( بقلم : اسعد راشد )
كان المنطق يقتضي منذ اليوم من سقوط صدام العار والشنار ان يتوجه الامريكيون لعقد صفقات سرية او علنية مع السوريين ومن ثم مع الايرانيين لحماية الحدود وتأمين مصالح الاطراف المعنية في المنطقة لا ان يطبل بعض الساسة بان الدور ات لسوريا ويستغله بعض التفاهات من الاعلاميين لاثارة قلق النظام السوري الذي مهما وصفناه في عنجيته وديكتاتوريته الا انه يظل الاهون والاكثر قبولا من النظام التكريتي الدومي وسيظل الاكثر انفتاحا دوليا واقليميا الا انه وللاسف توجه الامريكيون وبنصائح من بعض القادة العرب للضغط على النظام السوري واثارة فزعه والتهويل من انعكاسات انيهار النظام البعثي في العراق مما حدى باالسوريين لفتح حدودهم على اوباش العرب ومرتزقة المخابرات العربية وبهائم السلفية والوهابية للتوجه الى العراق لقتل العراقيين فيما النظام السوري كان ينظر الى ابعد من قتل العراقيين حيث تمكن من تحويل العراق الى ساحة تصفية حسابات مع الامريكيين وهو ما اعطى للانظمة العربية الطائفية في المنطقة مبررا لتستغل الامر لضرب عصفورين بحجر :اولا: استغلال الامر لمنع الاكراد والشيعة ‘وهما الفريقان الاكثر تضررا من حكم نظام صدام الاجرامي ‘ من قيادة العراق وحكمه ديمقراطيا تعدديا فبعثوا ببهائمهم الانتحارية بحجة مقاتلة الامريكيين لذبح الشيعة ولقتل الامريكيين في نفس الوقت هذه السياسة اوقعت السوريين في فخ كبير رغم ان النظام السوري استطاع بمرور الزمن ان يثبت للامريكيين ان له القدرة على التاثير في المشهد العراقي وانه جزء من حل المشكلة الا ان الانظمة العربية وخاصة النظام السعودي كان الاكثر استغلالا واستفادة من التدخل السوري في الشان العراقي حيث اغمضت اعينها عن ذلك التدخل بل دفعت اموال طائلة لمجاميع ارهابية كبيرة للتوجه الى سوريا ومن هناك يتم التسلل وبالتعاون مع اجهزة المخابرات السورية الى العراق لذبح العراقيين ونشر الارهاب بعد ان يتم تقديم االرشاوي الى ضباط مخابرات لتسهيل امر التسلل او التغاضي عن امر تواجدهم على الاراضي السورية ولم يدرك النظام السوري ان الانظمة العربية قد لعبت دورا ازدواجيا معه بخصوص قضايا المنطقة وبالتحديد القضية اللبنانية التي خذلته بشأنها وتركته يواجه مصيره بخروج مذل من لبنان بل وحرضت الغرب وامريكا والعالم ضد الوجود السوري في لبنان ومن ثم القضية العراقية التي وجدت في التورط السوري فيها طريقا لتنفيذ اجندتها ضد الشيعة والامريكا معا .
ثانيا: ايجاد مبرر للامريكان لاضعاف النظام السوري ولتحقيق توازن سياسي في المنطقة بما يخدم اهداف الانظمة الطائفية بعد سقوط نظام صدام الدموي .
اما ايران التي استفادت كثيرا من سقوط صدام حيث تخلصت من اشرس الانظمة الفاشية التي كانت تناصبها العداء لم تستطع القراءة السياسية الصحيحة لمجرى التحولات الاستراتيجية في المنطقة ولم تدرك جيدا نوايا الانظمة العربية الحاقدة الطائفية في المنطقة والتي تنظر الى ايران بعين واحدة وهي الطائفية وفي حالات كثيرة تستغل اسم "ايران" لوضع شماعة المشاكل والازمات في المنطقة على المشجب الايراني بل ولم تجد غير ايران وسيلة للتغطية على تواطؤ الحكام السعوديين والعرب ضد شعوب المنطقة وضد الامن والاستقرار وضد حتى مصالح حلفاءهم الامريكيين من مصالح عروشهم .
وقد استوقفني التوجه الجديد لدي الادارة الامريكية والعالم الغربي عموما لفتح حوار وتنسيق مع الايرانيين والسوريين بخصوص العراق حيث هذا التوجه جاء بعد ان تيقين الامريكيين ان ايران هي القوة القادرة وبتنسيق مع المحور السوري على لجم الارهابيين وتصفيتهم وهذا لا يعني ان الدولتين متورطين في دعم الارهابيين بل بحكم خبرتهما وحدودهمها المشتركة تستطيعان محاصرة الارهاب في العراق والقضاء عليه الا ان هذا الامر يبدوا لا يعجب حكام العرب وخاصة النظام السعودي الذي يجد في عدم استقرار العراق وتخريبه ونشر الفوضى فيه مكسبا له ولحلفاءه من الارهابيين العرب والسلفيين والبعثيين لذلك تحركت الاقلام السعودية والعملية لها لضرب هذا المسعى حيث اوعز النظام السعودي للاعلام الموالي له او الذي يموله بالتحرك لافشال هذا الامر من خلال تهويل الخطر الايراني وان ايران هي المستفادة بالدرجة الاولى لتخويف الامريكيين ولاقناعهم بعدم اتخاذ اي خطوة في هذا الاتجاه والهدف واضح حيث العرب وخاصة ال سعود يريدون استمرار النزيف العراقي وان تستمر اعمال القتل الطائفي وان يبقى العراق غير امن وغير مستقر ولو على حساب العشرات الالاف من الضحايا والقتلى من العراقيين والامريكيين كي لا يستتب الامر لحكم ديمقراطي تعددي في العراق وهذا ما اشار اليه بوضوح القلم المأجور والطائفي والذي يدير اليوم شبكة الاعلام السعودي الفضائية العربية عبد الرحمن الراشد في موقف واضح من التحركات الجديدة التي تجري في المنطقة على صعيد زيارات الوزراء والرؤساء لبلدان العراق وسوريا وايران بموازات مع تحرك الادارة الامريكية بعد فوز الديمقراطيين حيث قال عبد الرحمن الراشد ‘ وهو ينطق باجندة سعودية ‘ بعد ان نسف كل امل في استقرار العراق (( ولا يمكن الجزم بما ستؤول الى الامور ـ في العراق ـ مع انه يمكن التعجل بالقول انه لا يوجد فيها ما يستحق التفاؤل بكل اسف (...) ‘ اولها احتمال السيطرة الايرانية ـ !! ـ وثانيها احتمال الفوضى الدائمة ‘ وثالها احتمال التقسيم وحروب الاقاليم ‘ والرابع وهو الابعد (...)‘ اي احتمال الاستقرار‘ بناء على اتفاق تبرمه دول المنطقة )) ‘ وهذا التوجه الجديد للنظام السعودي للتصعيد في اعمال الارهاب العراق يأتي بعد زيارة الضاري ولقاءه برئيس الاستخبارات ووزير الداخلية السعودي والدعم الذي حصل منهم حيث تحول هذا الرقيم الزنيم الى "اعلى مرجعية سنية" في العراق ورفعوه قائدا ورمزا بل تحولت الاقلام السعودية ومنها قلم عبد الرحمن الرحمن والفضائية العربية للدفاع عن الارهابي الضاري .
الراشد ـ غير الرشيد ـ قد استبعد بشكل نهائي احتمال الاستقرار في العراق وجعل الخطر او السيطرة الايرانية! اولى الاحتمالات ودافع بشكل غير مباشر عن نظام طالبان الارهابي ونظام صدام المجرم بعد ان كان يكيل التهم اليهما في السابق ويهاجمهما واليوم وبعد لقاء الضاري به وباسياده في الرياض انقلب على العراقيين وبدا بالدفاع عن القتلة والتهويل من الخطر الايراني لتنفيذ اجندة ال سعود الطائفية الارهابية ولضرب ونسف الاستقرار في العراق وهو ما يريده الارهابيون العرب المتحالفين سرا مع النظام السعودي الذي سخر لهم الفضائيات والاعلام لنشر الفوضى والارهاب وعدم الاستقرار في العراق .
والواضح لو ان لدي الامريكيين العقل السليم لقرؤا جيدا مع يخطط لهم الاعراب وان لم يقرؤا فعليهم من اليوم القراءة لمعرفة حقد العرب وضغينتهم لكل ما هو شيعي او امريكي وهذا الامر تجلى ويتجلى بوضوح في كتابات الاقلام الرخيصة التي تنفذ املاءات النظم العربية الطائفية واجندتها لذلك وجدوا في الانفتاح الغربي الامريكي على ايران وسوريا افشال لمشاريع التخريب والارهاب في العراق ووجدوا فيه مقتلهم ونهاية لاستبدادهم .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha