( بقلم : علي حسين علي )
تحاول بعض الاطراف السياسية ووسائل الاعلام الطائفية ان تلصق الكثير من جرائم الاختطاف والقتل الجماعي اللذين يتعرض لهما العراقيون بالشرطة والحرس الوطني، مدعية في نهاية كل خبر عن مثل هذه الجرائم بان الفاعلين كانوا يرتدون ملابس الشرطة او الحرس الوطني ليؤخذ من ذلك منحى او يراد منه ترسيخ قناعة بان الشرطة والحرس الوطني يعملان على قتل العراقيين بدلاً من حماية ارواحهم وممتلكاتهم. والهدف من وراء ذلك معلوم ولا يحتاج الى اطالة التفكير به للوصول الى غرس قناعة ظالمة هي: ان الشرطة الوطنية والجيش انما يشكلان امتداداً للميليشيات بعد ان تم دمج بعض منتسبيها بالاجهزة الامنية قبل اكثر من عامين.
غرض سيء وراء ادراج الكثير من العمليات الاجرامية تحت مسؤولية الشرطة والجيش ولاظهار هذين الجهازين الوطنيين اللذين حميا حياة العراقيين وقدما الالاف من الشهداء وكأنهما متورطان بقتل المدنيين، خلافاً للحقيقة والواقع المعيش او لعل هناك هدف اخر وراء اطلاق مثل هكذا اكاذيب، فالشرطة والجيش قد استطاعا ان يلحقا الكثير من الهزائم بفلول الارهابيين من تكفيريين وبعثيين، واطلاق نعوتاً سيئة عليهما والمطالبة من قبل بعض الاطراف السياسية الطائفية بما يسمى بـ(التوازن) الطائفي داخل الجهازين الامنيين، القصد منه التعتيم على نجاحهما اولاً، ومحاولة لاضعافهما باستقدام عناصر بعثية او طائفية وادخالها ضمن الاجهزة الامنية لتكون مخبراً للارهابيين وعيوناً لهم على نشاطات وفعاليات الشرطة والجيش ثانياً.
لا يمكن ان نقول بان جميع منتسبي الشرطة والجيش هم من الوطنيين المخلصين والمضحين فقد تسللت الكثير من العناصر البعثية اليهما في وقت من الاوقات،عند بداية تشكيلهما،وقد تولت العناصر تلك مسؤوليات قيادية لدرجة ان مسؤول حماية رئيس الوزراء الاسبق كان دليلاً للارهابيين وعيناً لهم وقد تم القبض عليه واعترف بمعظم ما نسب اليه. ناهيك عن ان جهازي الجيش والشرطة قد ورثا الكثير من عناصر الاجهزة الامنية السابقة يوم فتحت الابواب عند بداية التشكيل لمن هب ودب. وكما يقول سماحة السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد ورئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق: (يوجد هناك الكثير من البعثيين الذين بنيت منهم الشرطة في السابق، ولم تبن الشرطة العراقية السابقة في زمن بيان جبر، بل ان الشرطة العراقية موجودة منذ الفترات السابقة).
وعن التهم الباطلة التي يسوقها اصحاب الغرض السيء من الطائفيين وابواق اعلامهم بان الشرطة العراقية قد اصبحت طائفية قال سماحة السيد الحكيم(توجد عناصر من المجرمين وعناصر بعثية داخل اجهزة الشرطة. اما الشرطة كجهاز فانه يضم كل مكونات الشعب العراقي ولا يمكن ان يكون طائفياً).
لقد تعالت الاصوات النشاز في الاونة الاخيرة متهمة جهاز الشرطة وقوى كبيرة في الجيش العراقي بالطائفية متهمة اياهما بارتكاب جرائم بشعة ضد المدنيين العراقيين، مع وضع عبارة(وكان المختطفون والقتلة يرتدون ملابس الشرطة والجيش) في اشارة سيئة الى ان الشرطة والجيش هما من يقوم بذلك.. ولكن حبل الكذب قصير فقد تعرض اتباع اهل البيت في الاسبوع الماضي الى عمليات اختطاف وقتل جماعي، وكان المرتكبون لهذه الاعمال الارهابية يرتدون ملابس الشرطة والجيش، فقد اختطفت عشر سيارات عند اللطيفية وقتل معظم ركابها الثمانين، وادلى شهود عيان بان المختطفين كانوا يرتدون ملابس الشرطة، وبعد ذلك بيومين اختطفت ست سيارات في حي العدل ببغداد وكان المختطفون_ حسب شهود عيان ايضاً_ يرتدون ملابس الجيش.. وبعد ذلك بيوم اختطفت سيارتان في منطقة المشتل من قبل عناصر ترتدي ملابس الشرطة، واختطف وكيل وزارة الصحة من قبل مسلحين يرتدون ملابس الجيش!!
فهل يمكن ان نستند على مثل هذه الوقائع لنحمل الشرطة والجيش مسؤولية هذه الاعمال الارهابية؟ وانا، ان فعلنا ذلك فاننا نكون قد اوقعنا ظلماً على هذين الجهازين الامنيين المضحين.. ولكننا على قناعة هي ان كل الاعمال التي يظهر مرتكبوها وهم يرتدون ملابس الشرطة او الجيش او يستقلون سيارات تشبه سيارات الشرطة والجيش، اما هي من فعل التكفيريين والبعثيين اياً كان الضحية، وان القصد من ذلك هو تشويه صورة الشرطة والجيش والاساءة اليهما.
https://telegram.me/buratha