( بقلم : سعد البغدادي )
يتميز الشهيد الدكتور علي العضاض المتحدر من مدينة الناصرية واحدا من ابرز الوجوه الاسلامية التي وقفت ضد السياسات القمعية والبطش اليومي للنظام الصدامي فقد تراس الشهيد لجنة حقوق الانسان في جنيف وقف الشهيد لوحده وهو يفضح هذه السياسات القمعية ولم يكن يخيفه برزان التكريتي انذاك حينما وقف في الامم المتحدة ليكشف حجم الجرائم الكبيرة والمتعمدة ضد شيعة اهل البيت ولم تمنعه شهادة الدكتوراه في قسم الفيزياء من مواصلة نشاطه الدؤوب في فضح السياسات القمعية للنظام البعثيونتيجة لهذه المواقف الصلبة اختاره شهيد المحراب ممثلا للمجلس الاعلى في جنيف واستطاع خلال فترة وجيزة من الالتقاء بالامين العام للامم المتحدة دوكويلار انذاك لشرح مظلومية الشعب العراقي كما استطاع ترتيب اللقاء الذي ضم شهيد المحراب محمد باقر الحكيم بالامين العام للامم المتحدة والتي اعتبرت ضربة قاصمة للنظام البعثي ومهدت لصفحة جديدة من التعاون بين المعارضة الاسلامية و المجتمع الدولي
وحينما سقط نظام البعث كان اول العائدين الى ارض الوطن ورفض البقاء في جنيف مع ان هذا المنصب يتمناه الجميع عاد الى ارضه ليساهم في بناء الدولة الجديدة فشغل منصب وكيل الصناعة في حكومة الدكتور اياد علاوي
من يعرف الشهيد يعرف انه كان معتدا بنفسه وبدينه وبمذهبه لم يتجرء احد من اعداء العراق بنعته بالطائفية او المذهبية او غيرها من النعوت لان الجميع كان يعرف ان الشهيد هو ابن العراق البار
الذين يعرفون العضاض رحمه الله يعرفون انه لم يتمسح يوما ولم يتملق احد ولم يكن يعرف الا الحق كلها امور ربما ساهمت في توسيع رقعة المنافسين له من داخل دائرته الضيقة التي حاولت ربما تحجيمه وتقزيمه لكنه بقى الدكتور علي العضاض ذلك الشخص الذي يحتاجه الجميع ويلجا اليه في اوقات المحنة
يتميز الشهيد برؤيا ستراتيجية لما يحدث في العراق تعجبك منه طريقة طرحه الواقعية وهو يناقش ويحلل السياسيات الداخلية والخارجية ودور الدول الاقليمية في العراق وحينما يتحدث عن الحرب الاهلية فانه لا يتوانى عن ردها الى اسبابها الحقيقية
ففي حوار معه على قناة البغدادية واذكر ان ضيفه الاخر كان السيد صادق الموسوي قال الدكتور في رده عن سؤال من المنتصر في الحرب قال ان الجميع سيخسر لكن اعتقد ان السنة هم الطرف الاكثر خسرانا لماذا وبدء يتحدث بكل واقعية وبدون اي تورية ظل يتحدث في هذا اللقاء بعد ان صمت الضيف والمقدم
هذا هو الشهيد علي العضاض والذين يعرفونه من قرب يعرفون فيه حب العراق واهل العراق والذين جالسوه عن قرب عرفوا فيه عراقيته التي يتفوق على الكثيرين فيها ربما لان جنوبيته ساهمت في هذا الحب ويقينا ان الذين اقدموا على قتله ما كانوا يعرفون هذه المميزات فيه ويقينا ان الذين قتلوه قتلوا فيه الوطن والعراق ويقينا ان الشهيد على العضاض سيبقى من اهم رموز الحركة الاسلامية العراقية المعاصرة
https://telegram.me/buratha