لم يبقى من اعلانهم الحرب الاهلية سوى انسحبهم من العملية السياسية!!! ما الداعي لكي يهددون بالانسحاب من الحكومة ومن العملية السياسية ويؤذنون لإعلان الحرب الأهلية؟! الحكم بإعدام صدام هو محك اختبار للنوايا وقد توحدت مواقف الإرهابيين مع بعض البرلمانيين وهم يتحسرون على صدام ويطعنون بعدالة المحكمة العراقية التي أصدرت القرار................ ( بقلم : طالب الوحيلي )
ما ان صدر الحكم بإعدام الطاغية صدام حتى تعرت الحقيقة التي كانت تبرقع بعض القوى المنزوية في دهاليز العملية السياسية والتي اقتحمتها او أقحمت فيها ممثلة لكتل طائفية معلنة الهوى والميول والاتجاهات ،وقد احتضنتها القوى الوطنية المتصدية لقضية بناء العراق الجديد بقصد الحيلولة دون نجاح المخططات المعادية للشعب العراقي سواء كانت تكفيرية او صدامية او غيرها ،فيما اغفل الاستحقاق الانتخابي الذي فرضته صناديق الاقتراع لاجل التأسيس لحكومة مشاركة على أمل إنقاذ العراق من الفتن ومن طغيان الإرهاب الذي تضخم كثير بسبب مزايدات تلك الكتل التي مابرحت تحن لماضي العراق المظلم وقد صارت كخنجر في ضهر العراق مستثمرة المنافذ الإعلامية دون أي اعتبار للكتل الأخرى ذات الاستحقاق الاول في تشكيل الحكومة .مطالعة للفضائيات العربية وما تستضيفه من شخصيات منها حكومية مهمة وأخرى برلمانية ،تضعنا أمام هاجس كبير يؤكد على ان تلك لكتل لا تستحق ما ضحى به الائتلاف العراقي الموحد من مناصب ما داموا مجرد (صفويين) قاموا ام قعدوا وقد صارت هذه التسمية سمة الخطاب السائد لديهم ابتداء من مختلسي أموال الشعب والهاربين عن وجه العدالة وانتهاء بكبيرهم الذي كان له (شرف) إشعال فتيل الحرب الطائفية حين أطلق كلمته التي قد تناساها البعض منا ،وذلك في مؤتمر عقده احد القادة العراقيين ودعا فيه الى الحوار مع القوى الخارجة عن العملية السياسية والكلمة هي (اذا كانت لديهم بنادق فنحن لدينا بنادق !!) ومنذ ذلك الصوت حتى بدأ القتل على الهوية يأخذ شكله الذي نعيشه والذي يستقتل من اجله اليوم ذلك الرجل لاسيما وان داره هي الأخرى مكمن للمفخخين !!
الحكم بإعدام صدام هو محك اختبار للنوايا وقد توحدت مواقف الإرهابيين مع بعض البرلمانيين وهم يتحسرون على صدام ويطعنون بعدالة المحكمة العراقية التي أصدرت القرار،والا فما الداعي لكي يهددون بالانسحاب من الحكومة ومن العملية السياسية ويؤذنون لإعلان الحرب الأهلية ،ثم هم وقواعدهم ماذا ابقوا من ذلك ،بعد ان أشعلوا نارها عقب تفجير الروضة العسكرية وتهجير أتباع اهل البيت من المناطق ذات السطوة الطائفية المقيتة ، انهم يغضون الطرف عن مقتل العشرات في مدينة الصدر اوالكاظمية اوالمحمودية اوالشعب اوحي اور اوالكريعات اوبغداد الجديدة والشرطة الخامسة وحي العامل و و عبر القصف بالهاونات والمفخخات والانتحاريين، ولا يشجبون ذلك ولو مجاملة ويتباكون على مداهمة مناطق تعج بالإرهابيين الذين عطلوا مدن الاعظمية وشارع الكفاح وباب المعظم ووصل خطرهم الى مدينة الطب .وقد ثارت ثائرتهم حين أصر رئيس الوزراء على رفع الحصار الذي ضربته القوات متعددة الجنسيات على مدينة الصدر وبعض المناطق الشيعية ..قبل الاعلان عن تشكيل الحكومة الحالية نشرت جريدة الشرق الأوسط الصادرة في بغداد تقريرا جاء فيه ((يقول مقاتلون من العرب السنة ـ على حد وصف الصحيفة المذكورة ـ في العراق إنهم مستعدون لقتال طويل الأمد مع الحكومة العراقية القادمة ..والتي لم يؤد تصويت العرب السنة بإعداد كبيرة الى تمكين جماعتهم من إحكام قبضتهم على السلطة ..وقال (ابو هدى الاسلام) وهو عضو كبير في جماعة جيش المجاهدين التي عملت في إطار الجيش العراقي في عهد (الرئيس العراقي الخلوع) ان الجماعة ستقوم بنشر قناصة في كل المدن العراقية وأضاف ان الفترة القادمة ستشهد تصعيدا عسكريا ضد قوات الاحتلال والجيش العراقي ،مشيرا الى ان المسلحين سيركزون على زرع قنابل على جانب الطرق))هذا جزء مما أوردته صحيفة عربية تصدر في بغداد ،ولو تأملنا ما تضمنه المقطع المذكور ،فانه يشي بالكثير من التوجسات ،منها ما يتعلق بتكوينات الزمر الإرهابية ومدى صلتها بالنظام البائد كونها تأسست في ظله ،وهي تنتمي برمتها الى الطائفة( السنية) التي سعت الى إحكام قبضتها على السلطة عبر الانتخابات بعد مشاركتها فيها وبإعداد كبيرة ،وجوابا على ذلك عادت هذه الزمر الى تصعيد جرائمها الإرهابية وهي تعد بأساليب يمكنها حصد أرواح الكثير من المواطنين الآمنين من خلال قناصيها الذين يمكنها نشرهم في الأماكن المشرفة التي لا تصلها رقابة قوى الأمن الا بعد وقوع الجريمة وقد نجا المجرم من قبضة العدالة!!
ثم ما هو موقف الكتل السياسية التي شاركت في الانتخابات و نالت مقاعدا تتناسب مع الواقع العراقي ،وقد اقتنع بعضهم بها فراح يتفاوض بكل جد على نيل حصته في حكومة يبتغيها كما يريد ،لاكما يريد الناخب الذي اكتسحت كتلته النتائج لصالحها حسب الاستحقاق الانتخابي او ما يريده رئيسها المطالب حتما بكافة المستحقات المكلف بها ،ولماذا المراوغة وفرض الشروط مادامت تلك الكتل لا تملك من امر وقف الدمار وحمام الدم شيئا كون هذا الأمر بيد (جيش المجاهدين) الصدامي ،وكما يشير الى ذلك التقرير في مكان اخر (يقول محللون عراقيون ان تهدئة المسلحين ستكون تحديا طويلا ومعقدا وليس هناك ما يضمن النجاح حتى لو حصل زعماء السنة على مناصب في حكومة ائتلافية في المستقبل وقد لا يكون لهذه المكاسب تأثير على المؤيدين لصدام ناهيك عن المتشددين من نمط مقاتلي القاعدة الذين غالبا ما تستهدف تفجيراتهم الانتحارية مدنيين وكذلك قوات عراقية) .إذن نحن فرطنا ببعض الاستحقاق الانتخابي لأجل تشكيل حكومة غير متوازنة،لا ولاء لبعض وزرائها الا لطائفيتهم البعيدة عن الخط السياسي العام الذي ينبغي ان تتبناه هذه الحكومة من منهج تكنوقراطي يعالج كافة الملفات الموروثة من الحكومات السابقة،بل سعوا الى تشكيل حكومة الظل في داخل هذه الحكومة وفي قلب البرلمان .
ما أورده هذا التقرير ما هو الا حدس في مكانه وتنبؤ بعدم مصداقية تلك الكتل التي حظيت بالمناصب الحكومية المهمة ،كونها لا قدرة لها على الحد من طغيان الإرهاب ،بل على العكس من ذلك فإنها قد ضلعت بدفاع مستميت عن تلك الزمر ،وشجبت الإجراءات التي تتخذها قوات الأمن ضد المتهمين وما يمكن ان يطبق عليهم من قانون ،رافضة ان تكون سلطة القانون هي المهيمنة على شريعة الغاب التي كثيرا ما لوحوا بها في مناسبات كثيرة وعبر كافة وسائل الإعلام حتى الرسمية منها ،فلا هي موالية وداعمة فعلا للعملية السياسية ومقرة بالدستور الذي صادق عليه معظم أبناء الشعب ،ولا هي مقرة أصلا بصدقية العملية الانتخابية التي أفرغت حقيقة المكونات الأساسية للشعب العراقي.
قطعا ان هؤلاء والزمر الإرهابية ،لا يمكن ان يكونوا خلاصة أبناء شعبنا من العرب السنة ،الذين عشنا وإياهم سني القهر والحرمان وذل نظام الطاغية الذي يبرؤنا وإياهم منه ومن أصله الرديء ومن أفاعيله وممن ينتمي اليه ،وقد تحملنا وإياهم كل تفاهاته ولعبه على حبال الطائفية ومحاولاته تنصيب نفسه ولي امر واجب الطاعة ،وقد لعنّاه معا في عشرتنا الحميمة التي أحالتها أيتامه وحلفائه من تكفيريين وفلول القاعدة وجيش المجاهدين والحاقدين من عرب الجنسية ،الى ركام من الدماء التي أريقت عبر الأساليب الوحشية والذبح والقتل على الشبهة والهوية وكل ذلك عداءا لحكومات تصدرها اتباع اهل البيت وهم ورثة وادي الرافدين منذ الأزل تشهد بذلك آثار أئمتهم ومن قبلها آثار وادي الرافدين التي عبقت برائحة البردي وقصب جنوبنا وسحناتنا العراقية الأصيلة ،فالشرفاء والاصلاء من ابناء جلدتنا (الذين وصفهم مرجعنا السيد السيستاني بأنهم أنفسنا السنة بدلا عن أن نقول إخواننا )يعرفون جيدا من نحن وكيف تتكون قبائلنا من سنة وشيعة وتحول هذا الامتزاج الطبيعي الى داخل أسرنا ،فمن المستفيد من قتلنا ولطالما صبرنا على ذلك حتى شاع في العالم المتحضر هذا المعنى وقد أعلنت مظلوميتنا ،حتى ان هنري كيسنجر قال مرة (ان الشيعة لا يظلمون أحدا فهم محصنون من الظلم لانهم طالما كانوا ضحاياه).
لقد وعي أبناء الرمادي الحقيقة ،حين وجدوا أنفسهم وهم ضحايا حقيقيين للإرهاب بعد ان استبد بهم وطال مصالحهم الوطنية ومكانتهم بين العشائر العراقية ،حيث ساد الظلاميون الوافدين من بقايا الطالبان ووجدوا أنفسهم ومدنهم وقراهم وقد استبيحت من قبل الذين وفدوا علينا لكي يفجروا أجسادهم النتنة في الجموع الطاهرة لشعبنا دون تمييز بين سني او شيعي ودون أدنى رحمة ومروءة ،مما دعاهم الى الانتفاضة على اولئك المجرمين .
https://telegram.me/buratha