( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )
البعض الذي يحاول وضع نفسه في موقع الافتاء وهو اعجز من ان يحل مسألة فقهية بسيطة حتى ولو تعلقت بامور المكروهات والمستحبات والتي يستطيع أي طالب علم لا يزال يدرس المقدمات ان يعطي رأيه بها. لكن في الامور التي تتعلق بالنفس البشرية، ما لها وما عليها من(الحلال والحرام) فهذا امر مرجعه للمجتهدين المعروفين الذين يؤخذ منهم فهم وادراك المسائل الشرعية الكبيرة .
ان الذي اثار غضب الجماهير هي فتاوى بعض المتفيقهين عندما حرًموا الانخراط في قوات(الحرس الوطني) سابقاً وحالياً(الجيش العراقي) وقوات الشرطة الوطنية دون ان يوضحوا(ملاك) الحرمة هذه سوى(اعذار) والتي لا يستند اليها الشرع الاسلامي دون ابراز الدليل، الامر الذي جعل الجماهير تخرج على هذه الفتاوى التي لا تستند الى أي حكم شرعي وانخراط عشرات الالاف منها-الجماهير- في صفوف القوات الوطنية وخير مثال على ذلك عشرات الالاف من اخواننا في الانبار والموصل وبعقوبة وصلاح الدين ضاربين اراء هذا البعض عرض الحائط بعد ان تيقنوا ان هذه الفتاوى ليس لها علاقة بالحلال والحرام وانما هي مسألة سياسية يراد من ورائها تعطيل العملية السياسية ووضع المطبات امامها على حساب عيشهم وعيش عوائلهم اولاً ثم، الدفاع عن الوطن وعن ارواح ابناء الشعب ثانياً، ولفسح المجال امام الإرهابيين لقتل الابرياء. العشائر العراقية الغيورة في صحوتها الحالية واعلانها الحرب على الفرق الضالة من التكفيريين وبقايا النظام البائد كشفت عن عورة هؤلاء المتفيقهين وها هي اليوم تطارد هذه الفلول تحت كل حجر ومدر بسواعد ابنائها الذين حرًمت عليهم سابقاً بعض ابواق الدجل من الانظمام الى هذه القوات الوطنية.
ان الانتماء للوطن والوقوف الى جانب ابناء الشعب العراقي دفاعاً عن ارواحهم واعراضهم وممتلكاتهم تقره كل الشرائع السماوية ولا يستطيع أي من يدعي الفقاهة ان يقول خلاف ذلك خاصة اذا علمنا ان تصديهم للارهاب والقتلة المأجورين هو واجب شرعي واخلاقي وانساني يحقن الدماء البريئة ويقضي على الفتن اياً كان مؤججها. وفوق هذا وذاك ما تتعامل به يومياً بعض الفضائيات العربية وهي تستضيف نفراً يريدون ان يحسبوا انفسهم على علماء الدين والدين منهم براء لينفثوا سمومهم من خلال هذه الشاشات المريضة- فهذه الفضائيات وهي تتعامل مع اسخن الاحداث لا تتورع عن انغماسها في الشر وتأجيج الفتن على لسان هؤلاء الذين قد يستمع اليهم من لا يملك القدرة على التمييز بين ما هو ابيض او اسود او ما بين حلال او حرام.
كم كان العراقيون يتمنون على هذه الفضائيات وضيوفها ان تصحو ضمائرهم في يوم ما ويعودوا الى رشدهم ويبتعدوا عن الغي والضلال ولو لدقائق معدودة ليستنكروا الجرائم المروعة التي فاقت ببشاعتها كل جرائم الطواغيت والمتجبرين وما اكثرها مادة وصوراً وافلاماً تستحق ان تعرض امام الراي العام المحلي والعالمي ليقف على حقيقة ما يجري في العراق اليوم.
ان دماء الابرياء ودموع الايتام وصرخات الثكالى هي برقبة هؤلاء الذين يصبون الزيت على النار يومياً وهم شركاء في جرائم وآثام الفرق التكفيرية الضالة وان حسابهم آت لا ريب فيه فلهم خزي الدنيا وعذاب الاخرة وان مصيرهم سيكون بلا شك مصير طاغية العراق المنبوذ الذي وقف كالجرذ الخائف امام العدالة وهو يستمع لقرار العدل والانصاف بحقه وبحق زمرته المجرمة.
https://telegram.me/buratha