المقالات

ما ينتظره الساسة حين الماء يمشي تحت أقدامهم

729 18:19:00 2011-01-02

تحليل سياسي للكاتب والأعلامي قاسم العجرش

عندما قلنا وقال العراقيين أننا نريد وزراءا أمنيين لحاهم بيد الشعب، فأننا نستحضر تجربة سابقة كانت فيها لحى الشعب بيد الوزراء الأمنيين، وهي تجربة الحكومتين المؤقتة والإنتقالية، ففي تجربة حكومة المالكي الأولى، فأنه وإن شاب أداء الأجهزة الأمنية الكثير من الإخفاقات، التي بعضها بسببنا نحن كعراقيين، أو بتأثيرات خارجة عن إرادتنا، ومنها أن القرار الأمني لم يكن خالصا بيدنا، لكن أداء الوزراء الأمنيين كان مقبولا الى حدما ما، ويتناعم مع ما تحت أيديهم من قدرات وأمكانات وصلاحيات، ونستحضر أيضا أن تفاهمات تشكيل الحكومة الحالية كان من بينها وجود اتفاق سياسي يقضي بان ترشح القائمة العراقية مرشحا لوزارة الدفاع، فيما يرشح التحالف الوطني مرشحا لوزارة الداخلية، على ان يكون المرشحين من المستقلين..وتعبير المرشحين المستقلين ليس تعبيرا مبهما، ولا منتجا أميبيا يتشكل بالكيفية التي تريدها هذه الفئة السياسية أو تلك، أنه تعبير ذو دلالة عراقية خالصة تعني بوضوح تام أن وزارتي الداخلية والدفاع تمثل كل العراقيين بما هم عراقيين، لا بما هم يتبعون التحالف الوطني أو القائمة العراقية..كما يعني الإتفاق أن "حق" كل من التحالف الوطني والقائمة العراقية، ليس "حقا مطلقا" بل نرى أنه "حق رأي" قابل للقبول والرفض، وبالتالي يجب أن لايكون سببا لأزمة سياسية...إن الوزارتين المعنيتين هما الممسكتين برقاب العراقيين والمؤتمنتين على دمائهم وصون حقهم وكرامتهم، وينبغي أن لا تكون أي منهما، للتحالف أو للعراقية، وليس هناك من مجال لا اليوم ولا في المستقبل، أن يتشكل وضع يقال فيه أن الجيش للقائمة العراقية والشرطة للتحالف الوطني، وبما يؤدي الى تكوين قوتين تأتمران بهذا الفريق أو ذاك..إن الجيش العراقي والشرطة العراقية يجب أن يبقيان عراقيين خالصين حتما، وليس من المقبول أن يرأس أي منهما وزير حزبي..كما أنه ليس من المقبول أن يستوزر وزير للدفاع أو للداخلية عينه على فم رئيس حزبه أو كتلته فينفذ ما يقول، والمطلوب أن يكون أي منهما مرتبط بشخص رئيس الوزراء وليس بغيره حتى تحدد مسؤوليات الأخفاق ومواطن النجاح.... ويبدو أن الوقت سيطول كي يكتمل عقد الحكومة بكامل عديد وزرائها بضمنهم الوزراء الأمنيين، إذ تذهب تقديرات المتفائلين الى مالايقل عن شهر، فيما المتشائمين يقدرون أشهرا لا تقل عن ستة، بينما المتشائلين إن صح الوصف يقبلون بثلاثة أشهر، ومهما كانت المدة، سواءا مضى شهر أو ثلاثة أو ستة، فهذا فشل كبير تتعرض له العملية السياسية، ويعكس جسامة مستوى الصراعات بين الكتل السياسية، ويمكننا أن نعتبره فشلا طبيعي في الديمقراطيات المستقرة التي مضى زمن طويل على تداولها في أوطانها، غير أن الأمر ليس طبيعيا في ديمقراطية وليدة ما زالت تحبو، فيفترض بمن تصدوا للعملية السياسية بنسختها الديمقراطية أن يعبروا عن مستوى حرصهم على إستمرارية العملية السياسية وأن تنمو نموا سريعا وسليما، ولن يتم ذلك بطريقة التناحر والتنازع السائدة الآن، فهي طريقة تدل على أن مستوى وعي السياسيين بما ينتظره منهم الشعب قليل، وهم غير مستعجلين لأن يسيروا بسفينتهم الى أمام، وما زالت ذاتياتهم وذاتيات أحزابهم أهم من مصالح الشعب، وخير دليل على ذلك تركهم الميزانية وقانون النفط والغاز وقانون الأحزاب وحزمة ضخمة من القوانين على الرفوف وصار همهم من يتولى منصب مخصصاته أكثر من أربعين مليون دينار، وحتى لو نجحوا في تجاوز الأمر اليوم أو غد ، لكن ما جرى يبقى علامة ليست من صالحهم في سجلهم المملوء بالأخطاء، نحن نهمس في أذانهم وللتذكير فقط، وحتى لا يمشي الماء من تحت أقدامهم وهم لا يعلمون، فنقول: تذكروا أن الشعب العراقي يحفظ لكم ممارساتكم السياسية التي آذته كثيرا، بقليل من الود وكثير من الرفض، والأنتخابات القادمة قادمة باذن الله، وسترون كيف يترجم شعبنا الأبي مشاعر الرفض...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك