( بقلم : مروان توفيق )
في برلمانات العالم الحر تجتمع الاحزاب السياسية وهي مختلفة في اجندتها نحو هدف واحد هو تقدم البلاد وازدهارها, اما الامن والسلامة للمواطن فهي من الاولويات التي قد لا تذكر لأنها بمثابة بديهية غير قابلة للنقاش.
في العراق الجريح اجتمعت احزاب المعارضة التي يشهد لها تاريخها في حرب النظام التعسفي العفلقي ويشهد لها شهداؤها الذين قدموا حياتهم في سبيل ازالة الكابوس الظلامي عن العراق, اجتمعت على اختلاف اجندتها في الوزارات و تحت سقف البرلمان من اجل اللحاق بركب المدنية والتقدم ذلك الركب الذي تأخر عنه العراق كثيرا أبان حكم العفالقة.
عارضت احزاب ملثمة وتجمعات مقنعة تلك الحكومة وقاطعت الانتخابات بحجة وجود غزاة محتلين, ثم لم تلبث أن لحقت بالركب بعد خوفها من التهميش. وبعد أن نفد صبر الحكومة المنتخبة في دعوة تلك الاحزاب المقنعة في اشراكها في الحكومة في استعمال كافة السبل في الدعوة والمصالحة أنضمت تلك الاحزاب المقنعة اخيرا الى الحكومة وكانت نياتها معروفة بالتخريب وهزهزة الاوضاع بالاعتراض على كل خطوة بناءة املا في اطالة التأخر وطمعا في عودة للعفالقة الى سدة الحكم, وان كان هذا من المستحيلات, لكن اهل المفسدة لا مهارة لهم الا بالافساد والتخريب, ولم تجد اغلبية الاحزاب في الحكومة حلا سوى قبول تلك الشراذم املا في تحسين النيات وتصفية الاجواء, ومن اجل شعارات الحرية والعدالة .
الاحزاب الملثمة والمقنعة لاتجد فرصة الا وتطعن في الحكومة, وممثلي تلك الاحزاب وصلت بهم الحالة ان يعلنوا ولائهم لرموز العفالقة مباركين اعمالهم في تقتيل الناس وأن كانوا ينكرون جرائم الرفاق في الماضي ويتعللوا بكذبها ! ومن يقدر أن يخفي المقابر الجماعية, والقنابل الكيمياوية, وزنزات التعذيب وملايين المشردين من اهل الوطن وشواهد لازالت شاخصة على اجرام النظام البائد وضحايا مشوهة جسديا ونفسيا تحكي الاهوال مما جرى.
الاحزاب الملثمة والمقنعة استشاطت في غيها حين اعلنت اكثر من مرة معاضدتها لما يسمى بالمقاومة ولم تتبرأ من اعمال القتلة والمجرمين وثبت بالدليل أن تلك الاحزاب المقنعة و(المشروعة) ما هي الا الوجه الاخر للقوة التي تسعى لتأخير العراق عن اللحاق بركب المدنية والتقدم الانساني .
يطلع علينا بين حين وأخر وزراء وبرلمانيون وهم في قمة تبجحهم ليدلوا بدلوهم في تشويه اي عمل ايجابي للحكومة, ثم يعودوا لنغمة المقاومة وطرد المحتل واية مقاومة تلك التي ماهي الا مسار من مسارات الحكم المقبور في تقتيل الناس وسفك دمائهم في محلات معيشتهم وبيوت عبادتهم, بدلا عن قتلهم وارهابهم في السجون ابان ايام الماضي الذي ذهب.
هذه الشراذم المحصنة بالمراكز الحكومية, تعمل ليل نهار على اعاقة اي تقدم للبلاد, ولا تجد فرصة الا وتمتدح وتدافع عن الرفاق القدامى وعن سيدهم المحكوم بالموت شنقا. هذه العصابات ممثلة بالحزب الاسلامي وجماعة التوافق لاتتورع عن اية فرصة وعن اي وسيلة لتحقيق اهدافها لتخريب المسيرة الجديدة, تساندها شراذم القاعدة وفلول الرفاق وتدعمها دول لا تريد للعراق خيرا, دول تخشى عدوى الحرية والديمقراطية وتخشى هلالا شيعيا . المعادلة واضحة, الدفع والدعم المالي والاعلامي يأتي من دول الحقد العربية والمنفذون شراذم القاعدة الوهابية التي لا تستطيع قبول تسدي (الشيعة) الاكثرية لسدة الحكم , يلتحق بتلك الشراذم خفافيش البعث الذين لا يستطيعوا العيش في ضوء النهار فهم افرار من وجه العدالة ووجدوا ضالتهم في تقتيل الابرياء وهذا دأبهم في الماضي حيث القتل كان في اقبية السجون وتحول الان الى ساحات الشوارع والمناطق السكنية. أما ممثلي تلك الشراذم العفلقية الوهابية الظلامية فهم في كراسي الحكومة و البرلمان محصنون بحرية الاحزاب وديمقراطية الحاضر. للحكومة حل واحد هو القبض على رؤوس التخريب في اروقتها وابدالهم بمن تعاضد مع الحكومة من عشائر الانبار الشريفة التي تحارب القاعدة, ومن ممثلين سواهم يطمعون في العيش بسلام واخاء. يحاكم هؤلاء محكمة عادلة على رؤوس الاشهاد والادلة والثبوتات جلية لادانتهم في اكثر من موقف وفي اكثر من موضع.
فكيف للحكومة أن تسير مسيرتها كباقي الامم الحرة وفي اروقتها عصابات الاجرام ورؤوس التخريب الذين يسعون في الارض فسادا.مروان توفيق
https://telegram.me/buratha