( بقلم : عبد السلام احمد )
فقدت قناة الشرقية خلال فترة إسبوعين ثلاثة من العاملين فيها رحمهم الله تعالى وأسكنهم فسيح جناته وألهم ذويهم الصبر والسلوان، فالعراق يفقد يومياً العشرات من المواطنين الأبرياء نساء ،أطفال، شيوخ، سياسيين، رجال دين، عقول، رجال شرطة، سنة، شيعة، عرب، أكراد، تركمان، كلدوآشوريين،صابئة، أيزيديين، والقائمة تطول ولاتخلو من أحد والعراقيين كلهم هدف حقيقي (للجهاد الأعمى) الذي لايرى ولايسمع ربما يتكلم ولكن كلامه بلغة أخرى لانعرفها ولانفهمها ولو جاءوا بسيبويه ولوا جمعوا كل مترجمي لغات العالم فسوف لايفهمون اللغة التي يتكلم بها هذا الجهاد الأعمى، نعم إنها لغة القتل والدمار والتشريد والتهجير من كل الطوائف وهنا أنا عندما أذكر حالة لاأخص بها طائفة من الطوائف أو قومية من القوميات أو ديانة من الديانات فالكل سواسية يجمعهم عامل مشترك واحد وهو إنهم عراقيون عاشوا وترعرعوا في بيت واحد وأكلوا من صحن واحد وبكوا لبكاء الآخر وفرحوا لفرح المقابل، هذا هو العراقي الأصيل المحب لبلده والداعي للإستقرار الأمني والسياسي، مع قيام البعض ممن يراسلني بإتهامي بالطائفية ووصفي بالصفوي والعميل للإحتلال ولابد لك أن تختار أحد الخيارين، أما تدين عمليات القتل والخطف والتدمير فستكون عميلاً للإحتلال وأما تكون مجاهداً لتكون عراقي شريف والجهاد هنا نوعان جهاد من نوع أبو درع وتستقل سيارة البطة أو مجاهد من حزام ناسف موديل 2006 وعلامة جهادك سيف بتار يقطع رقاب العملاء (والله حيرة الواحد وين ينطي وجهة)،
عموماً لاأريد الخروج من الموضوع الرئيسي ولنعود إلى قناة الشرقية وإلى شهداؤها فقد فقدت قناة الشرقية شهيدها الأول المراسل أحمد الرشيد مرتين مرة عندما إستشهد على أيادي القتلة المجرمين في منطقة الأعظمية والمرة الثانية عندما أخفت القناة حقيقة عملية الإغتيال وحولتها من عملية إستهداف مباشر وتصفية طائفية ( بالغلط) إلى عملية تسليب عادية ولم تذكر هذه الوسيلة الإعلامية إن المجرمين الذين أقدموا على جريمتهم النكراء عندما ثبت لهم باليقين أن ضحيتهم هو من الطائفة السنية قاموا بركن سيارة الشهيد الرشيد على جانب الطريق في منطقة الأعظمية تاركين فيها حاجياته الشخصية ومحفظة نقوده علّها تفيد ذويه بعملية الدفن مع تركهم لقصاصة من الورق موقعة من قبل المجاهدين مقدمة فيها إعتذار رسمي للعائلة على قتل ولدهم والمصيبة أن عائلة الشهيد قبلت الإعتذار على لسان شقيقه الذي صرح من خلال قناة الشرقية المالكة للشهيد بأن العملية هي كانت مجرد سرقة سيارة ونقود وهي عفوية (وعفية للشرقية التي أقنعته للإدلاء بهذا التصريح)،
أما عملية إغتيال الشهيد الفنان وليد جعاز التي حدثت في منطقة اليرموك فقد عبّرت عنها الشرقية بأنها جريمة بشعة وأن الذين قتلوا وليد هم حثالة أكرر حثالة مرة أخرى حثالة، نعم هم حثالة وهنا يتبادر إلى الأذهان سؤال واضح وصريح مفاده من الذين يستهدفون الأرواح البريئة التي تتساقط يومياً بالعشرات في جميع أنحاء العراق؟ هل هم ذات الحثالة الذين قتلوا وليداً أم هم من كوكب آخر؟ فلم نسمع قط في قناة الشرقية يوماً من الأيام أنها تصف القتلة المجرمين الإرهابيين بالحثالة أو المجرمين أو القتلة مع العلم أن وليد وأحمد وعمر وحيدر كاوة وسركون وزهرون كلهم عراقيين ولافرق بينهم ومن هنا نستنتج أن قناة الشرقية مهمتها إهانة الشعب العراقي من خلال مشاهداتنا للبرامج والمسلسلات التي تعرضها القناة إبتداءً بمسلسل الحواسم ومروراً بالتصنيف على العراقيين في برامجهم الساخرة وإنتهاءً بالبزونة وحكاية البزونة أن الشرقية وبهلوانها (سعودة) قد وصفوا البزونة بأنها أحسن من المواطن العراقي والعراقي (طايح حظة، هو منو اللي طايح حظة ياسعودة؟)، فقدت إحترامك بين الناس ياسعد وإنت كذلك ياشرقية والمصيبة أن العراقيين يبحثون عن الضحك القليل وسط الحزن الشديد الطاغي على حياتهم اليومية فضحكوا على الشرقية وعلى سعد وخالتة ولم يفهموا جوهر الموضوع ويعني بالعامية (ميعرفون شنو السالفة).رحم الله شهداء الحقيقة شهداء قنوات الشرقية والعراقية وبغداد والديار ورحم الله كل شهداء العراق الأبطال الذين دفعوا ثمن الحرية ولكنه أي ثمن، الأرواح الغالية علينا جميعاً، ، وليغفر الله لقناة الشرقية لزلاتها المتوالية التي تزيد من هموم العراقيين، ولك الله ياعراق الصابرين.
https://telegram.me/buratha