( بقلم : باسم العوادي )
بعد مرور اكثر من اسبوعين على اغيتال كلا من الاستاذ جاسم الذهبي والاستاذ عصام الراوي كان لابد من مناقشة قضية تغطية الفضائية العراقية للحادثين وتأخير هذا الطرح جاء باعتبار ان صدور حكم الاعدام على الطاغية صدام وما لحقه من احداث قد شغلا الاعلام العراقي بصورة واسعة فارتأينا تأخير الحديث عن الحادث الى هذا الوقت لكي يصل صوتنا الى من يعنية الأمر بصورة واضحة ولايضييع بين طيات احداث الحكم على صدام . في يومين او ثلاثة وبصورة متلاحقة تم اغتيال كلا من الشخصية الاكاديمة العراقية المرموقة الاستاذ جاسم الذهبي وهو واحد من ابرز اكاديمي العراق وعميد كلية الادارة والاقتصاد هو وزوجته واولاده الثلاثة بسيارته الشخصية دفعة واحد وبدون اي وازع من ضمير او رحمه او انسانية وهو شيعي وسبقه او تلاه وليس هذا المهم اغتيال الاستاذ عصام الراوي الذي اسس بعد سقوط سلطة صدام ما يسمى بجماعة التدريسين العراقين وكان يعرف بانه رئيسا لها رغم اننا لحد هذه اللحظة لم نعرف اي شخص ولم نسمع عن اي اكاديمي قد قال انه كان يعمل في هذه الجماعة او عرف نفسه على اساس انه عضو فيها ولكن المهم ان الاستاذ عصام الراوي قد كان عضوا في هيئة علماء السنة في العراق وهنا لابد على التركيز على هذه العضوية . وبعد اغتيال الراوي كان خبر اغتياله قد غطى معظم اخبار الفضائيات العراقية والعربية وسارعت العراقية بعد يومين من اغتياله لكي تنعاه ببرنامج خاص عن حياته وعن مشاركاته في الحوارات السياسية والدينية من على شاشة العراقية بالخصوص ونعته بانه شهيد الاعتدال ، لا اعرف الراوي كشخص ولكنه اعرفه كسياسي عراقي حيث كنت قد حاورته من على شاشة قنوات العالم و سحر والكوثر لاكثر من خمسة مرات متتالية في برنامج من العراق في فضائية العالم وبرنامج قضية ساخنة في فضائية سحر ونفس البرنامج في فضائية الكوثر وخلال هذه المحاورات كان مدافعا عن ما يسمى بالمقاومة العراقية بل دافع عن الارهاب في العراق ودافع حتى عن الزرقاوي وكذب مرات ومرات وقال ان الزرقاوي شخص لاوجود له وتهجم على الشيعة واتهمهم بالعمالة للاجنبي وبالطائفية والقدوم مع الاحتلال والسطو على السلطة ولم يعترف بالعملية السياسية في العراق حتى لحظة اغتياله باعتبارة عضوا في هيئة علماء السنة التي لا تعترف بالعملية السياسية على الاطلاق وهذا هو منهج رئيسها حارث الضاري رغم كل اللغط الذي يدور عن هذه الهيئة وعن دورها في تأجيج روح الطائفية بل والمشاركة حتى في دعم العمليات الإرهابية واخيرا وليس آخرا تصريحات الضاري الاخيرة التي وصف فيها العصابات الأرهابية التكفيرية بالعراق بانها مقاومة ووصف تنظيم صحوة عشائر الانبار بانهم لصوص وقطاع طرق ونكرات لانهم ابناء البلد الذي ارادوا ان يحكموا منطقتهم بانفسهم بلا حاجة للقاعدة او البعث وبالتالي فالاستاذ عصام الراوي ينتمي الى هذه المدرسة بدليل كونه عضوا فيها بل هو عضوا بارزا وناشطا فيها فكيف يكون من هو كذلك رمزا للاعتدال؟؟؟!!! هنا تسكب العبرات .في حين ان العراقية قد تجاوزت خبر اغتيال جاسم الذهبي ولم تشر اليه الا في السبتايتل او بصورة عابرة في نشرات الاخبار ولم تنعته باي نعوت لا سلبيه ولا ايجابية ولكي نركز على هذه المفارقة لابد من ذكر الفوارق بين الاثنين لكي نكون فكرة عن موقف العراقية من الاثنين؟؟ وهل كانت العراقية واقعية ومنطقية فيما قدمت ؟؟؟ وهل كانت محايدة او مهنية فيما فعلت ؟؟ 1 ـ كان الاستاذ جاسم الذهبي عميدا لكلية الادارة والاقتصاد في بغداد ، فيما لم يكن الاستاذ عصام الراوي عميدا لاي كلية .2 ـ كان الاستاذ جاسم الذهبي من ابرز الوجوه الاكاديمة التي وصلت الى ما وصلت بالكفاءة الشخصية والجد والاجتهاد في زمن كان امثاله من الاستاذة محاربون لانهم شيعة فيما وصل الاستاذ عصام الرواي الى الدكتوراه في زمن كانت فيه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تسمى وزارة التعليم العاني والبحث الراوي حيث كانت اغلب مفاصل التعليم العالي في العراق تخضع لسلطة الاساتذة من ابناء رواه وعانه وبعض ابناء الدور بالخصوص.3 ـ قتل الاستاذ الذهبي هو وزوجته واطفاله دفعة واحده ، فيما قتل الراوي وحده ولم يعتدى على اي من اهل بيته . 4 ـ كان الذهبي استاذا بعيدا عن التحزب ولم ينتمي لاي حركه او حزب سياسي ، فيما كان الراوي عضوا في هيئة سياسية هي جزء من معركة سياسية مع اغلب العراقيين. 5 ـ لم يظهر الذهبي على اي فضائية ولم يشارك في اي حوار ولم يهاجم اي مذهب او قومية ، فيما ظهر الراوي كثيرا وحاور وهاجم وكفر وسب وشتم وتهجم والستجيلات بالعشرات دليل على ذلك واضعف الايمان تجربتي الشخصية معه في الحوارات . 6 ـ لم يكن الذهبي جزاء من اي معركة سياسية وبالتالي فعملية اغتياله معروفة الهوية فقد قتل لكونه شيعي فحسب، بينما كان الراوي جزء من معركة سياسية ومذهبية وقومية في العراق بمعنى انه لايمكن تحديد جهة محدده او اتهام جهة معينة باغتيالة فقد يكون من اغتاله شيعي او قد يكون سني في جهة سياسية مخالفة ومتصارعة مع هيئة علماء السنة وقد يكون كردي لصراع كذلك او قد يكون الامريكان او قد تكون عصابات اجرامية او قد تكون عملية ثارية، وهذا طبيعي فمن هو جزء من معركة يكون استهدافه امر طبيعي لكن غير الطبيعي هو ان يستهدف اكاديمي عراقي كالذهبي لا هم له إلا الدارسة والعلم والتطور والنهوض بواقع التعليم العراقي.وهنا يكون السؤال والذي يجب ان يطرح على مسؤولي قناة العراقية من هو الاحق بأن ينعى ؟؟؟ ومن هو صاحب الحق بان يوصف بانه زعيم الاعتدال ؟؟؟ ومن صاحب الحق بان يوصف بانه من رموز الثقافة الاكاديمية في العراق ومن هو الاحق بان تعرض الفضائية العراقية برنامجا عن حياته وتدل الناس على آثاره وتعرف العراقيين بدوره بالرغم من انه قد قتل هو أهل بيته بصورة طائفية معروفة هل هو الاستاذ جاسم الذهبي ام الاستاذ عصام الراوي . هنا قد يقول قائل وهل تحلل انت في هذه الأسطر عملية اغتيال الراوي لكنه جزء من معركة أقول ( لا ) ثم ( لا ) ولكن المنهج العقلي يؤكد على ان خبر سماع مقتل شخص في جبهة امر طبيعي لكن مقتل برء في شارع حدث يسترعي الاهتمام والانتباه وعلى هذا يجب ان تسارع وسائل الاعلام لتتبع خبر مقتل البرئ واهداف قتله وخلفياته وتداعياته والدوافع المؤدية الى ذلك على عكس مقتل الاخر في الجبهة المواجهة باطلاقة مقصودة او غير مقصودة في اي طرف مواجهة له. فهل اتبعت العراقية منهج العقل في التعاطي مع الاستاذيين الذهبي والرواي في التغطية والاهتمام بالحدث وبراز الشخصيات والتعريف بها والحديث عن دورها الوطني ام انها اتبعت اساليب لا يمكن ان توصف بانها عقلائية ومنطقية او على اقل التقادير مجاملاتية لهذه الجهة او تلك على حساب ارواح الابرياء من العراقيين.كل ما اريد ان اقوله ان تخبطات العراقية بدأت تكثر وان عثراتها بدأت تكرر ونحن نريد لها ان تنهض وتتقدم وان تتمسك بالحقيقة ولا تكون طرفا مجاملا ، كان على العراقية ومسؤوليها على اقل التقادير ان يشاهدوا فضائية حزب البعث في العراق وهي فضائية الشرقية لكي يقارنوا بين ادائهم الاعلامي وبين اداء حزب البعث في الشرقية حيث سيجدون على ان اداء حزب البعث في الشرقية يتقدم بخطوات عديدة على ادائهم المتردد والذي لايمتكلك بوصلة. باسم العوادياشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha