( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )
خلال اقل من اسبوع واحد شهد العراق جملة من العمليات الارهابية ذات الوزن الثقيل والتي بالتأكيد تقف وراءها جماعات الرعب المحترف الذين كانوا في يوم ما يعملون بنفس الطريقة وربما اكثر بشاعة في دهاليز مظلمة ومعتقلات سرية الا ان المتغيرات اجبرتهم الى ان ينقلوا اعمالهم الى سطح الارض او بعيدا في المناطق التي لا يمكن للبعض ان يتصور انها ستكون اهدافا سهلة بسيطة في تنفيذها وكبيرة معقدة في نتائجها.
اهم تلك الاحداث التي وقعت خلال الاسبوع الماضي كان يقع حصرا في اختطاف احدى عشرة سيارة نوع (كيا) تحمل من الركاب ما يقرب من المئة مواطن جميعهم ينتمون لمحافظة الديوانية وتوابعها.. الجريمة كانت من البشاعة والفضاعة والاستهتار ما تفوق أي لون من الوان الوصف، وعندما يكون مسرح الجريمة منطقة كاللطيفية فانه بالتأكيد يراد لتلك الجريمة ان تأخذ صبغتها الطائفية اولا وان تعيد الامور الى المربع الاول بعد ان شهد هذا الطريق بعضا من التحسن الامني الذي اعاد بعض الطمأنينة للسابلة.
اختطاف مئة مواطن وازهاق ارواح عشرات النساء والاطفال في موقع الجريمة ورمي جثثهم بالشوارع وعلى مقربة من مستشفى المحمودية الذي بدوره اعتذر عن قبول الجثث وارسلها فورا الى دائرة الطب العدلي في بغداد، كان يمثل حالة فريدة من الوحشية التي تهدف الى تقطيع جسور الثقة بين المواطن والدولة، وكان يفترض ان تنتبه الاجهزة الامنية الى الابعاد السياسية الخطيرة لاعمال كهذه باعتبار ان الحالة الامنية باتت تمثل المرآة العاكسة للعملية السياسية لكن ان يفاجأ المراقبون للشأن السياسي بعملية اخرى لا تقل خطورة واهمية من حيث الاداء والاهداف والنتائج كاقتحام احدى دوائر وزارة التعليم العالي واختطاف عدد من المراجعين والموظفين بقدر ما تم اختطافه على طريق اللطيفية، بالتأكيد سيعطي انطباعا على ان العملية وكأنها جاءت ردا مدروسا على الجريمة الاولى وهكذا تتوالى الجرائم لتصل الى اختطاف ست سيارات اخرى تقل عددا كبيرا من الزوار المتوجهين الى الامام موسى الكاظم يتبعها اختطاف سيارتين مماثلة من منطقة المشتل متجهة الى مدينة الصدر، لتعطي انطباعا وكأن انقلابا امنيا قد حصل في العراق كله وهذا ما نحذر منه ومن مخاطره ونتائجه الكارثية فيما اذا اتجهت الامور بهذا الخط البياني المتعرج.
نحن اليوم احوج ما نكون الى التهدئة وعلى كافة قوانا السياسية وكتلنا البرلمانية ان تعي مخاطر هذه الفتنة التي تريد الاطاحة بمنجزنا الوطني والسياسي والدستوري كي تعيد العراق الى حقبة البعث البغيض. ولقد بات على القوى العراقية جميعا ان تعي مسؤولياتها التاريخية في هذا المفصل الزمني الحساس والا تسمح لنفسها بالوقوع في شراك صانعي هذه الجرائم التي يأباها كل عراقي شريف ان كان شيعيا ام سنيا لان لا احد من السنة تشرفه كهذه الجرائم مثلما ان احدا من الشيعة لا يتشرف هو الاخر بهذا الذي يحصل. ما نريده هنا هو عدم الانجرار وراء هذه الفتن، ومزيدا من الانتباه الامني وعدم التساهل مع الزمر والجماعات التي تقف وراء هكذا جرائم الى أي جهة تنتمي ونحو أي هدف تتجه.
https://telegram.me/buratha