( بقلم : اسعد راشد )
ما نشرته صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية حول سعي "الشيعة" ـ وهم يقولون ايران ! ـ لتعيين قيادة موالية لهم في تنظيم القاعد وتبني الاعلام الاحمق والخبيث العربي ما نشرته تلك الصحيفة الغبية ورفعه علما لربط الشيعة باحد اخبث واكبر التنظيمات الاجرامية والارهابية في العالم واكثرها عدوانية وحقدا ضد الشيعة يثير اكثر من سؤال ويدعوا الى التوقف مليا حول الهدف من هذه الدعاية العربية التي يشكك البعض من المراقبين في المصادر التي استقت منها تلك الصحيفة معلوماتها حيث لا يستبعد ان تكون اجهزة مخابرات عربية دفعت مبالغ طائلة كرشوة للصحيفة لنشر مثل ذلك التقرير الكاذب والمثير للسخرية وضحكا على الذقون واستخفافا بالعقول ولم تكشف الصحيفة التي تدعي ان "مسؤولين في جهاز استخبارات غربي"! قد كشفوا عن ذلك التقرير هوية اؤلئك المسؤولين المجهولين الا ان بعض المراقبين السياسيين الذين يدركون مدى الهوة القائمة بين الشيعة والقاعدة والعداء المستحكم الذي يسود في علاقات الطرفين العدوٌين اللدودين يرجعون مصادر التقرير الى المخابرات العربية وبعض الانظمة العربية المتورطة فعلا في علاقاتها مع ننظيم القاعدة الذي تاسس ونمى برعايتها وتخرجت قياداتها من مدارسها الدينية الاصولية في الرياض .
العالم يعلم ان تنظيم القاعدة عدوا للشيعة وان قادتهم يكفرون الشيعة قاطبة ويبيحون دمائهم ويدعون اتباعهم من السلفيين الى قتل كل من ينتمي الى المذهب الشيعي وهذا الامر قد تجلى واضحا في الاحداث المرعبة والعمليات الاجرامية الارهابية التي يقوم بتنفيذها القاعديون المجرمون وحلفائهم من البعثيين كما لا ننسى حتى ايران التي اصبحت "شماعة" الاعراب لتعليق غسيلهم الوسخ عليها تخوض حربا شرسة وبلا رحمة مع القاعدة وحلفاءهم في الجماعات التكفيرية السلفية المتطرفة في مناطق بلوشستان الايرانية وقد اقدمت اخيرا على اعدام ست اشخاص منهم بعد ان ارتكبوا جرائم قتل ارهابية بحق المدنيين الابرياء وبحق بعض رجال الامن.
والواضح ان هناك اجندة اقليمية عربية واخرى دولية تحاول ايجاد مبررات ضغط على الايرانيين للتنازل او التفاوض من موقع الضعيف حول الملف النووي وان تطلب الامر ان يخلقوا اكاذيب ويسوقوا دعايات تكون اضحوكة العالم ولا يصدقها حتى الاطفال .
القاعدة تنظيم ارهابي تكفيري حواضنهم معروفة ‘ لهم قواعد في مناطق سنية يتحركون بسهولة وحرية لتنفيذ عملياتهم الاجرامية يحظون بدعم عربي اقليمي ومحلي واضح ‘ الاموال والاسلحة تتدفق عليهم من اقطار العالم العربي ولا يستنكف ذلك الدعي الزنيم الضاري ان يدعي بان "القاعدة" تنظيم "مقاومة" يقاوم الاحتلال! فيما الدول العربية تقدم التسهيلات الكبيرة لعبور عناصر القاعدة الى العراق عبر حدودها لقتل العراقيين الشيعة وتنفيذ العمليات الانتحارية ضد المدنيين من اتباع المذهب الشيعي .
الشيعة في حرب ضروس مع القاعدة وهذا الاخير يعتبر ان هدفهم الاول في عملياتهم الاجرامية هم الشيعة فكيف يمكن ان نصدق تحرصات واكاذيب الاعلام العربي والمرتشين والقابضين بالدولار في صحيفة تلغراف بان الشيعة يسعون لزرع قيادات تابعة لهم في القاعدة! ‘ فلماذا باالذات تبنت وسائل اعلام معينة وتابعة لدولة راعية للارهاب القاعدي الوهابي هذا التقرير ؟ السعوديون هم من اوجدوا القاعدة وكان مواطني النظام السعودي هم قاموا بعمليات قتل المدنيين في احداث 11 سبتمبر واليوم يتهم بلير رئيس وزراء بريطانيا بعظمة لسانه المتطرفون السنة من الجماعات السلفية في بريطانيا بانهم يخططون لتنفيذ اعمال ارعابية ونشر ثقافة التطرف الديني ‘ فهل يعقل ان يتحالف الشيعة مع جلاديهم واعدائهم وخاصة مع هذه الفئة المارقة المجرمة وارهابية المتورطة في اراقة دماء الالاف من ابناء الشيعة في العراق وافغانستان ؟
تنظيم القاعدة صناعة عربية سعودية بامتياز يتحرك قادته وعناصره بضوء اخضر من الاعراب وانظمتهم ‘ خطاب القاعدة اليوم هو ذات الخطاب الذي يروجه الاعلام العربي في وصف الشيعة بالصفويين وتهويل خطر "الشيعة" من خلال ربطهم باجندة وهمية وحتى الخطاب الاخير للمجرم الارهابي ابوحمزة الهاجري كان مطعما بفكر شوفيني عنصري طائفي لا يخلوا من مفردات جرت العادة ان ينبح بها البعثيون وحلفاءهم العرب في ربط كل حدث بـ"اطماع فارسية" كما ادعى ذلك الزنيم ‘ اليس الامر فيه الكثير من التناقضات وقد حاول الاعلام السعودي باالتحديد وادواته "العربية" تبني تقرير جريدة "ديلي تلغراف" وابعاد تهمة دعم الارهاب ورعايته ماديا ومعنويا وفكريا عن النظام السعودي الذي يعمل بكل خبث اليوم لرمي الكرة في ملعب الاخرين من خلال بناء ما يدعون "سياج حدودي لمنع الارهابيين من التسلل الى السعودية"!! والحال ان الارهابيين كما نعلم ان ينفذون اجرامهم وارهابهم في العراق وليس العكس و ان التسلل يحصل من السعودية الى العراق وما يروجه السعوديون لا يعدوا انه دعاية ماجنة وفاجرة وضحك على الذقون للتغطية على سيل من المتطوعين السعوديين التكفريين الذين يتسللون الى العراق والتستر على ما يقوم به شيوخ الجهاد والسلفية في مساجد وجوامع السعودية من تحريض ودعوة للذهاب الى العراق للقتال ولذبح الابرياء وخاصة الشيعة .
الدعاية العربية مكشوفة ومفضوحة فالقاعدة تكفر كل الشيعة ومن ضمنهم شيعة ايران والعداء بين القاعدة وايران ليس جديد بل يعود الى عهد الدولة الظلامية الطالبانية في افغانستان عندما قامت عصابات القاعدة والطالبان بتحشيد عناصرها الارهابية على حدود ايران وقامت بعمليات استفزازية من قتل وقصف واليوم يحاول السعويون وحلفاءهم بقلب الاية من خلال ابعاد تهمة التعاون بين القاعدة والانظمة العربية ولصق ذلك باالشيعة سواءا في العراق او ايران او حتى لبنان الذي يعيش اليوم مخاضا عسيرا ولم يكن بيان تهديد زعم انه صادر من القاعدة ضد حكومة السنيورة التي يجاهر السلفيون القاعديون في لبنان بدعمهم لها ـ كما جاء في تصريح لزعيم السلفية في لبنان لقناة الجزيرة في برنامج لفاء اليوم ـ ولمساعي الحريري الا احد افرازات الفزع العربي وخاصة السعودي من تصاعد مطالب المجتمع الدولي لوقف الفكر التكفيري ووأده في مهده السعودي !
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha