المقالات

تضحياتنا ودماؤنا أبعدتا شبح الحرب الاهلية

1651 05:25:00 2006-11-16

( بقلم : علي حسين علي )

في اواخر عام 2003 وجه الارهابي (الزرقاوي) رسالة الى مريديه وانصاره من الاشرار، أمرهم فيها باستفزاز الشيعة وايذاءهم، وقال في الرسالة الخبيثة تلك والتي نشرت على نطاق واسع في حينه: اقتلوا زعماءهم ورموزهم ودمروا حسينياتهم وعتباتهم واحرقوا كتبهم ومكتباتهم.. ولا تتركوا منهم طفلاً يقع بين ايديكم حياً، ولا امرأة ايضاً.. واقطعوا نسلهم كلما استطعتم ذلك.

كان ذلك فحوى ومضمون الرسالة الشيطانية (الزرقاوية) الى اتباعه المجرمين.. ولم يكتف الارهابي بذلك، بل حثهم على استفزاز الشيعة بحيث يأتي رد فعلهم – أي الشيعة- قوياً، وبيّن الزرقاوي ما يسعى اليه قائلاً: (ان ردود افعالهم ستدفع السنة الى الالتفاف حولكم-مخاطباً اتباعه- وكلما كان رد الفعل قوياً فان الحرب بيننا وبينهم -أي الحرب الاهلية- ستقترب ساعتها، وهذا كل ما نرجوه.. فعلينا ان ندفع بهم الى محاربة السنة.ولعل اول الرموز التي نصح الزرقاوي بقتلها هو شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم(قدس) وبعد ذلك توالت عمليات قتل رموز الشيعة وشخصياتهم السياسية والدينية.. وترافقت عمليات القتل تلك باخرى استهدفت الشعائر الحسينية، ففجر الارهابيون في محرم، وفي العاشر منه، قنابلهم ومفخخاتهم وسط المعزين باستشهاد الامام الحسين(عليه السلام) في كربلاء والكاظمية.. ولم تسلم المساجد والحسينيات من الايدي الشريرة فتساقطت سقوف الكثير منها على رؤوس المصلين والمؤمنين.. ولما كان كل ذلك لم يدفع لا بالشيعة الى ردة فعل ولا بالسنة الى مواجهة ردة الفعل، بدأ التكفيريون والبعثيون مرحلة جديدة من القتل الجماعي فتفجرت المئات من السيارات المفخخة والاجساد النتنة وسط جموع الناس وفي الساحات العامة، وفي الشوارع وامام الجامعات وعند ابواب المستشفيات وداخلها في بعض الاحيان.. وبدأت عملية اكثر خسة وهي ذبح اتباع اهل البيت(عليهم السلام) على الطرقات العامة، واشتهرت منطقة اللطيفية واليوسفية بهذا الفعل الاجرامي الخسيس، ووصلت الخسة بالارهابيين التكفيريين الى حد قتل مشيعي الجنائز المتجهين الى النجف الاشرف لدفنها ورمي الجثث في الانهار والمبازل.. وامتلأ دجلة بالالاف من جثث محبي أهل البيت(عليهم السلام) ممن تمر طرق وصولهم الى بغداد بالراشدية والطارمية وما جاورهما.. ثم كانت الفعلة الجبانة وهي تهجير ما يقرب من مليون شيعي من مناطقهم قسرياً وسلب ممتلكاتهم وقتل رجالهم قبل ان يتم طردهم من بيوتهم.

كل هذه الاعمال الإرهابية الاجرامية لم تدفع الشيعة الى ردة الفعل التي توقعها وتمناها الزرقاوي النافق.. لكنه وفي يوم من الايام السود فجر الإرهابيون التكفيريون والبعثيون مرقد الإمامين العسكريين(عليهما السلام) في سامراء، واهتز العراق من شماله الى جنوبه لهذا العمل الاجرامي الذي فاق كل ما يتوقعه الناس في بلادنا.. وكادت ان تكون فتنة كما اراد لها (الزرقاوي) واتباعه، وتحرك الكثير الكثير باتجاه مساجد السنة ومناطقهم كرد فعل على الحادث المهول لكن الامام السيستاني(دام ظله الشريف) اوقف هذا المد الهائج عندما طلب من اتباع اهل البيت(عليهم السلام) حماية مساجد وارواح أخوتهم السنة، ودعاهم الى عدم الانسياق وراء المخطط الارهابي الذي يهدف الى اشعال حرب طائفية.

وفي ساعة، او اقل من ذلك، تراصت صفوف الشيعة امام مساجد السنة لتحميها من الغاضبين الهائجين المنكوبين بهدم قبور ائمتهم.. وفي ساعة او اقل منها وضع الشيعي يده بيد السني ليحموا الاحياء والمناطق والبيوت السنية من غضبة الغاضبين.. وفي ساعة واكثر منها، عاد كل شيء الى نصابه.. الا الجرح الغائر والحزن العميق على مراقد العسكريين(عليهما السلام) المظلومين في عصر الاستبداد العباسي وفي عصر الارهاب الزرقاوي.

وبعد هذا الحدث الجلل استهدفت مراقد اهل البيت في مناطق عديدة من العراق.. وتواصل هدم الحسينيات واستمرت المفخخات تتفجر في مناطق الشيعة.. وقلما سمعنا ان منطقة يسكنها السنة قد تعرضت الى ما تتعرض له المناطق الشيعية، واذا اردنا معرفة السبب في ذلك، فان الشيعة مسلمون مؤمنون وكذلك اخوتهم من السنة، الا ان الارهابيين الذين يزعمون انهم مسلمون وسنة لاوجود لهم بين الشيعة فأمنت مناطق واحترقت اخرى، لأن الرد على القتلة- كما يؤمن الشيعة- يجب ان يوجه لهم وليس للامنين الابرياء.اكثر من ثلاثة اعوام واتباع اهل البيت(عليهم السلام) يذبحون على الهوية.. وترتكب ابشع الجرائم بحقهم، ومع انهم كانوا قادرين على الرد.. الا انهم احتسبوا ذلك عند الله، وفوضوا اليه امرهم وامر الظالمين، وعليه.. فان الذي مضى قد أدمى القلوب وأشاع الحزن في كل نفس، الا ان الصبر الحكيم كان قد لجم الغضب ليحول دون بروز الفتنة الطائفية، وليحاصر الحرب الاهلية التي يعمل الإرهابيون والتكفيريون والبعثيون على اشعالها.. وحسبنا الله الذي لا قوة الا به.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك