وجوب التزام الحكومة بتكليفها الشرعي الذي دفع أبناء مدينة الصدر لانتخابها والولاء لها القوات متعددة الجنسيات تتحمل مسؤولية فرض الأمن وكافة الخسائر والإضرار في العراق لحين تأهل القوات العراقية حسب القرار الصادر من مجلس الأمن الدولي ذي الرقم 1546........................ ( بقلم : المحامي طالب الوحيلي )
كيف اتفق مع عدنان الدليمي وهو لا يريد ان تتدخل الدولة فيما يجري في محافظة ديالى،ولا يعترف بسيطرة قوى الإرهاب على منطقة هبهب وهي معقل الزرقاوي وخليفته ،قائمقام بعقوبة يدعم الإرهابيين، وغيره من بعض المسؤولين في مجلس المحافظة ضالعون بدعمهم لتلك الزمر من خلال اعترافات قضائيا لمن القي عليهم القبض ..انه صوت النائب البرلماني طه درع السعدي ،في الوقت الذي أطلق الدليمي عقيرته متباكيا بعدما افتقر خطابه الى الحصافة والاحترام وكأنه في (سوق الغزل) وليس مجلس النواب الذي لا يشكل فيه سوى أقلية ظالمة لايمكنها ان تمثل السنة العرب معلنة كفرها بشعبنا ووطننا بعد ان استحلت (ميليشياته) التكفيرية والصدامية حرمة الدم العراقي ،معقبا على خطاب الشيخ جلال الدين الصغير الذي يدعو فيه الى نبذ العنف والفتنة الطائفية ومنع التهجير القسري حسب الهوية المذهبية ، لاسيما التمادي في طرد وتهجير سكان حي العدل وحي الجامعة في قلب بغداد كونهم اتباع اهل البيت ، مكذبا حملة التطهير العرقي التي تتبناها تلك الزمر وبعلم الدليمي ، وليسال عن (الشيعي) ذي الدار المحاذية لداره في حي العدل ،حيث تعرض هذا الجار الى عدة محاولات لتفخيخ تلك الدار مما اقتضاه الى هجرها ،والرحيل عن حي العدل ،فأين حقوق الجيرة؟!!
الظهور المكثف للدليمي على شاشات التلفزة وإصراره على خطابه الطائفي الذي اقترن به منذ أول ظهور سياسي له كان وما زال السبب الأول للفتنة الطائفية التي أراقت الدم العراقي والتي لا خاسر فيها إلا الشعب العراقي بكافة مذاهبه وأعراقه ،والمستفيدون من ذلك كثيرون على رأسهم الاحتلال والدول الإقليمية وصداما وأيتامه ، فيما يشاع عن قادة كتلة (....) بأنهم محميون من قبل القوات المتعددة الجنسيات ،وان لهم مصالح تجارية معها ،كما ويشاع عنهم تسلمهم أموالا خيالية من دول معينة لا تود استقرار العراق أصلا ،هذا الظهور يقترن بليالي الفاجعة التي ألمّت بمدينة الصدر المظلومة اثر الهجوم التكفيري الصدامي على أحيائها بالسيارات المفخخة والتي تركت كل واحدة منها مجزرة دامية ترقى باجمعها الى كارثة جسر الأئمة من حيث الحزن والمأساة،فها هو يوم الجمعة التالي للفاجعة وقد أحصي عدد الضحايا من الشهداء وتم الاستدلال على المجهولين منهم من خلال البحث عن بقايا تلك الأجساد الممزقة او المتفحمة ،لتنصب في كل قطاع من القطاعات المحاذية للشارع الرئيسي في وسط المدينة عشرات مجالس العزاء ،وسط أجواء من الوجوم والمواساة للجرحى الذين حملوا جراحهم كأوسمة عز ،فيما يرنو الجميع الى الجرحى ذوي الإصابات الجسيمة وهم بين رحمة الله والعناية الطبية المتواضعة ،قطاع 17 وحدة مازال سكانه يبحثون عن عدد كبير من المفقودين بعد ان يأسوا من العثور عليهم بين الجرحى الاحياء .
أماكن الانفجارات ما زالت لم تبارحها آثار الموت والقتل في ساحة مظفر وفي ساحة 55 وسوق الحي وفي المنتصف من المكانين قرب مكتب الشهيد الصدر(رض)،وقد حفل صباح يوم الجمعة بمسيرات التشييع حيث الجثامين محمولة على السيارات ،عائلة واحدة فقدت أربعة ابناء ،ستة أشقاء في سوق الحي تمزقت أجسادهم أشلاء ،أكثر من مائتي شهيد وأكثر من مائتي وخمسين جريحا ،واكثر هؤلاء اطفال ونساء ..الغريب في الأمر ان مجالس العزاء قد أغلقت أبوابها بعد الغروب حين قامت طائرات لقوات الاحتلال بقصف قطاعي 21و22 في الجوادر ،ويالها من مواساة هذه التي تقوم بها القوات التي تتحمل مسؤولية فرض الأمن وكافة الخسائر والإضرار في العراق لحين تأهل القوات العراقية حسب القرار الصادر من مجلس الأمن الدولي ذي الرقم 1546.
أبناء مدينة الصدر أكثر ضبطا للنفس من أي وقت سابق بعد ان تتابعت وصايا ودعوات المرجعية الدينية وزعيم الائتلاف العراقي الموحد ورئيس الوزراء والسيد مقتدى الصدر الذي دعا حارث الضاري بصفته رئيس هيئة علماء المسلمين، ان يعلن تكفير القاعدة و تحريم الانتماء إليها وإعلان حرمة الدم الشيعي،وذلك طلب يختبر به معدن الضاري وضميره وعراقيته ،وكافة الوصايا ومشاعر أبناء العراق تدعو بالمقابل ان تنهض الحكومة بمسئوليتها في تطبيق القانون العراقي على القتلة وانزال القصاص العادل بهم ،مما يعني ذلك وجوب الالتزام بتكليفها الشرعي الذي دفع أبناء مدينة الصدر لانتخابها والولاء لها ،وهذا هو الحد الفاصل بين الشرعية التي نرجوها في الحكومة وبين اعتبارها مجرد وهم وذلك هو الخسران السياسي والشرعي ..
https://telegram.me/buratha