( بقلم : اسعد راشد )
لبنان الحر والجميل لبنان التعددي الديمقراطي هذا الفسيفساء الرائع لا يروق للقوى الشريرة في المنطقة ان يبقى منسجما متلاحما تلك القوى تقف اليوم خلف الفتن الطائفية في لبنان وهي التي تدفع بلبنان الى أتون الحرب الاهلية والى مستنقع الفوضى والخراب وعودة سلطة ميليشيات القتل والطائفية .
قبل اكثر من سنة تم اغتيال رئيس وزراء لبنان الفقيد رفيق الحريري وحينها قلنا وبكل وضوح ان النظام السعودي هو الذي يقف خلف عملية الاغتيال والايام مرت واكتشفنا ان المستفاد من تلك العملية هو النظام السعودي والقوى الاقليمية والدولية الاخرى وفئات مرتزقة هم غلمان للنظام السعودي قد استفادت من تلك العملية الاجرامية وقفزت الى السلطة لتقود لبنان اليوم الى شفى حرب اهلية وفتن داخلية .
واليوم وبعد ان اشتد الخناق حول رقبة غلمان ال سعود وغدوا بين قاب قوسين او ادنى في السقوط اقدموا على جريمة اخرى في اغتيال بير جميل نجل الرئيس اللبناني السابق لوضع العراقيل امام القوى المعارضة اللبنانية التي تستعد للخروج الى الشارع وبشكل ديمقراطي لمارسة الضغوط على غلمان المخابرات السعودية من اجل وضع اسس جديدة في التعايش وبناء الصرح السياسي في لبنان .
ان من مصلحة الفريق الحاكم اليوم جر لبنان الى الفوضى والفتن من اجل منع حدوث اي تغيير في تركيبة السلطة وليس من مصلحة اي جهة اخرى لا سوريا ولا فريق المعارضة من ان يتم التوسل الى مثل هذه الاعمال الاجرامية ‘ نحن هنا لا نبرئ النظام السوري من اخطاءه وجوده العسكري السابق في لبنان وتخله في الشأن اللبناني الا ان ذلك لا يعني ان يتم تحميل كل ما يحدث في لبنان من اغتيالات وتفجيرات على النظام السوري ولذلك اثار تصريح الغلام سعد الحريري باتهام سوريا بلا دليل وفورا بانها تقف خلف اغتيال "الجميّل" وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان الفريق الحاكم كان بجهوزية كاملة لاستغلال عملية الاغتيال لتنفيذ برنامج القوى الشريرة والطائفية في لبنان كما ان بيان اتباع تنظيم القاعدة قبل ايام ضد شيعة لبنان وتهديدهم بالقتل والمنازلة واتهامهم بانهم ينوون الهيمنة على لبنان يدخل ضمن السياق نفسه ويخدم اهداف الفريق الحاكم الذي يقوده غلمان ال سعود .
وفي السياق نفسه يسعى اليوم فريق خاص في لبنان مدعوما سعوديا وباموال واسلحة سعودية للعودة بلبنان الى اجواء الحرب الاهلية وهذا الفريق يتمثل في الجزار سمير جمعج قائد القوات اللبنانية والمتهم بادلة دامغة بضلوعه في اغتيال الفرنجية واغتيال رشيد الكرامي وتفجيرات الكنيسة ودوره الكبير في اقتل ابناء لبنان على الهوية ‘ هذا المجرم القاتل وفريقه قد تحول في نظر الاعلام السعودي الى "حكيم" زنزانة وليس مجرم في زنزانة شاءت ظروف لبنان بعد اغتيال رفيق الحريري ان تدفع به الى خارج السجن ‘ وفي برنامج خاص وعلى حلقات لفضائية العربية التايعة للسعودية يصف البرنامج الجزار جعجع بـ"حكيم في زنزانة" وهو امر لم يشأ حتى الاعلام الامريكي او الفرنسي من العمل به ان ان الاعلام السعودي وكعادته في تلميع صور المجرمين والارهابيين والقتلة قام بهذا الدور الغبي والخبيث في رفع شخصية قاتل الى مصاف "الحكماء" !
وقد كان رد فعل غلمان ال سعود والفريق الحاكم على جريمة الاغتيال واضحا حيث مثلما استغلوا دم الرفيق الحريري لتنفيذ اجندة معينة لها علاقة باخلال التوازن الطائفي في لبنان فانهم اليوم يستغلون دم بير الجميل لاتهام المعارضين لهم وهو امر لم يفعله حتى ابيه امين الجميل الذي تصرف بعقلانية ولم يتسرع الى اتهام اي جهة كما فعله غلمان ال سعود وهذا التسرع في اتهام الاخرين بحد ذاته يكشف دورهم الخفي في عملية الاغتيال ولذلك دعى هذا الفريق المتسلط والعميل لال سعود الى التجمهر والتظاهر يوم الخميس لتهييج العواطف واستغلال المشاعر من اجل اجهاض محاولات التغيير السياسية وحل مشكلات لبنان العالقة .
نعتقد ان على اللبنانيين بكل طوائفهم تفويت الفرصة على اؤلئك الغلمان وعلى الجزارين القتلة من امثال جعجع ويوحدوا صفوفهم كي لا يستغل دم الجميل من اجل اهداف خسيسة يسعى اليها الفريق الحاكم المهووس باالسلطة .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha