيت ذروته بتفجير مرقد الامامين العسكريين (ع) في سامراء .

 نقول ينبغي ان تكون جريمة الخميس الاسود الذي تعرضت له مدينة الصدر حدا فاصلا لعمل الدولة بسلطاتها الثلاثة التنفيذية والتشريعية والقضائية لان الالجريمة كشفت عن مدى المخطط الارهابي وسعته واهدافه , فهو اكبر عملية قتل جماعي يتعرض لها السكان المدنيون منذ سقوط النظام الدكتاتوري وهو عمل نوعي من خلال ملاحظة مايلي :

1- ان منفذيه عمدوا الى ايقاع اكبر عدد من المدنيين في مدينة يزيد سكانها على مليونين ونصف المليون نسمة حيث توزعت سيارات الموت على الاسواق والاماكن المكتظة في مختلف انحاء المدينة0

2- العدد الذي استخدمه الارهابيون من سيارات الموت , فلاول مرة يستخدم هذا العدد في عملية ارهابية ضد هدف واحد في وقت واحد .

3- تعرض مجمع مدينة الطب القريبة من مكان التفجيرات الى هجوم مسلح تزامن مع التفجيرات وهو يكشف عن جانب من الخطة الارهابية بتعطيل المؤسسات الطبية لمنع نقل الجرحى اليها .

هذا هو الوصف الميداني لجريمة الخميس الاسود والمستخلص من ذلك مايلي :

1- ضعف العمل الاستخباري

2- عدم وجود خطة امنية حقيقية تنفذ على الارض وان كل الذي يجري من قبل المعنيين بيانات لعمل عشوائي يفتقر الى التنسيق والدقة على الاقل في حماية التجمعات السكانية المهمة في قلب العاصمة وحواليها

3- ان الارهايين ومن يدعمهم يعملون دون خوف من اجهزة الحكومة ويتمتعون بمساحة كبيرة من المكان والزمان للتخطيط والتنفيذ .

3- تورط القوات الامريكية في العمل الارهابي على الاقل بصورة غير مباشرة في مدينة الصدر , وذلك لوجود الدوريات الامريكية والطيران الذي يغطي سماء المدينة منذ مسرحية خطف الجندي الامريكي .

 جريمة الخميس الاسود ضد مدينة الصدر ليست في مداها تقف او تقتصر على ما اشرنا اليه وما وصفناه , فللجريمة خلفيتها السياسية والاستراتيجية لانها وان جاءت في سياق المسلسل الارهابي الذي يستهدف المواطنين عموما وشيعة اهل البيت بوجه اخص الا ان رياحها الصفراء تحمل حقدا وكراهية قل نظيرها وتنطوي على غايات تصعب على المراقب الاحاطة بها  الجريمة اقترنت بذكرى استشهاد اية الله محمد محمد صادق الصدر وفي ذلك دلالة على معاداة القوى المنفذة والموطئة لخط الشهيد الصدر وهو الخط الثوري الرافض للهيمنة والاستئثار بالحكم على حساب حقوق مكونات الشعب الاخرى .

 ان اقتران جريمة الخميس الاسود في مدينة الصدر بالذكرى يشير الى تحالف دنيء وقذر بين بقايا البعث والقاعدة وهذه القوى جاهرت بمواقفها وعدائها من خلال دعوتها المستمرة لاستئصال تيار الشهيد الصدر على سعته وتنوع العاملين فيه من حيث الرؤى والمواقف وما الدعوة الى استمرار حصار مدينة الصدر الذي فرضته القوات الامريكية في مسرحية اختطاف الجندي الامريكي واعتبار رفع ذلك الحصار الظالم انطلاقا للارهاب باتجاه مناطق بغداد الا واحدا من تلك المواقف المشبوهة والتحريضية ضد المدينة .

 جريمة الخميس الاسود جاءت بعد يومين من تصريحات حارث الضاري رئيس هيئة علماء السنة في مصر بان الشيعة والاكراد يسعون الى تقسيم العراق وفي تلك التصريحات على بطلانها دعوة للقتل والابادة ضد اغلبية الشعب العراقي حيث يشكل الشيعة والاكراد 85% من الشعب العراقي ولم يكتف الضاري , بدعوته تلك للقتل والابادة بل اعقبها بتصريحات بعد جريمة الخميس الاسود دعا فيها الدول العربية الى عدم الاعتراف بالحكومة العراقية المنتخبة .

 ومما سبق الجريمة ومهد لها ايضا بنظرنا تلك الوقاحة التي ظهرت عليها فضائية الزوراء المرتبطة بالنائب مشعان الجبوري حيث دأبت منذ انكشاف وحَلِ الفساد والسرقات الذي غرق فيه رئيس كتلة المصالحة والتحرير على وصف الشيعة وهم حوالي سبعين بالمئة من الشعب العراقي بالصفويين الايرانيين وسمتهم بالمستوطنين داعية الى اعلان الحرب عليهم وابادتهم وكذلك تمجيد الاعمال الارهابية لتنظيم القاعدة واقتران هذا التمجيد باناشيد حماسية تعود لعهد الطاغية صدام .

 قلنا في مرات سابقة ان عمليات التهجير القسري التي تعرض لها الشيعة من مناطق سكناهم التي يعتبرون فيها اقلية وسط المكون السني خصوصا في مناطق حزام بغداد تهدف الى تطويق العاصمة بغداد وتصفية اغلبيتها الشيعية , ومضى هذا المخطط في طريقه في مناطق جنوب بغداد وشمالها وشرقها وغربها وانتقلت يد التهجير الى اقتلاع الاسر الشيعية في مناطق الكرخ من بغداد فشهدت مناطق الدورة والاسكان وحي العدل والجامعة وسبع البور وغيرها من الاحياء عمليات تهجير واسعة ولم يبق من اكتمال المخطط غير الرصافة واحيائها ولم يبق امام القائمين على هذا المخطط سوى عمليات ارهابية نوعية تثير الرعب في صفوف السكان الشيعة في الرصافة فيضطر اكثرهم الى مغادرة العاصمة . وبالنظر الى واقع الاحداث فان مدينة الصدر بثقلها السكاني وبصلابة ابنائها وارتباطهم بقياداتهم الدينية تعتبر السد المانع بوجه غلاة الوهابية وتنظيم القاعدة وغلاة السياسيين السنة وفي هذا السياق جاءت جريمة الخميس الاسود . اين تقف دول الاقليم من الارهاب في العراق عموما ومن جريمة الابادة التي تعرضت لها مدينة الثلاثة ملايين نسمة خصوصا ؟ هذا مانتناوله في مقالة قادمة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك