( بقلم : الدكتور محمد علي مجيد )
يعطينا التسلسل التاريخي للأحداث بعض المواساة التي مرت على محبي أل البيت هذا الخط المستقيم الذي يتساير مع أحكام القرآن الكريم وهذه ليست دعوى تعصب أو حنق أعمى وإنما هي الحقيقة لكل من أراد الإسلام دينا وقد أوضح القرآن الكريم في آيات بينات التصدي الأعمى والحنق الجاهلي لمسيرة القرآن وما ينبغي أن تكون عليه الأمة ومن أمثلة ذلك قوله تعالى :
" وأكثرهم للحق كارهون "
نحن في هذا عرف عنا لطم الخدود والندب على المفقود في حالة المصيبة نظرا لقلة الحيلة والردع المقابل وقد اوهن العزيمة التسلط الجبري على مقادير الأمور منذ وفاة الرسول (ص) حيث تربصت فئات جاهلة بحكم الإسلام أو بالمعنى الأصح دخلت بالإسلام وهي حاقدة عليه وألقت باللائمة على الإمام علي(ع) ومن والاه إلى يومنا هذا ولذلك حاولوا طمس معالم آل البيت مع أن الاتجاه ينبغي الرفع من شأنهم لأسباب عدة منها أن جدهم النبي(ص) وإنهم من سلالة قريش عرب اقحاح .
إذن ما الذي جعل هؤلاء الأعراب يبتعدون عن الخط الصحيح؟ ولماذا وضعوا كل العراقيل في طريق أهل البيت وحاربوهم؟ ثم قاتلوهم وارتكبوا جريمة لم تغتفر إلى يوم القيامة وهي مقتل الحسين وأصحابه (ع) في كربلاء.
لقد ورث القوم الحاضرون تلك الخسة ومنهم على جهل ومنهم من أخذته العزة في الإثم لذلك تلقوا إزاحة الحكم العفلقي من العراق بريبة فقد مالوا إلى السكينة في بادئ الأمر ليستوضحوا هل الاحتلال الأمريكي يرجح كفة علي أم كفة معاوية وهم يعلمون علم اليقين أن من ناصب صدام العداوة وأراد إسقاط نظامه هم محبي آل البيت لذلك لابد أن يعطوا شيئا من الحكم ولو على سبيل المواساة لذلك كما هو معلوم بدأت طلائع حقدهم وتجمعات شتاتهم بالتصدي لأي اسم يظهر يتولى حكما غير الذي يريدون واخذوا يحثون الخطى للتقرب من المحتل في سبيل إبعاد أي تفرد شيعي في الحكم ولما كان تيار التغير جارفا نظرا لمظلومية أكثر الناس والميل نحو الإنصاف سارت الرياح بما لاشتهي السفن .
لذلك استنهض هؤلاء الأعراب الهمم واتبعوا شتى الطرق التي يبتعد عنها أي سلوك إنساني بل حتى الحيواني فأخذوا ستار الدين في التغطية لمحاربة المحتل الأمريكي وهي دعوة حق يراد بها باطل ولكن المخلصين ممن يريدون للعراق خيرا بعد تماثله للشفاء من سرطان كاد أن يفضي عليه وبمؤازرة من المرجعية الرشيدة مدوا يد الإسلام إليهم باعتبارهم إخوة بالدين وهم يعرفون دسائسهم وما كان من حارث الضاري والحزب الإسلامي الأخ أمثلة حية على أن ألأول وجه للقاعدة والثاني وجه لحزب البعث وقد تسللوا إلى مفاصل الدولة وأظهرت مئات الشواهد على مفخخاتهم وعبواتهم وأحزمتهم الناسفة واستهدافهم مناطق شيعية وهم يتباكون من جانب آخر على أنهم مستهدفون ينطبق عليهم المثل:
(ضربني وبكى، سبقني واشتكى)
وقد ساندتهم دول الجوار العربية واعتبروهم مظلومين وآوا فلولهم من البعثين العتاة وزودوهم بالمال والعتاد ومعظمها من أموال الشعب العراقي التي سرقت تحت ستار الجريمة المنظمة، أما الشعب العراقي من مختلف مذاهبه من أتباع آل البيت إلى السنة المعتدلون والكرد الطيبون والتركمان والمسيحيون ممن عانوا فاصبحو فريسة مفخخاتهم وأخذنا في لطم الخدود وندب المفقود في كل عملية تفجير واتبع ذلك التهجير والقتل على الهوية فهل نبقى هكذا؟
أن الإحداث الأخيرة والحملة المركزة على قتل الأبرياء في مخابزهم والعمال في مساطرهم والتباكي على صدام والضاري ألا ترجمة واقعية بما نفوس هؤلاء من حقد وتدمير لمقومات شعب أراد الحرية لذلك لابد من حزم للأمور وان يردع المسئ ردعا جازما فهو أما مع المسيرة الوطنية عندما دخل في العملية السياسة وان يكون جزءا من الحكومة وإسنادها وأما الاستقالة منها ويشكل جانبا لمعارضتها أن هي أساءت.
لقد أثبتت التجارب أن التساهل يشكل ضعفا بل هو من أسباب اللطم على الخدود وندب المفقود
https://telegram.me/buratha