( بقلم : اسعد راشد )
ماذا يعني ان تقوم القنوات العربية (الجزيرة والعربية واضرابها) باستضافة متهم مجرم قد صدرت بحقه مذكرة توقيف والتحقيق في مؤتمر صحفي على الهواء المباشر يهاجم الشرعية الدستورية للحكومة المنتخبة ويطلق عليها من امام مرأى ومشهد الملايين صفات نابية وقبيحة وتتهمها بشتى التهم البغيضة ؟
ماذا يعني ان يقوم مجرم ارهابي ملاحق من قبل العدالة بشن حملة اعلامية واطلاق مواقف مخزية من مصر الدولة التي تدعي انها تسعى لاحلال الامن والسلام في العراق والمنطقة ؟
ماذا يعني سكوت الحكومة المصرية على تلك التصريحات الحاقدة والمواقف العدائية التي اطلقها الضاري تحت قبة نقابة الصحافيين المصريين التي قدم رئيسها الطائفي ذلك المجرم كأحد رموز "الحركة الوطنية"؟
ماذا يشكل الضاري من اهمية وما هو موقعه الرسمي واي صفة يحملها كي يتبرع الاعلام العربي فضائيات وصحف لتنقل مباشرة المؤتمر الصحفي لهذا المجرم الافاك اللعين ؟
انه التحدي الواضح والصريح من قبل العرب وانظمتهم واعلامهم القبيح الطائفي للشرعية القائمة في العراق ‘ انه المخطط الخطير الذي يجري تنفيذه على نار هادئة لتدمير العراق واحراقه وقتل شعبه وخاصة شيعته .
وهل تجهل الفضائية العربية او الجزيرة الحاقدتين والمحرضتين على الفتن والقتل الارهاب والقتل الطائفي في العراق موقف الحكومة العراقية الرسمي وموقف رئاسة الجمهورية وموقف اكثرية الشعب العراقي من المجرم الارهابي الضاري ؟ اليس هذا الاستخفاف والاستهتار الذي تمارسه تلك الفضائيات يشكل تحديا للحكومة العراقية المنتخبة وللشرعية التي تسعى تلك الاطراف وباتفاق مع حكومات العرب لاسقاطها والتشكيك فيها ؟
مصارد مطلعة تقول ان الضاري لم يتمكن من توجيه هذا الخطاب التحريضي الطائفي لو لا حصوله الضوء الاخضر من السلطات المصرية ضمن برنامج ومخطط خطير يجري اعداده بمساعدة الدول الخليجية وخاصة الامارات والسعودية للتصعيد من اعمال الاجرام والقتل في العراق ولاحراج الامريكيين باقصى ما يستطيعون ليسحبوا من تأييدهم ودعمهم لحكومة المالكي وبالتالي التمهيد لحرب داخلية شرسة في العراق او الانقلاب الذي لن يسلم منه احد فيما لو وقع حيث نتائجه هي ذاتها اي الحرب الاهلية .
لقاء الضاري برئيس الاستخبارات المصرية ومن قبل برئيس الاستخبارات السعودية وتوافد كل رؤوس الشر والارهاب على عمان والقاهرة والرياض وابوظبي يكشف عن وجود ذلك المخطط الذي يسعى اليه النظام العربي الرسمي وهو بالتحديد موجه ضد العملية السياسية في العراق وضد الشيعة الذين بدأو اخيرا بحملة دفاعية عن كيانهم ووجودهم في وجه الهجمة الشرسة الطائفية التي تقودها الحكومات العربية وووسائلها الاعلامية ‘ والغريب في الامر ان الامريكيين الذين تم استغفالهم والضحك عليهم بل وتمرير مخطط الانظمة العربية عليهم سوف يكونون اكثر واول المتضرريين لكون ان المخطط في الاساس جرى اعداده لضرب مشروعهم الديمقراطي ولاجهاض العملية السياسية التي ترعاها في العراق ..
ان خروج الضاري على وسائل الاعلام بهذا الشكل الهستيري والتغطية المباشرة التي لقاه من قبل فضائية العربية والجزيرة وغيرها في وقت واحد وتزامني يكشف عن نوايا خطيرة وسيئة يخبئها الاعراب وهي بالطبع يدركها الشعب العراقي والاحرار من شيعته الا ان انه من المستهجن بعد ذلك المؤتمر ان يتم السكوت عليه من قبل الحكومة العراقية ولا تقوم بالرد على الحكومة المصرية واستفسار عن ما يفعله الضاري المجرم والارهابي في مصر ‘ ان شعب العراق يتوقع من حكومة السيد المالكي ان تقوم باتخاذ اجراءات سريعة ضد الحكومة المصرية وضد نقابة المنافقين وضد فضائيات العهر العربية والجزيرة وان لا تسكت على مثل ذلك الاستخفاف والاستهتار والاهانة التي وجها ذلك الارهابي والاعلام لشعب العراق وحكومته والسكوت عليه هو بحد ذاته جريمة وتشجيع على العدوان .
نحن نعتقد ان ما يجري في القاهرة وبعض عواصم العرب وما قام به الاعلام العربي اخيرا وكذلك وكالة رويتر المخترقة من قبل الارهابيين والطائفيين والمنحازة ضد شيعة العراق كل تلك الامور تمثل نذير شؤم وحركة محمومة من جانب الانظمة السنية لابادة شيعة العراق ولاعادة الحكم الى القتلة والاقلية الظالمة .
ان الموقف المطلوب هو ان يكون المسئولون والقيادات الشيعية والمرجعيات الدينية على قدر كبير من الوعي واليقظة من مؤامرة الاعداء الارهابيين والطائفيين ومن مخطط الانظمة العربية التي تسعى لاعادة السلطة الى الارهابيين والسنة تحت عناوين خادعة ومخادعة يخدعوا بها الجميع ومنهم الامريكان.
المطلوب هو رص الصفوف وعدم التنازل عن الحقوق والمكتسبات والتسلح بكل الوسائل المطلوبة للدفاع عن وجودنا وكياننا الذي اصبح يهدده العربان من كل حدب وصوب .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha