( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )
يكاد ينقضي عامان على تأسيس كتلة الائتلاف العراقي الموحد التي خاضت انتخابات مطلع عام 2005 وفازت بـ(148) مقعداً في الجمعية الوطنية الانتقالية، كما خاضت انتخابات اواخر العام الماضي وحصلت على (130) مقعداً في مجلس النواب (الدائم).
وتصدت كتلة الائتلاف العراقي الموحد لاهم واخطر الاحداث في بلادنا، ففي ظل وجودها الكبير كماً ونوعاً في الجمعية الوطنية الانتقالية اقر الدستور العراقي الذي يعد بحق الاب الشرعي لكل القوانين التي صدرت والتي ستصدر بما يضمن وحدة العراق ونظامه الفيدرالي التعددي الديمقراطي واذا ما كانت الافعال مقياساً لنجاح او فشل أية حركة سياسية فان اقرار الدستور وحده كافٍ لأن تفتخر به كتلة الائتلاف العراقي الموحد اليوم وغداً وبعد غد.
والحكومتان اللتان تزعمتهما الكتلة العتيدة (الانتقالية) و(حكومة الوحدة الوطنية الحالية) هما ايضاً انجاز آخر رغم كل الاشكالات التي رافقت ادائهما اذا ما اخضعنا ذلك الاداء للاستحقاقات التغييرية تعيشه الشعوب والدول والانظمة خصوصاً ان الحكومتين واجهتا نمطاص ارهابياً فريداً من نوعه على مختلف حقب التأريخ.وكانت قيادة الائتلاف وزعامتها على مستوى الحدث والتحديات التي تعرضت لها البلاد، وواجهت بحكمة وحنكة مخاطر استهدفت بنية الائتلاف اولا،ً ولكن كل تلك المخاطر كان يمكن ان تترك بصماتها غائرة في الجسد العراقي لولا التصدي والارادة القوية التي استظل بها الائتلاف.
لا نريد هنا ان ندخل في ذهن القارئ الكريم بان الائتلاف كان يمتلك عصا سحرية، وقد تلاشت كل المشاكل والمصاعب بضربة واحدة منها.. ان في ذلك افتئات على الحقيقة فالائتلاف لا زال يواجه صعوبات اخطر واشد من سابقاتها.. وكانت زعامة الائتلاف تنجح احياناً وتخطئ احياناً ولكنها ان اخطأت تعلمت من اخطائها وتلك الحكمة بعينها.
لقد ظن بعض من انضوى تحت جناح الائتلاف في انتخابات مطلع عام 2005 انه يستطيع ان خرج من تحت الجناح القوي ان يحقق انجازاً شخصياً او فئويا،ً لكن كل من رأى هذا الرأي كان على خطل، فلم ينجح اياً من الذين انعزلوا عن الائتلاف في انتخابات اواخر عام 2005 رغم انهم كانوا (نجوماً) في الدولة والمجتمع قبل الخامس عشر من كانون الاول عام 2005.
ولعل هذا يحثنا على التأكيد بان من يفكر بالخروج على الائتلاف اوعلىآلياته وثوابته التي تأسس وفقها اليوم وغداً ايضاً لن يكون بافضل حال من السابقين.. فالائتلاف خيمة واسعة من يبتعد عنها سيشعر بالخسارة الفادحة ولو بعد حين!.
ان قوة الائتلاف الذي تحول الى مؤسسة رصينة وقوية خلال السنتين الماضيتين تتأتى من ديمقراطيته فالائتلاف العراقي الموحد، على قصر عمر تجربته السياسية يعد الطليعي بين الكتل السياسية العراقية في الالتزام بالآلية الديمقراطية حقيقة لا قولاً فقط.
وهذه القوة وما يتبعها من اصرار على مواصلة المسيرة.. تقنعنا حقيقة، بان الائتلاف العراقي الموحد سيظل قوياً وعصياً على القسمة او الشخصية ايضاً وما يضعنا في خانة الامان هو ان كل من خرجوا منه قد ندموا كثيراً، ومن تراوده فكرة الابتعاد عنه اليوم سيحسب الف حساب للفشل.. ومؤسسة الائتلاف العراقي صارت وبدون مبالغة، شامخة وضربت جذورها في عمق الارض بعيداً، وهي اكبر من ان تختصر في واحد، او يحتويها اياً كان.. وهي –أي مؤسسة الائتلاف – ستظل هكذا تتصدى للاعاصير والاخطار من داخل و خارج بنيانها وتبني تقاليد وقيم واعراف ديمقراطية جديدة.
https://telegram.me/buratha