( بقلم : سعد البغدادي )
اغلب الظن ان الذين يجاهرون بنسبة العراقيين الى المذهب الصفوي او السلجوقي لايعرفون من هو العراقي وليس لهم معرفة بتاريخ المذاهب والاسر الحاكمة في العراق, فقد شاع استخدام مصطلح الصفويون ويراد منه شيعة العراق وفي الجانب الاخر يغمز للسنة بانهم سلاجقة لا ان الغريب في الامر ان هذه المصطلحات شاع استخدامها على مستويات عليا من الطبقة السياسية واصبح تداولها لايشكل حرجا حينما نسمعها من رئيس كتلة برلمانية او نائب رئيس الجمهورية .والصفويون يرجع نسبهم الى ، آل صفويان: سلالة تركمانية من الشاهات حكمت في بلاد فارس (إيران) سنوات 1501-1722 م..أسس الشيخ صفي الدين الحلي (1252-1334 م) طريقته الصوفية في أردبيل وهو على المذهب السني (شمال شرق إيران، وجنوب أذربيجان) سنة 1300 م. أصبحت أردبيل عاصمة دينية ثم سياسية لأتباعه (مع تحولها إلى حركة سياسية). تحول أبناء هذه الطائفة منذ منتصف القرن الـ15 م إلى المذهب الشيعي. نجح الصفويون في الوصول إلى الحكم (على بعض المناطق) أثناء زعامة جنيد (1447-1450 م) ثم حيدر (1460-1488 م)، تولى شاه إسماعيل (1501-1524 م) منذ سنة 1494 م زعامة التنظيم وقام بالدعوة إلى المذهب الشيعي. استولى على مناطق (گيلان)، واصل سنوات 1499-1501 في توسعه حتى شمل كامل بلاد فارس (إيران). قام بطرد القراقويونلو سنة 1507 م واستولى العراق. أقر المذهب الشيعي الإثني عشري مذهبا رسميا للدولة. حاول أن يسوي بين الفئات التركمانية في الجيش (القزلباشي) والفئات من أصول إيرانية (الإدارة). انهزم أمام العثمانيين في موقعة خلدران (جيلدران) سنة 1514 م. توالت الحروب بينهم وبين العثمانيين على الحدود الغربية من البلاد من جهة، و بين الأوزبك (الشيبانيون في بخارى) على الحدود الشرقية من جهة أخرى.
هذه هي الحركة الصفوية ابتدءت من المذهب السني متخذة من الطرق الصوفية وسيلة لصعودها السياسي لتنتهي الى المذهب الشيعي فهي من الفها الى يائها ايرانية المنشأ دخلت الى العراق عن طريق الغزولمصالح سياسية ,والتصور الاخر ان التشيع في العراق هو اقدم من هذه الحركة السياسية واهل العراق هم اقدم من هذه الحركة
فلماذا يتخذ الدليمي اسم الصفوية لينعت به اعضاء البرلمان العراقيالذين صوتوا لصالح نظام الاقاليم ولماذا يجاهر مشعان بان شيعة العراق هم صفويون وفي المجالس الخاصة يتهم السنة بانهم سلاجقة وليس لهم ولاء للعراق منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة, ففي زمن فيصل كان ولاء السنة للانكليز وقد كان عبد الرحمن النقيب افضل امعة لذلك وفي عهد قاسم تامر السنة مع عبد الناصر لاسقاط الثورة وجاء عبد السلام ومن بعده من الحكام السنة ليضعوا العراق وخيراته تحت تصرف العرب
هولاء السلاجقة الذين يغمز السنة بانهم احفادهم ترجع اصولهم الى إحدى العشائر المتزعمة لقبائل الغز التركية. دخلت هذه العشيرة في الإسلام أثناء عهد زعيمها سلجوق سنة 960 م. دخلوا بعدها في خدمة القراخانات في بلاد ما وراء النهر. قام أحفاد سلجوق، طغرل (1038-1063 م) و جغري (1038-1060 م) بتقسيم المملكة إلى نصفين. النصف الغربي و قاعدته أصفهان، النصف الشرقي و قاعدته مرو. بعد انتصاره على الغزنويين (سنة 1040 م بالقرب من داندنقان) توسعت مملكة طغرل بك إلى الغرب أكثر. ثم ضمت فارس إليها سنة 1042 م، بعض الأجزاء من الأناضول، ثم العراق أخيراً سنة 1055 م، بعد القضاء على دولة البويهيين في بغداد و إعلان نفسه كحامي للخلافة العباسية (خلع عليه الخليفة لقب السلطان). بلغ الدولة أوجها في عهد السلطان ألب أرسلان (1060/63-1072 م) ثم ملك شاه (1072-1092 م) من بعده، كما قام وزيره نظام الملك (1060/65-1092 م)و بإنشاء العديد من المدارس لتثبيت مذهب أهل السنة في المنطقة. استولى السلاجقة على أرمينية سنة 1064 م، ثم بسطوا سيطرتهم على الحجاز والأماكن المقدسة منذ 1070 م. كما حققوا انتصارا حاسما على البيزنطيين في ملاذكرد سنة 1071 م. أكملوا بعدها سيطرتهم لتشكل كامل الجزيرة العربية تقريبا.
فهل حقا نحن صفويين وسلاجقة جئنا الى هذه الارض ولنا مطامح اجترار تاريخي وهل حقا ان الدليمي يريد تكرار موقعة جالديران ليهزم خصومه هل حقا ان طارق الهاشمي يتقمص دور طغرل الكبير وان الحكيم هو عباس الصفوي ؟ جاء ليجعل من الحضرة الكيلانية مزبلة لرجاله؟
هذا هو الخطاب السائد اليوم اما العراقي السومري اما ملحمة كلكامش وانكيدوا والقانوني الكبير حمورابي اما تاريخنا الذي ورثناه اما عراقيتنا التي عرفناه فهي كانت مزيفة؟
لان الارض ليس ارضنا السنة يريدون مفاتيحها بيد العرب. يتغزل قادة السنة السياسيون بالدور العربي بل ان طارق الهاشمي بكى على الجزيرة لان الدور العربي لم يرق الى المستوى المطلوب وهولاء القادة يتخذون من هذه الدول مقرا وسكنى لهم لان ارض العراق ليس ارضهم تلك المماهاة بين الفكرالماضي واجتراره الى الحاضر هي حلم السنة العودة الى وطن تشيده الجماجم والدم هي الامل السني في الحكم والشيعة في الطرف الاخر ترى ان هذه الجماجم الشيعة لاتشيد وطنا للسنة بعد اليوم اي مفارقة هذه هي نفس المقاربة التي تحول فيها اسم علي او عمر الى جريمة الى هوية للقتل اليومي في الاعظمية والشعلة هي نفس المقاربة التي تحولت القاعدة الى فكر ارهابي وفكر مقاوم وهي نفس المقاربة التي تحول فيها صدام الى دكتاتور وقائد الحملة الايمانية وهي نفس المقاربة حينما يتحول السياسي العلماني مثل هارون محمد الى ديني متطرف( سلفي) يدحض بالحجة والدليل الفقهي ان عليا ولي الله؟ وان الاذان المحمدي يخلوا من ذكر عليا وان النص لايساعد على هذه الحجة
هذه المقاربة هي التي جعلت خلف العليان يقول ان العرب السنة ويقصد بهم السلاجقة سيحاربون معنا ضد الصفويون(الفرس) لان قادسية صدام كانت بنفس القياس ( اجترار الماضي لتشيد الحاضر) وفي خضم هذا الصراع تضيع علينا مفردة العراقي فنسمعها من مطرب شعبي من الدرجة الاخيرة ليعرف لنا ان العراقي هو من يشرب من لبن اربيل وياكل من خبز الصويرة ويفجر نفسه وسط من يبحث عن لقمة الخبز؟
https://telegram.me/buratha