المقالات

اعدام صدام وفوز الديمقراطيين

2043 21:21:00 2006-11-11

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

يقيناً لو ان الجمهوريين قد فازوا بالانتخابات الامريكية النصفية لكان العالم قد شهد ضجة اعلامية لا قبل لها ولا آخر. ولو افترضنا ان احتمال فوز الجمهوريين قد تحقق فستكون الماكنة الاعلامية العربية قد دخلت الميدان الذي كانت تنتظره ولذلك فان العديد من المحللين السياسيين والاعلاميين يعتبر فوز الديمقراطيين نكسة للماكنة الاعلامية العربية لجهة ربطها بين قرار المحكمة العراقية الخاصة والذي انتهى الى انزال عقوبة الاعدام بصدام وبين موعد الانتخابات التجديدية النصفية للكونغرس الامريكي، حيث ان اكثر الاعلام العربي راح يتساءل عن سر توقيت النطق بالحكم في قضية الدجيل واختيار يوم الاحد الموافق 5 / 11 / 2006 والانتخابات النصفية الامريكية التي جاءت بعد يومين من قرار النطق بالحكم أي الثلاثاء 7 / 11 / 2006.

هذه الماكنة يبدو انها حتى اللحظة الراهنة لم تصحح دورانها الخطأ منذ عقد الاربعينيات حتى الآن، ولم تستفد من محطات مفصلية عسكرية وسياسية عربية كانت ماكنتنا العربية تقدمها لنا على اساس انها محطات تأريخية مشرقة في مشروعنا العربي واعتقد ان اجيالاً عديدة من العرب تتذكر كيف ان الماكنة العربية قد صورت لنا هزيمة العرب ابان حرب حزيران 1967 على اساس انها انتصار لحركة التحرر العربي واستعادة للارض والشرف والكرامة وعندما انجلت غبار تلك الحرب تبين ان العرب قد اضاعوا فيها كل فلسطين وكل سيناء وقناة السويس والجولان والضفة الشرقية في الاردن فضلاً عن تدمير القوة العسكرية العربية خلال ستة ساعات فقط.

هذه الكارثة نفسها اجترتها الماكنة الاعلامية العربية في حرب الثمان سنوات مع الجارة ايران عندما صورت لنا تلك الماكنة بان تلك الحرب انما هي حرب النيابة عن العرب ضد جارتهم الشرقية ايران وانها استعادة لمعارك الاسلام الاولى!! مثلما اعتبروها دفاعاً عن بوابتهم الشرقية، لكن الحرب انتهت ولم يتحقق شيء من اهدافها المعلنة سوى ان العراقيين قدموا فيها ما يقرب من المليون ضحية وتوجيه ضربة قاصمة لاقتصادنا وبنانا التحتية.. ومع ذلك ظل الاعلام العربي يمارس دوراً تضليلياً مريباً الى الحد الذي اعتبره العراقيون طرفاً اساسياً من اطراف الحرب التي اشعلها صدام ضد العراقيين قبل ان تكون ضد الايرانيين.

تكررت الحالة ذاتها مع الشقيقة الكويت وكأن الاعلام العربي قد آل على نفسه ان لا يغادر موقعه الذي اختاره في تعاطيه مع المشهد العراقي وموقفه السلبي من هذا الشعب المقهور، وهنا لا نريد ان نسترسل في سرد الوقائع التي خاضتها الماكنة الاعلامية العربية لكننا نكتفي هنا الى ما ذهبت اليه هذه الماكنة عندما ربطت بين جلسة النطق بمحاكمة صدام والانتخابات الامريكية التي ذهب خلالها محللونا العرب الى ان الجلسة قد جاءت في هذا التوقيت كي تكون فرس الرهان على فوز الجمهوريين في الانتخابات النصفية.لعله من حسن حظ العراقيين ان لا يفوز الجمهوريون في هذه الانتخابات، فعسى ان يتعض سماسرة العرب من هذا اللغط المعيب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك