( بقلم : الاستاذ عقيل القفطان )
اليوم توقفت امام ثلاث أحداث مهمة جدا جاء ذكرها في الأخبار بشكل عابرة وكأنها شيء شبه عادي!!!!
الحدث الأول :
عمال بناء من أهالي الحلة يتوجهون الى مكان تجمعهم - المسطر - انتظارا للعمل ورزق عوائلهم . يأتي إرهابي قذر من نتناج أفكار دينية قذرة وإرهابية مثله يتظاهر بأنه مقاول . يصرخ بالعمال للتجمع من اجل فرصة عمل وعندما يتجمع العمال بدون رحمة وبدون ان ينظر في وجوههم البريئة يفجر سيارته من نوع كيا ليقتل اكبر عدد منهم .
الحدث الثاني :
علن مصدر أمني في كركوك ان ارهابياً إنتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه في تمام الساعة الخامسة و45 دقيقة من مساء اليوم 19/11 في مجلس عزاء في حي الغرناطة بمدينة كركوك أسفر عن وقوع عدد من الضحايا من المدنيين الذين كانوا في العزاء.
وقال المصدر ان مجلس العزاء الذي فجر الإرهابي نفسه فيه هو عزاء المواطنيَن الكوردييَن اللذين استشهدا مساء أمس على يد جماعة إرهابية في منطقة العروبة في كركوك.
الحدث الثالث :
وصل الإرهابيون البرابرة الى أدنى درجات السفالة والانحطاط باستهدافهم الأطفال الأبرياء حيث قاموا بتفخيخ دمية للأطفال فانفجرت على ثلاثة أطفال مما أدى الى استشهادهم وإصابة طفل رابع بجروح بليغة امام احد المنازل في حي السراي بقضاء الحويجة غربي كركوك .
الى جانب هذه الإحداث الجرائم الثلاثة الرئيسية هناك العشرات من الحوادث والجرائم الإرهابية المشابه ومنها لا الحصر هجوم البرابرة على بساتين الشيعة من أهالي بلد وتدمير البيوت وسرقة الماكنات وحرق المحاصيل او قطع الطرق على بعض القرى الشيعية المنعزلة في ديالى وقتل أبنائها بدون ذنب سوى أنهم من إتباع علي بن أبي طالب .
أقول رغم كل هذه الجرائم المتعددة والكثيرة توقفت امام الإحداث - الجرائم - الثلاثة المارة الذكر والسبب انها تختزل المشهد العراقي وتوضح الصورة بشكل جلي لكل من لازال أعمى البصر والبصيرة . واذا اجرينا بعض التحليل لهذه الاحداث سنصل لنتيجة وبدون عناء ان الجهات والأفراد الذين يقفون خلف هذه العمليات الإرهابية في العراق هم عبارة عن أراذل ومجموعة ساقطين بكل ما للكلمة من معنى وهم نتاج أفكار دينية وسياسية قذرة مثلهم .
ماذا نسمي من يقتل إنسان بريء فقير يذهب صباحا من اجل الحصول على رزق أطفاله وأهله ؟
وماذا نسمي من يفجر نفسه في مجلس عزاء يضم أناس جاءوا لتقديم التعزية ؟
وماذا نسمي من يصنع دمية قاتلة عبارة عن قنبلة موقوتة ويضعها امام بيت ليقتل أطفالا تصوروا ان رحمة السماء بعثت لهم تلك الدمية اللعبة؟
وماذا نسمي من يحرق المحاصيل ويسرق ماكنات العمل؟
وماذا نسمي من يهدم البيوت ،ويفخخ السيارات ، ويفجر شقة في بناية سكنية عامة ، ويغتصب النساء ، ويذبح الأطفال ويقدم رؤوسهم على طبق من طعام ثم يسلمهم الى أهاليهم ؟
ماذا نسمي هؤلاء ؟
مجرمين ، قتلة ، مقاومة ، إرهابيين وهل تفي بالغرض هذه التسميات؟
ماذا نسميهم بحق السماء ، وأي صفة تليق بهم ؟
أنهم الأراذل الساقطين الوحوش القتلة ولا عجب من أفعالهم هذه ، فدينهم منحرف مثلهم ، وعقيدتهم زائفة ، ووسيلتهم الدناءة والقتل .
الغاية تبرر الوسيلة عندهم ، لا أخلاق ، لا قيم ، لا شرف لديهم ، تحركهم الكراهية والأحقاد والدناءة .
في الجريمة الأولى قتل عمال وفي الجريمة الثانية قتل معزين وفي الجريمة الثالثة قتل أطفال أبرياء .
ما الغاية من كل ذلك؟
هل هذه وسيلة لإسقاط حكومة ثم ما ذنب الأطفال والعمال والمعزين ؟
هل هي رسالة لنا جميعا بان الإرهاب يستهدفنا جميعا وعلينا ان نتوحد ؟
هل يريد الإرهابيون ان يبعثوا رسالة لنا جميعا بأنهم أناس أنذال بدون قيم وهم بذلك يردون أخافتنا وهزيمتنا ؟
هل هناك إنسان سوي وعاقل وشريف يمكن ان يتعاطف تحت اي مبرر مع هؤلاء الأنجاس ؟
هل يمكن ان نقف ونناقش الأمور بهدوء مع هؤلاء بدون ان نسمي الأشياء بمسمياتها ثم ندعوا بكل محبة الى اجراء مصالحة وطنية معهم؟
ثم ماذا نسمي تبرير بعض الشخصيات لهذه الأعمال مثلما ذهب الى ذلك رئيس هيئة علماء السنة حارث الضار ؟
ما هي الوسيلة ، ما هي الطريقة لمحاربة هؤلاء ؟
أسئلة أضعها امام جميع الوطنيين العراقيين لعلنا نهتدي الى حل ونوحد جهودنا ونستأصل هذه الجراثيم من الجسد العراقي ... ولهذا انا اقترح وبشكل واضح وقد سبق ان طرحناه من قبل وهو :
على المرجعية الدينية في النجف الاشرف وكل المرجعيات الدينية في العراق الممثلة لكل الاديان والطوائف ان تعلن وبوضوح بان هؤلاء الإرهابيين هم عبارة عن منحرفين وكفرة وتجب محاربتهم .
وعلى ضوء ذلك لابد من تشكيل جيشا من أبناء الشعب العراقي بكل طوائفه اذا امكن او من اهالي المتضررين حصريا اذا تطلب الامر على ان يكون تعداده عدة ملايين من المقاتلين ، يتحرك ولمرة واحدة على تلك المناطق التي تحتضن الإرهاب وتمده بأسباب القوة بشرط التميز ما بين أبناء شعبنا الأبرياء الذين يسكنون تلك المناطق وبين الإرهابيين القتلة المتواجدين هناك .
لابد من وقفة واحدة ضد هؤلاء الانجاس، يجب ان تكون المعالجة شاملة وكاملة وكبيرة ، يجب استاصالهم مرة واحدة والى الأبد وخلاف ذلك سنسمع يوميا مثل تلك الإحداث وسوف لن نحرك ساكنا مستقبلا وكان الأمر لا يعنينا من قريب او بعيد فهل نحن فاعلون ؟
https://telegram.me/buratha