( بقلم : المهندسة بغداد )
لا يمكن ان تعد زيارة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي الى جامعة بغداد الا انها خطوة مدروسة جدا وتوقيتها اكثر من رائع فجامعة بغداد في الفترة الأخيرة كما غيرها من الجامعات تعيش موجات مد وجزر ما بين الإشاعات المنتشرة ومن مصادر موثوقة بالجامعة !
ومن بين تلك الإشاعات هي إلغاء الدوام لهذا العام مما تدفع نخبة من طلبة جامعة بغداد الى التظاهر السلمي للمطالبة باستمرار العام الدراسي وكان هذا تحديدا صباح يوم الثلاثاء وعند الساعة الثانية عشر ظهرا انتشر خبر اختطاف موظفين من دائرة البعثات التابعة لوزارة التعليم العالي وجاء الخبر من رؤساء الأقسام الى طلبتهم بعدم المجيء في اليوم التالي واحتمال توقف العام الدراسي . لقد عاشت جامعة بغداد ذاك اليوم في تخبط منقطع النظير بين متظاهر لاستمرار العام الدراسي وبين مستغرب من علاقة خطف الموظفين بالدوام في اليوم التالي ! وبين من التزم الصمت وغادر الجامعة لمنزله خوفا من تفاقم الأوضاع.
ومن المثير للاستغراب ان مثل هذه التظاهرة لم تغطى إعلاميا رغم أهميتها وربما غطيت لكن بشكل لم يلحظ فلا يمكنني الجزم بهذا الأمر إلا انه من خلال متابعتي للتلفاز لم الحظ أي شيء من هذا القبيل بل على العكس تماما فلقد شاهدنا استقراءا من نشرات الأخبار باحتمالية التوقف فعلا.
وهنا جاءت زيارة السيد نوري المالكي في اليوم التالي لجامعة بغداد فيصلا لكل التخبطات وبينت مدى وعي الحكومة ومعرفتها بصغائر الأمور على عكس ما يشاع بان الحكومة غافلة عن ما يحصل، نعم الإخفاقات موجودة ولها أسباب ولسنا بصدد الدفاع لمجرد الدفاع لكن من حق الحكومة بان نسجل ايجابياتها كما نسجل سلبياتها من منظرنا وبأكثر من مناسبة .
لقد كان السيد المالكي يستطيع حسم الأمر من خلال الهاتف وبتنسيق مع وزير التعليم وينتهي الأمر إلا ان زيارته كانت ذا صدى رائع لقد برهنت أمورا كثير في مقدمتها وعي الحكومة لمجريات الأمور وتقديمها لقطاع التعليم ومعرفة أهميته بالنسبة للبلد والاهم في الأمر إعطاء الثقة للطلبة الذين تهزهم قرارات هذا وذاك من الأساتذة الذين لايضعون القسم الذي أدوه نصب أعينهم .
ما زالت جامعتنا تحتضن أساتذة لا يستحقون المكانة التي وصلوا إليها حيث أنهم لا يتمتعون بالأخلاق الكافية لهذه الأمانة فما فائدة المعرفة هذا ان وجدت ! بجانب حس بعثي مقيت وأخلاق متدنية بالتعامل مع الطلبة . وأحب ان أسجل موقفا في هذا المجال فعندما سمعت بتلك الزيارة حسدت طلبة الجامعة على هذا التقدير وان تزورهم هكذا شخصيات فجامعة بغداد عريقة وجميلة جدا واليوم يكتمل جمالها بالحرية الايجابية التي تتمتع بها ففي أيامنا كانت اقرب ان تكون ثكنة عسكرية أيام الطاغية فلا مجال للكلام سوى في الدراسة فمن الصعب التناقش في أي موضوع اجتماعي أو سياسي فنصف شعبتك يعقدون اجتماعات حزبية و ثلاثة أو أربعة منهم مطالبين بتقارير عن الطلبة والكروبات على وجه التحديد فهم يكرهون التجمعات إلا بحضورهم المقيت والحديث في هذا المجال مؤلم وليس فيه جدوى سوى ان لا نجعل سلبيات الماضي تسيطر على أروقة الجامعات وبثوب جديد في الوقت الحاضر.
فالبعث يا أخوه متغير ومتقلب كما الثعابين ومخطئ من يغفل عنهم أو يصدقهم فهؤلاء زقوا الشر زقا وهنا إشارتي الى أساتذة الجامعات المشبوهين والذين حينما نزور الجامعة وكلنا أمل ان لا نجدهم بسبب ماضيهم التعس نرى على العكس تماما فهم يشغلون مناصبا أعلى مما كانوا عليه أيام الطاغية !! وهنا الخطر الجسيم الذي نتمنى من الحكومة ان لا تغيب عنه واستقرء من زيارة المالكي بأنها على يقظة من الأمر. ومن اجل التعزيز بمثل من ارض الواقع ومن أروقة جامعة بغداد كلية الهندسة نرى الأستاذ..... والذي يشغل حينها لقب رئيس قسم والذي اعتاد على اعتلاه لأكثر من قسم في كلية الهندسة ولسنيين لكونه يتكلم بلسان البعث وهو يكلم طالب دكتوراه بهذا الحوار الذي استقطع جزء منه لحضراتكم حيث انه جرى في ممر القسم على مسمع ومرأى الطلبة الطالب : دكتور تسمح لي بطلب الأستاذ : أحجي ( فالأستاذ من النوع العنتري في أجوبته حال اغلب البعثيين) الطالب: دكتور ( فالأستاذ حاصل على شهادة دكتوراه!!!) غرفة الدراسات العليا قذرة ولا يمكن الدراسة فيها فنرجو ان تأمر مستخدمي النظافة بان ينظفوها لنتمكن من الدراسة فيها فوضعها مزري. الأستاذ : وبعد كلام بعصبية مع الطالب بأنهم هم المسؤلون وأشياء غريبة قالها له والطالب في ذهول الى ان أنهى الأستاذ الدكتور في كلية الهندسة قائلا وبالحرف الواحد تروح منا لو أخليك تلحس قاعة الدراسات العليا بلسانك حتى تنظفها
لا يمكن ان أنسى هذا الموقف ما حييت وأتمنى ان لا يتعرض له أي مثقف وأعان الله هذا الطالب الذي حتما هو ألان دكتور في الجامعة اسأل الله ان يوفقه واسالكم بالله هل من الممكن ان يكون هكذا شخص وبهكذا أسلوب في أروقة الجامعة علما ان أسلوبه ثابت على هذا النحو فالأمر لايتعدى لحظة عصبية فكثيرا ما نادى طالبة كلية الهندسة ب لج والطالب ب لك !! والكارثة ان له شعبية من الطلبة الذين ينهلون من نفس المنهل الذي استسقى منه الا وهو شط البعث المقبور .
واليوم وسط ذهولي أنصدم وانا ادخل الجامعة واسأل عنه انه يشغل منصبا مرموقا في رئاسة الجامعة ؟؟؟؟ وعندما اسأل الطلبة كيف حصل يقولون لقد ثبت انه غير بعثي !!! وهنا سرت وأنا اكلم نفسي اذن من هو البعثي ربما انا البعثية وأهلي وأصحاب المقابر الجماعية !! واخبروني ان هناك من يفكر وهذا في بداية السقوط بان يتظاهروا على الأساتذة سيئي السيط وأخبرتهم ان حصل هذا أتمنى ان يخبروني ويتصلوا بي لأتشرف بحمل لافتة ضد هؤلاء الرعاع المتخفين بزي العلم للأسف هذا الزي الذي وزعه صدام لفئة معروفة ومناطق معروفة ولا أحب ان ادخل في هذا المنحى الذي يعتبر من يدخله طائفي ويواجهه ألف شخص قائلا ( تطالبون بخروجهم لان همة فلان طائفة متناسين ان المسالة مسألة تطهير حرم جامعي ولماذا سمي حرم ) وما شئننا ان كانوا من جهة معينة هل نصمت ونجامل في العلم ؟
الا ان الشيخ جلال الدين الصغير أطال الله لنا عمره وحفظ صوته المدوي في ثنايا من يمتلك فكرا وعقلا لقد قالها اثناء شرحه في احد الخطب عن العقبات التي تواجه الفيدرالية وضرورة ان تساهم شركات خارجية بالأعمار خاصة في الجنوب حيث أوضح ان نسبة الحاصلين على الشهادات العليا من أبناء الجنوب قليلة جدا مقارنة بأبناء المناطق الغربية وهذه ظاهرة لا بد من تسليط الضوء عليها.
لطالما كان هذا الرجل بلسما لكل العلل ووضوحه مثلج لصدر المظلوم فهو لا يهاب شيئا بارك الله لنا في هذه الوجوه السمحة التي مّن الله بها على العراق بعد السقوط ونسال الباري ان يخمد الإرهاب ويخذله لنتمكن من المواصلة مع شخصيات راقية بعد ان عشنا في ظلماء ولمدة طويلة فعندما يتكلم السيد الجعفري أو السيد الخزاعي عن أيام الدراسة والجامعة نتمنى ان تعاد هذه الأيام وان يكون طلبتنا بهذا المستوى من الثقافة والدراية أيام الشباب وليس كبعض الطلبة اليوم ممن لايشغلهم شيء في الكون سوى الموبايل والقلائد الأنثوية التي تحز الرقاب.
المهمة كبيرة وكبيرة في أروقة الجامعات فانها بحاجة لأساتذة امناء وتربويين فالطالب اليوم مهزوز من صعاب الحياة وطالب الغد يتيم اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار حجم القتلى في كل يوم فالمطلوب التربوية الفعالة قبل العلم والدراسة ونتمنى الاستعانة بالمرشدين الاجتماعيين والتربويين واستحداث حصة إرشادية ثابتة للطلبة بدل حصة الثقافة الصدامية الإجبارية التي كنا نأخذها كمنهج ونمتحن بها وبهذا نفّعل عمل خريجي قسم الاجتماع والإرشاد التربوي (بالنسبة للمدارس) ونستفاد من طاقاتهم لرسم طريق مشرق للطالب العراقي . الدرب طويل لكن الأمل بالله كبير والقابليات العراقية كثيرة نسال الله ان يوضع كل إنسان بالمكان الصحيح ليخدم بلده الجريح. اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha