الحضور معه الى مؤتمر مكة كان خطأً كبيراً وفر له دعماً جديداً أخرجه من الجيب القطري الضيق الى الباحة السعودية الواسعة.ً..................... ( بقلم : علي الشلاه * )
أخيراً اصدرت السلطات القضائية العراقية مذكرة اعتقال بحق المتهم الهارب حارث الضاري بتهمة دعم الارهاب والتهييج الطائفي ومحاولة اشعال الحرب الأهلية في بلاد الرافدين الحبيبة، وهو امر كان ينبغي ان يحصل منذ أمد بعيد فقد باع هذا الشيخ الخرف العراق الوطن والأنسان لمصلحة شخصية فئوية طائفية مدفوعة بأموال سحت من أحد آبار الغاز العربية المعروفة بحقدها فوقف حجر عثرة في كل محاولة للمصلحة أو المصالحة الوطنية وكان ابتدأ مشواره بعيد سقوط الدكتاتورية وقبل ان تبرز أية خلافات مذهبية مقيتة بتصريح مريض لمراسل قناة الجزيرة في القاهرة بعيد اجتماعه بأمين عام الجامعة العربية .. بأن السنة في العراق يمثلون 55 بالمائة من الشعب العراقي مطلقاً حملة مزايدات وأرقام وحساسيات لا أول لها ولا آخر، وفي اليوم الثاني لتصريحه الأهوج هذا كنت في اجتماع ثقافي عربي اوربي في ضيافة السيد عمرو موسى وقلت لمعاليه بحضور نائبه بأن على الجامعة ان تقوم بمبادرة ايجابية بحق شيعة العراق لأن هناك من يستغل منبر الجامعة للاساءة اليهم ويصور الجامعة العربية بأنها لطائفة واحدة وقد ابدى تفهمه لذلك ورغبته في القيام بأكثر من ذلك، غير ان الضاري أستمر مشعلاً الحرائق في كل صوب مستغلاً الطائفيين الحاقدين فراح يدعو الى قتل العراقيين من المسلمين الشيعة بحجة مقاومة الاحتلال وكأن جورج بوش من سلالة الامام علي أو استشهد أبوه مع الامام في حرب الجمل وحين باشر الزرقاوي المقبور بتكفير المسلمين المختلفين مع فكره ومنهجه فان الضاري وصبيانه في هيئة فقهاء تورا بورا لم يجدوا في جباههم وازعاً من دين أو ضمير ليدينوه وأفعاله الاجرامية بل اجتهدوا في تبرير مايقول ويفعل مستفيدين من الرعب الذي نشره في صفوف المواطنين في المفاوضة على المخطوفين والقبض من دولهم وذويهم مستغلين ارتباك الحكومات العراقية المتعاقبة في الرد عليهم والدعم الامريكي لهم بحجة تمثيل السنة غير الممثلين حينها في الجمعية الوطنية تماماً.
لقد كتبت مراراً بأن الحكومة العراقية تدفع رواتب القتلة من هيئة حارث الضاري عبر الوقف السني بل وتقدم لهم بيتاً من بيوت الله التي بنيت بأموال العراقيين – جامع ام القرى - مقراً لاجرامهم ومساوماتهم التي يأباها الخلق والخالق.
لقد اخطأت الحكومة العراقية بقبولها ان يتحدث الضاري باسم السنة في مؤتمر القاهرة كما أخطأت وأخطأ كل الحاضرين معه الى مؤتمر مكة فقد وفروا له دعماً جديداً أخرجه من الجيب القطري الضيق الى الباحة السعودية الواسعة وهي أمور ينبغي عدم التساهل بها ومعها.
وحدهم أهالي الحلة الفيحاء عرفوا موطن الداء وسعوا لاجتثاثه من مدينتهم عندما حدث التفجير الارهابي في مستوصفهم الصحي واستشهد العشرات منهم فقادوا المظاهرات تلعن الضاري وتحمله المسؤولية واغلقوا وكره المدنس في الحلة، الا ان اولي الامر في بغداد استمروا في تجاهل دوره المخرب للوحدة الوطنية وتشويهه لسمعة العراق والعراقيين من خلال تصوير غالبية العراقيين بأنهم عملاء للاحتلال البغيض بل انهم تركوا له المحيط العربي يبث فيه سمومه ويجمع منه امواله، حتى انني فوجئت في بعض المؤتمرات العربية التي دعيت اليها بأن وفد هيئته وأبنائه يتجاوز عدد المدعوين من دول عربية رئيسة، اما وفد العراقيين الذين يعكسون حال العراق اليوم ومعاناته من الارهابيين التكفيريين وأخطاء المحتلين وخطاياهم فلم يحضر لأن السادة المسؤولين لم يدفعوا تذاكر مشاركته اسوة ببقية الدول العربية.
لقد اوصل الضاري وازلامه العلاقة الاخوية بين العراقيين والعرب وبين العراقيين أنفسهم الى حافة الهاوية وكان يعلم بأن التعويل على صبر الطرف الآخر في المعادلة العراقية وحكمة مرجعيته غير مجد اذ مثلما وجد الضاري من يستجيب لطروحاته الطائفية عنفاً لدى ثلاث محافظات عراقية وأجزاءً من عاصمتنا الحبيبة مدعوماً بنتاجات تورا بورا الشهيرة فان ايجاد الرد المماثـل بالاسلوب العنفي لن يعدم متبنياً لدى أكثرية المحافظات الاخرى التي هي أكثرية العراق الحبيب فالبحث عن متهور وسط عشرة اسهل من البحث عنه وسط ثلاثة وهو الأمر الذي راهن عليه الضاري ليحرك عواطف السذج من المحيط الى الخليج وليصبح حامي حمى السنة في العراق – الذين اثبتت الايام بأن أكثرهم بريئون منه ومن أفعاله الدنيئة واسلوبه الاجرامي- ولتبدأ بعد أي رد فعل من الجهلة مزادات الدفع بالعملات الصعبة والسهلة والشيخ وأبناؤه وجلاوزته لايردون أحداً.وبعد ياحارث الضاري ، لم تتق الله بدماء العراقيين وأموالهم وأعراضهم فبعت حتى نساء الطائفة التي تزعم الدفاع عنها للقتلة القادمين من حيث لا يعلم احد ليقاتلوا دفاعاً عن ملكك الوهمي فزوجتهم لنساء هن اشرف منك ومنهم وأكثر علماً ومنزلة وأخلاقاً من خرجي الملاهي في الأردن والجحور في أفغانستان وباقي القتلة السفلة الموتورين، ودفعت عجلة الدمار باتجاه تعلم ان رد فعله سيودي حتى بمن تزعم الدفاع عنهم واني اشهد الله والناس بأني لمست في مواطن كثيرة اثار افعالك المجرمة التي تسببت بمقتل الشيعة والسنة والمسيحيين وانها لو استمرت لا سامح الله فستودي بالعراق كله لتبقى غراب بين ينعب على خراب ديار ذويه بعد ان حرث الشر ضارياً ولم يحرث الخير حكيماً، فعد الى رشدك فأنت على بوابة القبر وفي مثل سنك تمنح الحكمة والتسامح والمغفرة وليس القتل والتهجير وتدمير الحرث والنسل، واليوم اذ تطاردك لعنات السماء ودماء الأبرياء وقبضة العدالة فابق صغيراً لدى الصغار الذين بعت لهم دينك ووطنك بثمن بخس ويكفيك خزياً ان العراق الحبيب قد لفظك وأمثالك من أي ملة كانوا الى غير رجعة.
رحم الله الأبرياء من العراقيين شيعة وسنة ومسيحيين ممن تسبب الضاري وأشباهه في استشهادهم والبقاء للعراق السيد الحر الواحد العزيز.
* كاتب عراقي
https://telegram.me/buratha