( بقلم : علي حسين علي )
في اسبوع واحد اختطف الارهابيون والبعثيون والتكفيريون أحدى عشرة سيارة في منطقة اللطيفية واقتادوا ركابها الثمانون الى البساتين ومنها الى ومكان مجهول وبعد يوم من هذا العمل الارهابي تسلمت مستشفى المحمودية ثلاث عشرة جثة وفي اليوم الثاني وصلتها أثنان وأربعون جثة وفي اليوم الثالث عثرت الشرطة على عشر جثث في اليوسفية.. أما ماتبقى من الثمانين عراقياً وكلهم من محافظة الديوانية فلا يعلم ما هو مصيرهم..وغضب الناس لهذه الجريمة الشنيعة، واعلنت عشائر الفرات الأوسط بأنها مستعدة لتحرير منطقة اللطيفية وجوارها من الارهابيين غير أن النصيحة(إدفعوا البلاء الاكبر بالبلاء الاصغر) جعلتهم يتريثون..
وبعد ثلاثة أيام من حادث الاختطاف الجماعي لمسافرين لم يرتكبوا جرماً ولا اقترفوا ذنباً، بعد ذلك وقعت جريمة أخرى في حي العدل ببغداد حيث قطعت الذئاب المسعورة والضواري المتوحشة الطريق الواصل الى الكاظمية لتختطف زوار الإمام الكاظم (علية السلام) وكل من كان في عشرين سيارة كانت قد مرت بهذه المنطقة التي جعل منها البعثيون والتكفيريون مصيدة لاتباع أهل البيت ، الذين قتل منهم في هذا الحادث المروع اكثر من عشرين وجرح العشرات وظل رقم المختطفين الذين لم يعرف مصيرهم كبيراً.
وبين هذين اليومين من الاسبوع الماضي وبقية أيام ذلك الاسبوع الأسود تناثرت جثث المذبوحين والمقطعة رؤوسهم وأوصالهم في مناطق العدل والخضراء والغزالية والحرية والدورة وغيرها من مناطق الموت وظلت(فيالق الموت) تجوب شرق بغداد وغربها بحثاً عن شيعي لتقتله! ولم تسلم من حناجرهم وسيوفهم ومفخخاتهم حتى المأتم او الاعراس..فكل شيعي صار هدفاً يتبارى التكفيريون والبعثيون لقطع رقبته أو تقطيع أوصاله أو ذبحه ورميه في دجلة (الموت) بعد أن كانت تسمى بـ(دجلة الخير).
كل هذه الجرائم البشعة لم تحرك مسؤولاً ممن يدعون بأنهم لا يفرقون بين العراقيين وانهم كانوا يضعونهم جميعاً بالتساوي، فلم يحتج أو يستنكر وزير أو أكبر من وزير جريمة قتل الابرياء من أهالي الديوانية في اللطيفية أو يندد من يملؤون الهواء زعيقاً بمذبحة حي العدل الاخيرة والانكى من ذلك هو الاعلام العربي الرسمي وفضائياته التي لا تغفل ذكر مقتل بنغاليين بفيضان في بنغلادش أو مصرع ثلاثة أشخاص بزلزال في النيبال..بعض المسؤولين العراقيين المتباكين على الضحايا من المدنيين لم يذرفوا دمعة ولا قالوا كلمة مواساة واحدة لأهالي كل الذين استشهدوا خلال الاسبوع الماضي من اتباع أهل البيت..اما الاعلام المحلي والعربي فمعظمه كشف عن وجهه الطائفي البغيض، ولم تذكر معظم الفضائيات المحلية المملوكة لاحزاب وجماعات حاقدة على اتباع أهل البيت، لم تذع تلك الفضائيات خبراً واحداً عن مجزرتي اللطيفية والفلوجة وكانهما قد خصتا قوماً غير قومنا واناساً من غير دين الاسلام!! أما الفضائيات المحرضة على الارهاب، والارهابية فعلاً، فقد أوردت خبراً مقتضباً عن مجزرة اللطيفية بعد أن سبقته بحملة أخبار عن ضحايا وشهداء أهل قمر المريخ والمجرات الأخرى، لتأتي وتذكر(حادث اللطيفية) وبروح الشماتة أظهرت تلك الفضائيات بأن ما حصل في اللطيفية انما هو طلباً للثأر !! الثأر ممن، ولمن ؟!! لم تقل تلك الفضائيات الزنديقة! وبعد..ما زال البعض يتباكى على الضحايا الابرياء، لكنه لا يرى غير ضحايا طرف واحد، أما الآخرون ممن يذبحون ويقتلون على الهوية فانهم مجهولون عند هولاء المتباكين من تجار الطائفية وسماسرتها.
لقد سمعنا عويل وصراخ بعض السياسيين قبل أيام لحادث حدث في بغداد، ومع اننا نستنكر وندين كل عمل اجرامي يستهدف المواطن العراقي البريء، ونشجب القتل على الهوية، ومع أن مرجعيتنا الدينية وقياداتنا السياسيين كانوا مايزالون يحرمون قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ومع أن قياداتنا السياسية تمسك بلجام الغاضبين المكلومين منا حتى لا تصير فتنة.. إلا اننا لم نسمع من (الغير) غير التجاهل لكل ما يحدث لاتباع أهل البيت من مصائب يشيب لها رأس الصبي ومن فظائع لا مثيل لها في التأريخ الحديث..وكأن الذين يقتلون ليسوا عراقيين ولا بمسلمين !!.
وبعد هذا، أيجوز لمن يدعي الاسلام ويلبس لبوسه أن يسكت-سكوت الرضا-وهو يرى ويسمع عن كل هذه المجازر والفواجع التي تلم باتباع أهل البيت؟! في حين يلطم الخدود ويشق الجيوب وغيرها عندما يقع حادث لأهل طائفته ؟! فلا بارك الله بالمنافقين..ولعنة الله عليهم اجمعين الى يوم الدين.
https://telegram.me/buratha